السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته..
أنا فتاة كتبت لكم في استشارتي السابقة أنني أعاني من تأخر الدورة الشهرية، مما يجعلني أصاب بوسواس الخوف من الحمل وأنا غير متزوجة، لقد تأخرت علي الدورة للمرة الثانية أكثر من السابق، فقد مضى 34 يوما ولم تنزل الدورة حتى الآن، وكانت آخر دورة بتاريخ 22 مايو، ونزلت إفرازات التبويض إلى تاريخ 11 يونيو.
لقد كانت دورتي منتظمة، ولكن منذ أن بدأت معاناتي مع الوسواس لم تعد منتظمة، ولم تعد غزيرة مثل السابق، لقد تعبت من هذا الوسواس والتفكير، وأصبحت أخاف من استعمال أي شيء، فقد كنت في سفر وكنت حريصة في استعمال الكراسي والمراحيض، ولكن الوسواس زاد علي لدرجة كبيرة، وتأخر الدورة زاد من خوفي أضعافا كثيرة، إلى درجة أنني أفكر في الانتحار، ولكنني أقول: أنا إنسانة عفيفة ومحافظة -والحمد لله-، ثم أستعيذ بالله من الشيطان.
تاريخ آخر ثلاث دورات شهرية: 24/3، 24/4، 22/5، وأنا لدي كسل في الغدة وأستعمل العلاج، أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غايبة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
لقد أشرنا عليك -اختنا الفاضلة- بضرورة زيارة طبيب نفسي في الإستشارة السابقة، وعليك إعادة قراءتها، وعموما السيد الدكتور الإستشاري: محمد عبد العليم سوف يوضح لك بعض الأمور -إن شاء الله-.
ولك أن تعلمي أن تأخر الدورة مرض يحدث للفتيات غير المتزوجات؛ بسبب ضعف التبويض الناتج عن تكيس المبايض، وليس بسبب الحمل، -وكما قلنا لك قبل ذلك-: أنه من المستحيل حدوث حمل دون جماع وقذف داخل الرحم في وقت التبويض، وغير ذلك لا يمكن للحمل أن يحدث، والدورة الشهرية في التواريخ المذكورة منتظمة، ومن المهم متابعة وظائف الغدة، لأن عدم تناول العلاج والجرعات المناسبة يؤدي إلى الكسل والخمول في الجسم، ويؤدي إلى خلل في الدورة، وزيادة حالة التكيس وضعف التبويض.
والوزن الزائد من أهم أسباب تكيس المبايض وخلل الدورة، وقد يزيد الوزن أكثر مع كسل الغدة، ولذلك يجب المحافظة على تناول الدواء، وأن يكون الهرمون المحفز للغدة ما بين 5 إلى 0.45، والمتوسط ما بين 2 إلى 3، وفي حال زيادة الهرمون المحفز عن 5 يجب زيادة الجرعات، وعليك العمل على إنقاص الوزن من خلال الحمية والمشي والرياضة.
ولإعادة التوازن الهرموني وتنظيم الدورة، يمكنك تناول حبوب (دوفاستون Duphaston) وهي هرمون بروجيستيرون صناعي، وجرعتها 10 مج تؤخذ قرصا واحدا مرتين يوميا، من اليوم 16 من بداية الدورة، حتى اليوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 إلى 6 شهور، حتى تنتظم الدورة الشهرية، مع تناول أقراص (جلوكوفاج Glucophage) 500 مج مرتين يوميا بعد الغذاء والعشاء؛ للمساعدة في علاج التكيس وضبط مستوى هرمون الأنسولين، وبالتالي تنظيم الدورة الشهرية.
كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس مثل: (total fertility)، مع تناول حبوب (Fesrose F) التي تحتوي على الحديد وعلى فوليك أسيد، مع أخذ حقنة واحدة من فيتامين (د) 600000 وحدة دولية في العضل كل 6 شهور؛ لأنها مهمة لتقوية العظام، وللوقاية من مرض الهشاشة فيما بعد.
كذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع تناول أعشاب البردقوش والمرمية وحليب الصويا، ولكل ذلك بعض الخصائص الهرمونية التي تساعد في علاج التكيس، وتحسين التبويض، وبالتالي تنظيم الدورة الشهرية.
حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة د. منصورة فواز سالم، استشاري طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة.
وتليها إجابة د. محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نرحب بك في إسلام ويب، وهذه هي استشارتك الثانية، والمحتوى في هذه الاستشارة قريب مما ذكر سابقا، وأنا أقول لك -أيتها الفاضلة الكريمة-: لا أريد أي تأخير أكثر من ذلك فيما يتعلق بعلاج الوسواس القهري، الوسواس القهري مرض نفسي طبي يمكن علاجه، والعلاج يتكون من العلاج الدوائي، والعلاج النفسي، والعلاج الاجتماعي، والعلاج الإسلامي.
العلاج الإسلامي: أن يكثر الإنسان من الاستغفار، وأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وأن يحافظ على أذكاره وتلاوة قرآنه، وقبل كل شيء الحرص والمحافظة على الصلاة.
العلاج النفسي يتمثل في تحقير فكرة الوسواس، وعدم الانصياع له، وإغلاق جميع الأبواب والمنافذ عليه، وذلك من خلال تحقيره واستبداله بفكر وفعل مخالف.
العلاج الاجتماعي يتمثل في تنشيط التواصل الاجتماعي، وتغيير نمط الحياة، وأن يحسن الإنسان إدارة وقته، ويتجنب الفراغ الذهني أو الزمني.
أما العلاج الدوائي فهو مهم جدا، خاصة أن وساوسك وساوس أفكار، ويعرف أن الأدوية المضادة للوساوس فاعلة جدا، فعقار مثل (بروزاك Prozac) مثلا، سيفيدك كثيرا، فيا -أيتها الفاضلة الكريمة-: أنا أقترح عليك أن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي، الأمر في غاية البساطة.
أنت تقولين أن الأمر قد وصل بك الآن التفكير في الانتحار، هذا غير معقول وغير مقبول، هذه علة بسيطة يمكن أن تعالج، وهذا النوع من الدفع النفسي السلبي نرفضه تماما، فنصيحتي لك -أيتها الفاضلة الكريمة-: أن تبدئي في العلاج الدوائي وبكل انتظام، وإن كنت لا تريدين أن تذهبي للطبيب النفسي، فجرعة البروزاك هي أن تبدئي بكبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل، تتناولينها لمدة أسبوعين، ثم تجعلينها كبسولتين في اليوم، وهذه أقل جرعة مفيدة لعلاج الوساوس، حيث أن الجرعة الكلية يمكن أن تصل إلى ثمانين مليجراما في اليوم -أي أربعة كبسولات-، وجرعة الكبسولتين تستمرين عليها لمدة ستة أشهر على الأقل، ثم تخفضينها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة خمسة أشهر، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقفي عن تناول الدواء، وقطعا مقابلة الطبيب النفسي ستكون مفيدة جدا لك.
أنا أخاف عليك من تأخير علاج الوسواس، لأن تأخير علاج الوسواس يؤدي إلى تمكنه وتجذره، ويؤدي إلى استحواذه، ويؤدي أيضا إلى ما نسميه (التطبع الوسواسي)، يعني أن الإنسان يصل إلى نوع من المساومة مع نفسه، يؤدي إلى أن يقبل أن يتعايش مع وسواسه، وهذا لا أريده لك أبدا -أيتها الفاضلة الكريمة-.
أعتقد أن هذا هو جوهر الموضوع، أي أن علاج الحالة يجب أن يتم، وأنت ليس لديك مشاكل حقيقية في الدورة الشهرية، هذا التأخير فسرته لك الدكتورة منصورة فواز -جزاها الله خيرا-، وأنا من جانبي أقول لك: أن الوسواس أحد مكوناته القلق النفسي، والقلق النفسي بذاته قد يؤدي إلى اضطراب الدورة الشهرية، إذا هذا سبب آخر يدفعك نحو العلاج، وما جعل الله من داء إلا جعل له دواء، فتداووا عباد الله، علمه من علمه وجهله من جهله.
وللفائدة راجعي حكم الانتحار أو التفكير فيه: (262983 - 110695 - 262353 - 230518).
بارك الله فيك، وجزاك خيرا، وكل عام وأنت بخير.