هل رهاب الساح سبب في الدوخة والتعرق وتغير الرؤية؟

0 174

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

لا أعرف كيف أشرح وضعي، لكني سأقول كل الذي بقلبي، عمري 16 سنة، عانيت من دوخة منذ ثلاث سنوات، ومستمرة إلى الآن، وغيرها من التأثيرات مثل الدوخة، وتغير في الرؤية، وخفقان في القلب، وتعرق (عند خروجي من المنزل)، والتغير في الرؤية ليس بضباب، أو أحس بعمى، لا.. إحساس غريب، وكان الألوان تتغير أو شيئا قريبا من هذا.

وسبب الدوخة كلما خرجت من المنزل، أني في يوم منذ ثلاث سنوات كان يوما متعبا منذ بداية الصباح حتى نهاية الليل، وأنا في المولات والمحلات فجأة في آخر الليل أحسست وكأني لا أعلم كيف أتيت المول، وأحسست بدوخة وارتجاف شديد، وكأني أحتضر، وخصوصا أني صغير في العمر وأتعب من أبسط الأشياء.

وبعض الأحيان أحس أنها لا تأتيني، لكني في البيت أفكر وأتوتر ماذا سيحدث إذا خرجت من المنزل، ودائما في خارج المنزل يأتيني تعرق ودوخة وتغير في الرؤية، وكأن المكان في شعاع متغير ضوئه، أو الألوان غامقة أو شيئا قريبا من هذا.

أنا أشك أن حالتي بسبب اللاب توب؛ لأن لي خمس سنوات وأكثر وأنا مدمن ألعاب الفيديو على اللاب توب طوال اليوم، لكني الآن خففت من اللعب.

الآن تحسنت صرت أحس بالدوخة فقط في الليل! لماذا فقط الليل؟ وقبل مدة سافرت وما كنت أحس بالدوخة إلا بشيء خفيف وبسيط، مع العلم أنها أول مرة أسافر وكان شيئا جديدا.

أتمنى مساعدتي بطرق أو تمارين تنسيني هذا الأمر؛ لكي لا أتوتر وأقلق وأوسوس طوال اليوم بهذا الأمر.

أتمنى مساعدتي، لكن بدون الذهاب للطبيب النفسي، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مبارك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

هذه الدوخة التي تحدثت عنها والتي تصيبك -على وجه الخصوص حين تكون خارجا من المنزل- تتطلب إجراء فحوصات طبية عامة، اذهب إلى طبيب المركز الصحي، ليس من الضروري الطبيب النفسي، ودعه يقوم بفحص الأذن والأنف والحنجرة، وكذلك النظر لديك، وأيضا يقوم بإجراء فحوصات مختبرية للتأكد من مستوى الدم لديك، وأنك لا تعاني من أنيميا، هذه فحوصات طبية أساسية.

أنا أكثر ميولا أن هذه الحالة نفسية، لكني أريد أن نتأكد من الحالة الجسدية لديك، أما من الناحية النفسية فأعتقد أنك تعاني من درجة بسيطة بما يعرف برهاب الساح، ورهاب الساحة هو نوع من الخوف النفسي والقلق الذي قد يظهر في شكل أعراض نفسية، أو في شكل أعراض نفسوجسدية كالدوخة مثلا، ورهاب الساحة هذا يعني أن الإنسان حين يفتقد أمان البيت ويخرج من البيت –خاصة إذا خرج لوحده– قد يتعرض لنوع من المخاوف، أما إذا خرج في رفقة أحد فهذا الخوف قد يقل كثيرا.

أنت -أيها الفاضل الكريم– الآن حالتك متحسنة، وهذه الدوخة أصبحت تأتيك في الليل فقط، والليل يعني الظلام، والظلام يعني الخوف، لذا أصبحت متمركزة الآن في الليل، ومن المهم جدا أن تقلل ألعاب الفيديو هذه، الإدمان على شيء من هذا يؤثر على حواسك كثيرا، مما يجعلنا غير مطمئنين حقيقة على نظرك وجهاز الأنف والأذن والحنجرة لديك، فأرجو أن تبتعد عنها تماما.

وأريدك بصفة عامة أن تتجاهل هذه الدوخة، أن تكثر من الخروج والتواصل مع أصدقائك، أن تحرص على الصلاة مع الجماعة في المسجد، لأن هذا نوع من التدرب الاجتماعي المفيد والجميل والرصين جدا.

ممارسة رياضة جماعية أيضا مع أصدقائك مهم جدا، تطبيق تمارين الاسترخاء فيها خير وفائدة كبيرة جدا لك.

حين تذهب إلى الطبيب في المركز الصحي -وبعد أن يتأكد أن كل شيء سليم- ربما يعطيك دواء بسطيا مثل عقار يعرف تجاريا باسم (فافرين Faverin) ويعرف علميا باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) يناسب عمرك جدا، والجرعة بسيطة، وهي خمسون مليجراما ليلا لمدة شهرين، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

دواء رائع جدا لعلاج الوسوسة والخوف ورهاب الساحة من الدرجة البسيطة.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات