السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية: جزاك الله خيرا دكتور محمد عبد العليم، وأسأل الله أن يجعل ذلك العمل في ميزان حسناتك، وأن يرزقك الفردوس الأعلى، وأن يحشرك مع النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، اللهم آمين، فأشهد الله أني أحبك في الله، فأنت أفدتني كثيرا، جزاك الله خيرا.
أعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطب، وأبي يعاني منه أيضا كما شخص الطبيب، وآخذ الأنفرانيل 75 جم، والدياكين500 جم، والبسبار 10 جم، وأخذت أدوية كثيرة جدا، منذ ست سنوات، ولم أتحسن إلا على الأنفرانيل والديباكين.
حيانا أشعر بتحسن المزاج، وتحسن في العيش، واعتدال، وأحيانا تنقلب الموازين، فأزيد الجرعة، وأتحسن نوعا ما، وأحيانا يتعبني الدواء جدا فأتركه، وعدد ساعات نومي يصل إلى 13 ساعة، وأحيانا لا أنام يوما كاملا، فهل أترك الدواء أم آخذه يوما ويوما؟ لأنه أصبح الآن يتعبني، فأشعر بانسداد الشهية، وثقل في جسمي، وكثرة نوم... إلخ.
المشكلة حين تأتي هذه الحالة لا يحسن الدواء مزاجي، ولا يعكره، فلا أشعر بسوء المزاج ولا بتحسن المزاج، فهل سيكون المرض مزمنا مثل والدي؟ وهل الاكتئاب الذي أعاني منه شديد ومزمن؟ أم أنه سيزول من عندي بإذن الله؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على كلماتك الطيبة، وأسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعا، وكل عام وأنتم بخير.
أيها الفاضل الكريم: أنت مستدرك لحالتك بصورة ممتازة، ويظهر لي أنها درجة بسيطة من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وربما يكون القطب الاكتئابي لديك هو الأقوى والأكثر ثباتا، لذا أنت محتاج لتناول الأنفرانيل.
أيها الفاضل الكريم: بغض النظر عن العلاجات الدوائية ونتائجها، أريدك أن تكون شابا متفائلا، شابا قويا، تحسن إدارة وقتك، تكون لك آمال وتطلعات، تبن مهاراتك، تحرص على تعليمك، تحرص على أمور دينك، وتكثر من التواصل الاجتماعي.
هذه الأسس أسس علاجية مطلوبة جدا لعلاج حالتك هذه.
بالنسبة الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية –أيا كانت درجته-: نحن ننصح الناس ألا تتوقف عن الأدوية إلا بعد استشارة طبية مباشرة، وأنا شخصيا أرى أن مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية يجب أن يستعمل الأدوية الواقعية لفترة طويلة، لأن حدوث الانتكاسات دائما يقرب ويقارب ما بين الانتكاسات المستقبلية، يعني يعطي فرصة للمزيد من الانتكاسات، وحين تكثر هذه الانتكاسات قطعا تكون نتائجه غير حميدة.
فيا أيها الفاضل الكريم: استمر على جرعتك الوقائية، ولا تتردد أبدا في ذلك.
الأنفرانيل يمكن أن تخفضه إذا كثر عليك النوم، اجعله خمسين مليجراما، اجعله خمسة وعشرين مليجراما مثلا، لكن ما دام قد حسن من مزاجك فلا تتوقف عنه.
البسبار دواء بطيء الفعالية، لكنه يعالج القلق أكثر من الاكتئاب، الدباكين دواء ممتاز، وأنت تأخذه الآن بجرعة صغيرة.
فيا أخي الكريم: استمر على هذا النسق، وحاول أن تجرب تخفيض جرعة الأنفرانيل كما ذكرت لك.
أخي الكريم أحمد: الآن توجد دراسات كثيرة جدا توضح أن عقار (لامكتال) ربما يكون هو الأفضل لعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية؛ بالنسبة للأشخاص الذين يكون لديهم القطب الاكتئابي هو المهيمن وليس القطب الهوسي.
هذه معلومة علمية وددت أن أذكرها لك، لأنه في المستقبل إذا لم يثبت مزاجك، أو كان لا زالت تأتيك نوبات من الاكتئاب –لا قدر الله– فيمكن أن يستبدل الدباكين باللامتروجين –أي لامكتال-.
هذه مجرد معلومة وددت أن أذكرها لك.
لا أريدك أن تتأثر أبدا بأن والدك الكريم يعاني من هذا المرض، وهذا يعني أن التأثير الجيني والوراثي تأثيرا مطلقا، هذا ليس صحيحا، التأثير الجيني والوراثي هو تأثير جزئي، وأنت يمكن أن تعوض تماما هذا الأثر الجيني السلبي من خلال تطويرك المهاراتي الحياتي، والحرص على علاجك، والانتظام مع طبيبك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.