السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أشعر بوجود حبة داخل الحلق على مستوى اللوزتين من الجهة اليمنى، تظهر وتأتي فجأة ثم تختفي؛ مما سببت لي القلق.
بعد الاستيقاظ من النوم يأتيني نزيف في الأنف، مع وجود جفاف وعدم القدرة على البلع بسهولة، ومع الإحساس بانتفاخ في الأذن اليمنى.
عملت تحليلا، والحمد لله سليم، مع استمرار وجود الحبة داخل الحلق. والآن تنتابني آلام في الحلق، علما بأنني ذهبت لاستشاري الأنف والحنجرة والأذن، ووجد التهابا بسيطا في الأذن الوسطى، والتهابا حادا في الحلق، ولكن لا جدوى. ما الحل؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بالنسبة للحبة داخل الحلق على اللوزة اليمنى، والتي تأتي وتختفي في اللوزة (على وسطها الخارجي داخل البلعوم) يوجد ما يشبه الثقوب التي تؤدي لجيوب صغيرة داخل نسيج اللوزة، وهذه الثقوب والجيوب قد تكون واسعة أحيانا؛ فتؤدي لتراكم الطعام فيها، والذي بدوره يتعفن، ويتحول هذا الجيب اللوزي إلى هذه (الحبة) التي تصفها، وبالحقيقة لا يوجد حل دوائي لهذه الحالة يمنع دخول وتراكم الطعام في الجريب (الجيب) اللوزي الذي ذكرته، والحل الجذري هو الجراحة باستئصال اللوزتين تحت التخدير الموضعي أو العام.
أما النشفان في البلعوم عند الاستيقاظ من النوم وعدم القدرة على البلع، فهو ناتج عن التنفس الفموي أثناء النوم بسبب انسداد المجرى الهوائي الأنفي (إما لحساسية أنفية، أو لحمية أنفية، أو انحراف في الحاجز الأنفي)، هذا التنفس الفموي يؤدي لجفاف مخاطية الفم والبلعوم، وهو ما يعطيك هذا الإحساس الصباحي في البلعوم. والحل هنا يجب أن يبدأ باكتشاف سبب الانسداد الأنفي، وإصلاح المشكلة بحسب الحالة.
النزيف الأنفي الصباحي هو على الأغلب ناتج عن الاحتقان الأنفي للأسباب التي ذكرتها سابقا (حساسية، أو لحمية أنفية، أو انحراف في الحاجز الأنفي) وهذا الاحتقان في سطح المخاطية الأنفية قد يؤدي لتشقق في هذه المخاطية، وبالتالي النزف الصباحي. وبالطبع لا بد من الفحص الأنفي الجيد؛ للكشف عن مصدر النزف، وعلاجه بالترطيب بالمراهم العينية التي يمكن استخدامها في الأنف بأمان, أو قد يكون العلاج بالكي لهذا الوعاء المحتقن إما بالكي الكهربائي، أو الكي بمادة كيماوية (نترات الفضة، أو ثلاثي كلور حمض الخل).
بالنسبة للإحساس بالانتفاخ في الأذن، فهو ناتج عن انسداد أنبوب التهوية للأذن الوسطى الذي يصل بينها وبين البلعوم (ربما بسبب الحساسية الأنفية) وعلاج هذه الحالة بعلاج الحساسية الأنفية بمضادات التحسس، وبخاخات الكورتيزون الأنفية الموضعية, وبإجراء مناورة فالسالفا (نفخ الأذن الوسطى) وهي كالتالي:
إغلاق كلا فتحتي الأنف باليد، وثم ضغط الهواء بزفير قسري صعودا من الصدر باتجاه البلعوم فالأنف (وليس الفم) والاستمرار بالضغط حتى يتراكم ضغط كاف لفتح نفير أوستاشيوس (الأنبوب الواصل بين الأذن الوسطى وبين البلعوم الأنفي) وعبر هذا الأنبوب يمر الهواء قسريا نحو الأذن الوسطى، وهكذا يتم تعديل الضغط بداخلها، ويتحرر غشاء الطبل من الشد المطبق عليه نحو داخل الأذن الوسطى بسبب الضغط السلبي الذي كان داخلها.
يجب تكرار هذه الحركة كل عشرين دقيقة، وبشكل مستمر لعدة أيام حتى تمام الشفاء بالنسبة للأذن الوسطى، وبالتزامن مع العلاج الدوائي الذي ذكرته سابقا.
مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.