السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أعاني دائما من الوهم المرضي، لكن في أحيان كثيرة يكون عندي صداع في مؤخرة الرأس، وأحيانا ألم في الرقبة، وسخونة في العين، واحمرار، وعندما أذهب للدكتور يقيس لي الضغط عدة مرات بسبب التوتر، ولكن عندما أذهب للصيدلية يكون مرتفعا، مثلا (180/100) أو (140/90) لكن عند الدكتور يكون طبيعيا. هل الصداع في المؤخرة، وسخونة العين والجسد قليلا، سببها ذلك؟ مع العلم أني عملت أشعة وتحاليل كثيرة، وكلها سليمة، والسكر دائما منضبطا، وأمارس الرياضة، لكني لا أستطيع التخلص من الوهم المرضي، ودائم الإحساس بالمرض، فهل من الممكن ممارسة المريض لأنواع النشاط العادي؟ هذا السؤال كنوع من الاطمئنان.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أجهزة الضغط في الصيدليات ربما غير معايرة، ولا تمثل الحقيقة، ولذلك قياس الضغط في الصيدلية لا يعتد به، وقياس الضغط عند الطبيب المفروض أنه يرتفع عن الواقع؛ لأن المريض في عيادة الطبيب يكون متوترا وقلقا، وهناك حالة تشخيصية تسمى (white coat hypertension) أي ارتفاع الضغط بمجرد رؤية البالطو الأبيض، كناية عن التواجد في المستشفيات، ومن المهم تغيير نمط الحياة من خلال البعد عن المخللات، والاكتفاء بملح الخبز، والقليل من ملح الخضار المطبوخ، مع البعد عن القلق والتوتر، وفحص الكوليستيرول والدهون الثلاثية، والبعد عن الدهون في الطعام، والتوقف عن التدخين إذا كنت مدخنا، وطالما ما زلت في سن الشباب؛ فلا قلق ولا خوف من ارتفاع الضغط، والمهم أن يكون في حدود (130 على 80).
ألم الرأس الخلفي يسمى (tension headache) أو الصداع التوتري أو الناشئ عن توتر وتقلص عضلات الرقبة الخلفية، وهذا الصداع ينشأ بسبب استعمال وسادة مرتفعة أو منخفضة، أو الجلوس على الشاشة بوضع يجعل الرأس في وضع أعلى أو أدنى من الشاشة؛ وبالتالي تظل عضلات الرقبة متوترة طوال الليل، أو طوال جلسة الكمبيوتر؛ مما يؤدي إلى الصداع الخلفي، وهذا الألم وهذا الصداع مؤقت، وينتهي بانتهاء السبب، وعلاجه تجنب الوضع السابق، وتناول قرص باسط للعضلات، مثل مسكادول، وقرص مسكن للألم مثل (بورفين 600 مج) وذلك عند الضرورة.
وفي حال استمرار الخوف من المرض فإن الأدوية المضادة للتوتر والقلق ومرض الرهاب تناسب حالتك، مثل بروزاك (prozac 20 mg) كبسولة واحدة يوميا لعدة شهور، مع الاستمرار في ممارسة الرياضة، مع المصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء، والذكر، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن.
وفقك الله لما فيه الخير.