السؤال
السلام عليكم.
أقدمت زوجتي على تحطيم حياتي وحياة ابني؛ بطلبها الخلع بلا مسوغ شرعي، وهذا بعد نزاع بيني وبين أهلها بسبب تدخلهم في حياتي الخاصة، ورغم محاولتي جاهدا إرجاعها لمعرفتي أنها تريد العودة، وحرصا مني على الحفاظ على تماسك الأسرة، قوبلت كل جهودي بالرفض من عائلتها، وهي تطاوعهم في الأمر ظنا منها أن طاعة والدها واجب شرعا، علما أني بينت لها حكم الشرع فيما فعلت.
ورغم أني أصرف على الابن منذ ولادته أكل وشرب وأدفع أجرة البيت الذي يسكنه ومختلف المصاريف، لم أستطع زيارته ولو لمرة واحدة، وأنا أتألم بشدة لفراقه، وأتألم أكثر عندما أفكر في مستقبله الذي ضاع بسبب أم غير مسئولة وغير ناضجة، وعائلتها الذين اتخذوا من ابني لعبة وورقة ضغط علي لإذلالي والانتقام مني، لأني لم أرضخ لمطالبهم.
سؤالي: هل أعتبر من قطاع الرحم إن لم أزر ابني الذي بلغ السنتين من العمر، الذي تسكنه والدته في بيت عائلتها رغم دفعي لإيجار بيت خاص به، كما أني لا أطيق رؤية أهلها بعد كل الذي فعلوه بي وبعائلتي، وأخشى ما أخشى أن يحدث شجار بيني وبينهم لن ينتهي على خير، خاصة أن والدها قال لجماعة الصلح التي أرسلتها لهم إنه سيردني ذليلا بالذهاب والإياب إلى مدينته.
كما طلبت عدت مرات من طليقتي إحضار الطفل إلى مكان آخر لرؤيته؛ فرفضت، فقط لتجبرني على الذهاب إلى بيت أهلها.
أنتظر بفارغ الصبر انتقام الله عز وجل منهم، وعودة ابني لي، رغم أني لا أتمنى له لا فقدان أمه ولا والده. فصبر جميل، وما أجمل قول الله عز وجل: (قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم).
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو يونس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك ابننا الفاضل في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، ونسأل الله أن يجنبك فعل الجهال، وأن يصبرك رغم صعوبة الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
لاشك أن الحق معك، والمكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، وسوف يكبر ابنك ويعرف قدرك ويبحث عنك، فالإحسان ليس له جزاء إلا الإحسان، فاستمر على أداء ما عليك واسأل الله الذي لك.
ورغم أن الشرع يعطيك حق رؤية الابن في المكان المناسب، إلا أننا لا نفضل التصعيد، واحرص على تجاوز كل التصرفات التي يراد منها إثارتك أو استفزازك، واتق الله واصبر، واعلم أنه لا حرج عليك من الناحية الشرعية .. فأنت محسن .. وما على المحسنين من سبيل. إنما السبيل على الذين يظلمون الناس.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ونذكرك بأن الله يعلم ما في نفسك من الرغبة في الوصال والخير، وعليك بكثرة اللجوء إلى الله، وأنت ولله الحمد تستطيع أن تتزوج وتنجب أطفالا، والضرر سوف يلحق بابنتهم، وإن كانوا قد أجبروها على الخلع فويل لكل ظالم، ونسأل الله أن يرد الغافلين إليه، وأن يجمع الشمل، ويؤلف القلوب، ويغفر الذنوب.
نكرر دعوتنا لك بإدارة الأزمة بمنتهى الهدوء، واجعل شرع الله لك قائدا وإماما، وسر بتوفيق الله إلى الأمام، وأكثر من الاستغفار، ومن الصلاة والسلام على رسولنا الإمام، وأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها استعانة وكنز من كنوز العرش، بل هي من أفضل الكلام، والإنسان لا يندم على التأني، ولا يتأسف لحسن الأقوال والفعال، لكنه يندم على العجلة، ويدفع ثمن القبيح من الأقوال والفعال.
وتعوذ بالله من شيطان همه التحريش وغرس العداوات، ونسأل الله أن يوفقك، ويرفعك عنده درجات.