السؤال
السلام عليكم
أعاني من ضعف إيمان، وتأتيني وساوس تتكرر كثيرا وتكون متتالية، والله لا أستطيع حتى النطق بها، لأنها تزعجني كثيرا.
هل هذا غضب من الله أم بلاء أم ماذا؟ وأنا والله أتوب إذا قمت بشيء يغضب الله، وأحاول أن أبتعد عن الشر، وأريد أن أطمئن فقط، هل هذا من الممكن يكون بسبب ذنب وليس شيئا آخر؟ أريد أن يزول هذا التفكير والوسواس عني، وبلا عودة أبدا.
أرجوكم ساعدوني؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين، وأن يزيدك إيمانا وصلاحا وتقى، وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يرد عنك كيد عدوك، إنه جواد كريم.
بخصوص ما ورد برسالتك – أخي الكريم الفاضل – فإن ظاهرة ضعف الإيمان ووجود هذه الوساوس التي تتكاثر عليك لها أسباب متعددة، قد يكون سببها أولا قلة القيام بأعمال الإيمان نفسها، لأن من أعمال الإيمان: المحافظة على الطهارة الصحيحة، وكذلك الصلاة في أوقاتها، كذلك ذكر الله تبارك وتعالى وقراءة القرآن، كذلك الصيام والقيام، كذلك بر الوالدين وصلة الأرحام.
كل هذه الأعمال التي أمرك الله بها في كتابه أو أمرك بها نبيك – صلى الله عليه وسلم – في سنته، كلما زدت منها كلما زاد إيمانك، كذلك صحبة الصالحين وحضور مجالس العلم، هذه من عوامل تقوية الإيمان.
الإيمان يضعف عندما لا تقوم بهذه الأعمال، أو عندما تقلل منها، وكذلك عندما تقع في المعاصي والمنكرات، لأن المعاصي أشبه ما تكون بالأمراض والفيروسات التي تهاجم الإيمان، فالآن إذا أصاب الإنسان بعض الفيروسات فإنه يضعف جسده، كذلك إذا وقع الإنسان في بعض المعاصي فإنها تضعف الإيمان في قلبه، وتتكاثر على قلبه حتى تميته، فيتحول القلب من قلب صحيح إلى قلب مريض، ثم تزداد عليه الضربات فيتحول إلى قلب ميت، وبذلك يصبح الإنسان يعيش ولا قلب له، ويجد أن قلبه كالصخرة، لا يتأثر بموعظة أو نصيحة، ولا يتأثر بآية، ولا يتأثر بشيء، وهذه كلها من آثار وشؤم المعاصي.
عليك أولا أن تبحث عن المعاصي التي تقع فيها وتحاول إغلاق أبوابها وسد المنافذ إليها، بكل قوة، وتبحث عن الأسباب التي تؤدي إلى ضعفك والوقوع في المعاصي وتتخلص منها أيضا، فإذا كانت المعاصي مثلا تتعلق بالإنترنت وأنك إذا كنت وحدك زين لك الشيطان الدخول إلى المواقع المحرمة، حاول ألا تكون وحدك، وحاول ألا تدخل إلى الإنترنت، وحاول ألا يكون في غرفتك الخاصة والباب مغلق عليك، وإنما تفتح الباب، ويكون ذلك في النهار، وحاول ألا تدخل إلا إذا حددت الهدف من دخولك قبل أن تدخل، حتى لا يستحوذ عليك الشيطان.
إلى غير ذلك من العوامل التي ذكرها أهل العلم، فإن هذا كله يساعدك في التخلص من الفيروسات التي تدمر الإيمان في قلبك.
الوساوس التي تأتيك هي نوع من حرب الشيطان عليك، الشيطان استغل فرصة ضعف إيمانك وبدأ ينقض عليك حتى يخرجك من الإيمان بالكلية والعياذ بالله تعالى.
إذن عليك – بارك الله فيك – ألا تستجيب للشيطان، لأن هذه الأفكار أفكار حقيرة، لأنه عندما عجز عن إيقافك عن الطاعة - رغم الوقوع في بعض المعاصي – حاول أن يزين لك أن الله لن يقبل منك، وبدأ يطلق في قلبك بعض الأفكار السيئة عن الله تبارك وتعالى التي لا تستطيع أن تنطق بها، وكذلك عن النبي – صلى الله عليه وسلم – وعن الدين، وهذا نوع من الحرب القذرة التي يشنها الشيطان – لعنه الله تعالى – على قلب العبد المؤمن.
لذلك عليك ألا تنتبه لهذه الأفكار ولا تلقي لها بالا أبدا، وكلما جاءتك هذه الأفكار أتمنى أن تبصق على الأرض وأن تمسح البصقة بحذائك، وأن تقول: (هذه أفكارك يا عدو الله تحت قدمي، وأنا مؤمن بالله تعالى، محب لله ولرسوله) كلما جاءتك حاول أن تحتقر الفكرة نفسها، وأن تردها، وتتخيل أنك تبصق في وجه الشيطان، وأنه لن ينال منك، وأنك قوي بالله تعالى.
أكثر – بارك الله فيك – من الأعمال الصالحة التي أشرت إليك ببعضها، كذلك أتمنى أن تحافظ على أذكار الصباح والمساء وبقوة، ولا تتركها مطلقا، لأن هذا صمام أمان.
حافظ على الصلوات حتى وإن كنت تشعر بعدم الخشوع، لأن الصلاة تصلك بالله، والله يعطيك مددا إذا وقفت بين يديه.
عليك بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يعينك الله على التخلص من هذه الأشياء، وعليك بصحبة الصالحين، وعليك بالإكثار من الاستغفار، والإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وعليك بالإكثار من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، ولو استطعت أن تقوم برقية نفسك أعتقد أن هذا سيكون جيدا، إذا لم تتمكن فمن الممكن أن تستمع للرقية الشرعية خاصة في الليل، وأنصحك بالاستماع إلى الرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل – هذا المقرئ المصري – وهي موجودة على الإنترنت، استمع إليها وأنت نائم، إذا نمت فنم على طهارة، ولا تتوقف عن الذكر حتى تغيب عن الوعي، وأبشر بفرج من الله قريب.
هذا وبالله التوفيق.