السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر 21 سنة، أعاني من نوع من الوسواس يتعلق بإصابتي بسرطان الثدي، خاصة بعد قراءتي لأعراضه، أحس بأن حلمة الثدي دخلت قليلا، ولكن بمجرد لمسها تخرج مجددا، فهل يعتبر هذا دليلا على وجود سرطان؟ ولا يمكنني زيارة طبيب، لذلك لجأت إليكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sonia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أتفق معك أن المخاوف حول الإصابة بالسرطانات أصبح هاجسا لكثير من الناس، لأن هذه الأمراض قد كثرت، نسأل الله تعالى أن يحفظنا ويحفظكم وجميع المسلمين من هذه الآفات ومن هذه الأسقام، وفي ذات الوقت الناس أصلا أصبحوا في حالة من عدم الاستقرار النفسي والطمأنينة، وهذا قطعا زاد من هذه المخاوف الوسواسية.
الخوف من سرطان الثدي علة معروفة جدا لدى الإناث، وأنا أريدك – أيتها الفاضلة الكريمة – أن تطمئني، أن تسألي الله تعالى أن يحفظك، وألا تقومي بتحسس ثديك كثيرا، هذا مهم جدا، أعرف أن ذلك ليس بالسهولة، لكن هذه هي الطريقة المثلى.
في ذات الوقت أنت ذكرت أنك لا تستطيعين زيارة الطبيب، أنا أرى أنه من الضروري جدا أن تذهبي إلى الطبيبة، طبيبة عمومية في المركز الصحي، ودعيها تقوم بفحصك، وأنا متأكد أنه -إن شاء الله تعالى- ليس لديك سرطان، لأنك لست في عمر هذا المرض، لكن الفحص الإكلينيكي المباشر هو الوسيلة الوحيدة التي تطمئنك، فلا توسوسي حول هذا الموضوع، اذهبي وقابلي الطبيبة، وبعد الفحص -إن شاء الله تعالى- سوف تطمئنين تماما، واحتمي على نفسك ألا تفكرين في هذا الموضوع، بعد أن تؤكد لك الطبيبة أنك بخير وعلى خير.
أيتها الفاضلة الكريمة: هنالك ما نسميه بصرف الانتباه، وهو وسيلة ممتازة جدا، الإنسان إذا شغله شيء ما، أو هيمنت عليه الوساوس والمخاوف، لا بد أن يصرف انتباهه من خلال: الانخراط في أعمال مفيدة، الاجتهاد في الدراسة، التخطيط لمستقبل مشرق، حسن إدارة الوقت، التواصل الاجتماعي، الترفيه بما هو جيد ومفيد، الحرص على الصلاة، الحرص على الدعاء، وفي حالتك هذه مهمة جدا، هناك دعاء مأثور عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (اللهم إني أعوذ بك من الجذام، وأعوذ بك من البرص، وأعوذ من الجنون، وأعوذ بك من سيء الأسقام) وقطعا السرطان من سيء الأسقام.
إذا صرف الانتباه بهذه الكيفية أعتقد أنه سوف يفيدك كثيرا، وأرجو أن تعيشي حياة صحية، والحياة الصحية تعني الحرص في أمور الدين، التزود بالعلم، النوم الليلي المبكر، بر الوالدين، ممارسة الرياضة، التغذية المتوازنة، حسن إدارة الوقت، لأن هذا يعني حسن إدارة الحياة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.