السؤال
السلام عليكم
لي صديق متخاصم بشدة مع شخص آخر، وكلما التقيت به؛ يبدأ بالحديث عنه، وأنه سوف يفعل له كذا وكذا.
سؤالي هو: أنني لا أريد أن أكون مصدر تهديد له؛ لأنه يحكي لي أسراره، ولا أريده أن يتكلم في هذا الموضوع؛ خيفة أن يدخله الشك أنني أسرب حديثه. فكيف يمكنني التخلص من هذا الموقف؟
أرجو الرد السريع، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال، وأن يؤلف القلوب ويحقق الآمال.
دورك عظيم في الإصلاح بينهما؛ لأن فساد ذات البين هي الحالقة، لا نقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين. ودورك أن تنقل الخير فقط، وأن تدفن الشر والإساءة، وتنصح لمن يتكلم بها سرا بينك وبينه، والذي يصلح بين المتخاصمين دوره أن يقول خيرا وينمي خيرا، بخلاف النمام الذي يكتم الخير، وينشر الشر، فإذا سمع خيرا دفنه، وإن وجد شرا نشره؛ فتزداد العداوات، ومن هنا هدد الشرع الحنيف النمام فقال -صلى الله عليه وسلم-: (لا يدخل الجنة نمام) وفي رواية: (لا يدخل الجنة قتات) ورواية (قتات) تفيد أنه يزيد في الكلام حتى تزداد العداوات، والنمام يفسد في الساعة ما يعجز عنه الساحر في السنة.
والصواب أن تحسن الاستماع، فإذا أخرج ما عنده تدعوه للمسامحة والعفو عن صديقكما، وذكره بأن الشيطان يئس أن يعبده المصلون ولكن رضي بالتحريش بينهم، وهم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، وأن يغرس بينهم العداوة والبغضاء.
وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم دوام التوفيق والسداد.
وقد أسعدنا تواصلك واهتمامك بموضوع أصدقائك، ونتمنى أن تكون مصدر خير لإخوانك وأصدقائك، ونسأل الله أن يوفقك ويرفع درجاتك.