أشعر باختناق وبشيء عالق في حلقي ..فما علاج ذلك؟

0 637

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كل عام وأنتم بخير بمناسبة شهر رمضان.

أعاني من تضخم اللوزتين منذ شهرين، وقد ذهبت إلى أكثر من طبيب، وكانوا يصفون لي مضادا حيويا، ولكن التضخم لا يخف، أقول تضخم لأنه لم يكن يؤلمني، فقط أشعر باختناق، وبشيء عالق في الحلق.

بعد ذلك ذهبت إلى طبيب أذن وأنف وحنجرة، فأخبرني بوجود تضخم في القرنيات الأنفية، وهو سبب الاختناق، وأن تضخم اللوزتين ناتج عن التنفس من الفم، وأعطاني بخاخ أفاميس، مرة في اليوم، وفيبروسيل عند الحاجة الضرورية.

ومنذ أسبوعين وأنا أستخدم البخاخ، وذهبت للمراجعة فأخبرني الطبيب أنني قد تحسنت بنسبة 30 %، وفحص اللوزتين، وأخبرني بوجود بلغم في الحلق، وأعطاني بخاخ sinomarin لإذابة البلغم.

مشكلتي أنني لا زلت أشعر بالاختناق، وهذا يسبب لي الخوف الشديد، كل يوم أذهب إلى المستشفى؛ لعمل تبخيرة، هل العلاج الذي آخذه يحتاج وقتا لأستجيب له؟ وهل من نصائح يا دكتور لحل مشكلة الاختناق؟ علما أنني متزوجة حديثا، فهل البيت الجديد ممكن أن يكون السبب في التحسس لدي، خصوصا أن الشمس لا تدخله كثيرا، وسيء التهوية؟ لأنني لم أكن أعاني من هذه المشكلة في بيت أهلي.

وكيف أعرف ما هي مسببات الحساسية لدي؟ وبخصوص الشيء الذي أشعر به في حلقي، هل هو حقا بلغم؟ وهل البخاخ سينومارين يذيبه؟ ولو سمحت يا دكتور أن تدلني على الطريقة الصحيحة لاستخدام البخاخين، هل العلاج ممكن أن ينجح بنسبة 100%، أم سأظل أعاني منه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

البعض قد يكون لديه تضخم باللوزتين فقط دون أي التهابات، أو ارتفاع في درجة الحرارة، أو صعوبة في البلع، أو ضيق لمجرى التنفس، وخاصة لمن يتنفس من فمه، وفي مثل تلك الحالات لا نعير الأمر اهتماما.

أما وأنك تعانين من اختناق وشيء عالق في الحلق، وبالكشف أفاد طبيبك المعالج بأن لديك تضخما في قرينات الأنف، مما تسبب في تنفسك الدائم من الفم، فلذا تشعرين بعدم الارتياح؛ لأن تضخم اللوزتين يقلل من حجم الهواء الداخل إلى الرئتين، فتشعرين بالاختناق، ولذا نصحك الطبيب باستعمال بخاخ أفاميس لحساسية الأنف مرة يوميا، وفيبروسيل عند الضرورة الملحة؛ ليقلل من احتقان الأنف، لأن استعمال الأخير بكثرة يسبب ضمورا في الغشاء المخاطي المبطن للأنف.

والعلاج قد يأخذ وقتا حتى يؤتي ثماره، ومع ضرورة تجنبك لمهيجات الحساسية وأشهرها: التراب والدخان والعطور والبخور والمناديل المعطرة ومعطرات الجو والمنظفات الصناعية والمبيدات الحشرية ووبر الصوف والغنم وزغب الطيور ورائحة الطلاء والدهانات والوقود، وبعض المأكولات، مثل: البيض والسمك والموز والفراولة والمانجو والشيكولاتة والحليب، وغيرها من المهيجات، والتي تتفاوت من شخص إلى آخر، وكذلك بتناول مضادات الهيستامين، مثل: حبوب كلارا أو كلاريتين حبة كل مساء، مع استخدام بخاخ فلوكسيناز أو أفاميس الموصوف لك من طبيبك المعالج، مرة يوميا، ويجب أيضا تهوية المنزل بقدر الإمكان، ووضع الفرش والشراشف أو الملايات الخاصة بالأسرة وأغطية الوسادات في الشمس، وتغييرها باستمرار؛ للقضاء على عتة الفراش، والتي تكون صغيرة جدا في الحجم، ولا ترى بالعين المجردة، وتسبب تحسسا لدى بعض الأشخاص، وقد يكون تغير سكنك بعد الزواج أظهر تحسسك من بعض الأشياء التي لم تكن موجودة في بيت أهلك من قبل.

من أعراض تحسس الأنف الرشح والعطاس، وانسداد وحكة في الأنف، فوجود أي من الأعراض سالفة الذكر، عند التعرض إلى أتربة أو دخان أو عطور، أو عند الاستيقاظ من النوم، يؤكد وجود تحسس في الأنف لديك، وتتعرفين وقتها على سبب التحسس.

وأما بخصوص مشكلة الاختناق، فأنا أعتقد أن جزءا كبيرا من تلك المشكلة نفسية في المقام الأول، وأن الأمر لا يحتاج لمراجعة المستشفيات وأخذ التبخيرة، ولكن البعد عن أسباب التحسس ومهيجات الحساسية الذي ذكرته آنفا، كفيل بإنهاء هذه المشكلة.

وأما بخصوص الشيء العالق، فإذا كان البلغم فيجب أن يقل مع العلاج تدريجيا، ولكن إذا كان السبب هو تضخم اللوزتين فقد نضطر في بعض الأحوال إلى استئصالهما؛ إذا كان هناك صعوبة في التنفس من الأنف، لوجود حساسية أو اعوجاج في الحاجز الأنفي، وأصبح التنفس إجباريا عن طريق الفم، والذي يعوقه تضخم اللوزتين، والذي قد يسبب شخيرا أثناء النوم، بسبب اهتزاز اللوزتين ومنطقة سقف الحلق الرخوة مع الهواء الداخل والخارج مع كل نفس.

وأما بخصوص استخدام البخاخ، فيجب ايصاله إلى القرنيات المتضخمة، والتي يكون مكانها في الجهة الخارجية من كل فتحة أنف، ولذا فإننا نفضل استخدام اليد اليمنى للبخ في الجهة اليسرى والعكس؛ ليكون المحلول موجها إلى القرينات، وليس إلى حاجز الأنف، مع غلق فتحة الأنف الأخرى أثناء استعمال البخاخ، ثم سحب الرذاذ الذي تم بخه إلى الداخل عن طريق الاستنشاق بقوة.

وأما بخصوص العلاج ونسبة نجاحه، فيختلف من شخص إلى آخر حسب قوة أعراض الحساسية لديه، وقدرة صبره على استخدام العلاج الذي قد يطول، وقدرة تعرفه على مهيجات الحساسية، وقدرته على تجنبها.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات