السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة، أبلغ من العمر 15 عاما، نشأت في بيئة -كالمدرسة والنادي- لا تهتم بالدين، وتأخذه بطريقة سطحية، ولكن عائلتي متدينة نوعا ما، وأنا محجبة، وإلى حد ما محافظة على ديني، ولكن تعودت على الخروج ومواقع التواصل والدراسة، ولا أخصص أي وقت لديني؛ مما يشعرني بتأنيب الضمير والإحساس بالذنب، ولا أستطيع الموازنة بين الدين والحياة الاجتماعية.
ماذا أفعل؟ وكيف أوازن أموري؟ فأنا متعلقة بالحياة الدنيوية إلى حد كبير.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حبيبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونحيي الروح التي دفعتك للتواصل، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
لاشك أن الإحساس بالخلل هو أول وأهم خطوات التصحيح بعد توفيق ربنا جل وعلا، والمريض يبحث عن الطبيب والعلاج عندما يخرج الجسم عن حد الاعتدال، وأمراض الجسد تهون بجانب أمراض النفس، والتي منها مرض الغفلة، فهنيئا لك على الانتباه والالتفاتة.
ونعتقد أن السؤال قد جاء في وقته المناسب، فنحن في شهر الصيام، والمؤمنة بحاجة إلى محاسبة النفس؛ لتقييم سيرها إلى الله الذي أخبرنا أنه لم يخلقنا عبثا، ولن يتركنا سدى، بل هو القائل سبحانه: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).
ومما يعينك على التصحيح ما يلي:
- اللجوء إلى الله.
- الفهم الصحيح للدين والتدين، ونحمد الله على هذا الإسلام الذي يشمل حياة المسلم ويملؤها بالحيوية والإيجابية.
- إصلاح النية والحرص على الاحتساب.
- تعلم العلم الشرعي الضروري.
- البحث عن رفيقات صالحات يذكرنك بالله إذا نسيت، ويكن عونا لك على الخير إن ذكرت.
- عمل جدول لتنظيم الوظائف اليومية، والإسلام يحرص على الموازنة، "إن لنفسك عليك حقا، ولربك عليك حقا، ولزورك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه".
- ربط فقرات الجدول والبرنامج بأوقات الصلوات.
- الاستعانة برب الأرض والسموات.
- إعطاء الدنيا حجمها المناسب باعتبارها مطية للآخرة، (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا).
- تكليف النفس بما تطيق.
- إعطاء النفس حقها وحظها من الراحة والطعام.
- الصبر والإصرار والاستمرار.
وهذه وصيتنا لكم: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
سعدنا بتواصلك، ونفرح بالاستمرار، ونسعد بإفادتنا بعد اتخاذ القرار، ونشرف بمتابعة برنامج التوازن، ونؤكد أن النجاح الحقيقي هو النجاح الشامل في كل الميادين.
ونسأل الله أن يوفقك وييسر لنا ولكم التمسك بالدين.