كيف يمكنني تغيير سلوك طفل محروم من العاطفة والحنان؟

0 289

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أتعامل مع طفل عمره 4سنوات، في بداية التعامل معه كنت أنفر منه، لا يعجبني حاله، وهذا يعود إلى علاقة الأب بالطفل، فهو قريب لي، وأعرف كيف يتعامل مع أسرته، فهو يحبهم، لكن لا يجلس معهم، وكل أوقاته إما نائم أو خارج المنزل، وعرفت ذلك من رسومات الطفل، حيث طلبت منه أن يرسم ما يشعر به، فقد تعلمت في موضوع "تربية الطفل" أن هذا يثبت مشاعر الطفل، وكونه لا يستطيع التعبير بالكلام، فالرسم مساعد للتعبير عن المشاعر.

فرسم والده وخربش عليه، فسألته أين والدك؟ قال: مختفي، ومرة أخرى رسمه، فقال: أبي يشاهد التلفاز ليس متفرغا، وأرى أنه لا يثق في نفسه، والسبب هو الحرمان العاطفي، حيث أن الأب لا يحتضنه ولا يقبله، والسبب أن الأب تربى في بيئة لم يعتادوا فيها على التعبير عن العاطفة.

فقد تعود على عدم الاعتذار عن الخطأ، وعدم الاستماع لأحد عند الغضب، كل هذا سبب له نفسية صعبة، أصبح الولد بليدا، أعتقد أنه بسبب ثقل الكبت الذي بداخله.

أعطيته قصة ليسردها، كان يتمتم، لم يستطع أن يرفع صوته، حاولت معه دون فائدة، وفي نهاية القصة فقط يقول: "توته توته انتهت الحدوته"، الطفل في عمره يقرأ الصور ويفسرها بطريقته، لكنه لا يوجد لديه خيال، فقط يقرأ ما يسمعه من الكبار.

المشكلة التي واجهتها معه إلى الآن، أنه لا يخبرني بما يشعر به، ويعبر عن ذلك بالتجاهل والصمت، وإذا تضارب مع أخيه الأصغر فإنه يبكي ويلوم الصغير، والسبب في ذلك والده الذي لا يسمح له بالضرب، كذلك فإنه ينفي أي عمل خاطئ قام به، ولا يعترف بخطئه، مثل أن يوقع شيئا متعمدا.

في الحقيقة تعلمت عن مشاكل الأطفال، لكنني لم أواجه هذا الأمر من قبل، فأريد منكم -بارك الله فيكم- النصائح التي تفيدني في هذا المجال، ماذا أفعل حينما تبدر منه تلك التصرفات، وكيف يمكنني مساعدته في التخلص من غيرته من أخيه؟

إضافة إلى أنني أود الجلوس مع خالي وزوجته؛ لأخبرهم عن ابنهم لكي تتم المساعدة في التعامل معه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سكينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله أن يوفقك في عملك.

أولا نشيد بالدور الذي تقومين به في علاج مشاكل الأطفال السلوكية، وبالطريقة التي تستخدمينها في التشخيص، فبالإضافة للبرامج المستخدمة مع الأطفال أنفسهم، لا بد من إرشاد الوالدين أو المربين في كيفية التعامل مع الأطفال، بطريقة تتيح لهم التعبير عن مشاعرهم بكل حرية، وبإعطائهم وقتا خاصا بهم، والولوج في عالمهم الخاص، والاهتمام باهتماماتهم؛ لأن الطفل أحيانا يكون عرضة -كما تعلمين- لمشكلات الأسرة التي تحدث في البيت، والعلاج يوجه للأسرة قبل الطفل.

أما سلوك الغيرة فيمكن استخدام أسلوب تبادل الهدايا بين الأطفال، فربما يحبب بعضهم لبعض، ويزل السلوكيات المرفوضة.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات