كيف أتحلل من نميمة أوقعتها بين زميلين؟

0 180

السؤال

السلام عليكم.

لي زميل في العمل دائما ما يتحدث عن الفحش، والمواضيع التي فيها أعراض الناس، وهناك زميل آخر أخبرني أنه يريد أن يغير عمله ويتجنب الحديث الفاحش.

في مرة من المرات وبغير قصد، وفي لحظة غضب؛ قلت للزميل الأول بأن الزميل الثاني يريد أن يغير العمل لاجتنابك؛ لأنك تتحدث بالفحش، وأعراض الناس.

عندها ندمت ندما شديدا، وكنت على أشد من الجمر أنتظر انتهاء وقت العمل، وذهبت في حينها إلى الزميل الثاني، وقلت له: إنني قلت عنك كذا وكذا، فقال لي: ليس هناك مشكلة، وأنه سيقولها له في وجهه، وطلبت منه المسامحة فقال: إنه قد سامحني ولم يعط للموضوع أي أهمية.

بعدها وقعت بينهما مشادة كلامية، ولكن لا علاقة لها بموضوعنا هذا، وهما الآن غير متخاصمين ويتحدثان إلى بعضهما.

كما أن الزميل الأول لم يخبر الزميل الثاني بما قلته له.

الآن أنا قد وقعت في النميمة، وأريد إصلاح الأمر مهما كلف الأمر، ولا أريد للزميل الأول أن يبقى حاقدا على الزميل الثاني بسببي.

أفيدوني -جزاكم الله خيرا-؛ لأنني لا أنام الليل من كثرة التفكير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماهر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: جزاك الله خيرا على محاسبة نفسك، وعلى تتبع أخطائك والاجتهاد في إصلاحها، وتعاهد النفس بالإصلاح وصية أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه حين قال: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أن ملك الموت قد تخطاكم إلى غيركم وسيتخطى غيركم إليكم، فخذوا حذركم"، وهذا يدل على خير أنت فيه نسأل الله أن تكون كذلك وزيادة.

ثانيا: ما ذكرته لزميلك الأول عن الثاني كان في ساعة غضب، ولم تكن تقصد النميمة ولا الإضرار، فظاهر حديثك أنك أردت زجره، نعم أخطأت ولكن بدون قصد الإضرار، وقد تحللت من زميلك الثاني، وذكرت أنه سامحك ولم يعط الأمر أهمية، وعليه فلا تجلد ذاتك أكثر من ذلك، وعفا الله عنك ولا تكلف نفسك ما لا تطيق.

ثالثا: ذكرت أنك تريد للأول أن لا يحمل على الثاني شيئا، وأنك تريد أن تفعل أي شيء لذلك، ونحن نرى أن الزمن جزء من العلاج، وأن تبرير ما حدث قد يعقد الأمر، اجعل الأمور تمر بسلاسة، والأيام كفيلة أن تذيب تلك الصغائر.

رابعا: من المهم كذلك أن يصل إليه حرمة ما وقع فيه، وأن يعلم أن حديثه الفاحش أمر لا يحبه أقرانه، ولعل ذلك يكون رادعا له.

نسأل الله أن يهديه وأن يصلحه، وأن يحفظك، وأن يبارك فيك، والله المستعان.

مواد ذات صلة

الاستشارات