السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحمد الله وأشكره وأثني عليه، أن أرشدني إلى هذا الموقع المبارك الذي لن أنسى أطباء استفدت منهم كثيرا في حياتي، وعلى رأسهم الدكتور محمد عبد العليم، وفقه الله وسدد خطاه.
دكتور محمد: لدي مشكلة في حياتي، وهي أنني ( كثير التردد في أموري الحياتية) كثيرا ما أتردد بأشياء تحصل لي على سبيل المثال:
( كنت أسعى جاهدا أن أعمل لدى فندق راق في مدينتنا، وفعلت الأسباب -والحمد لله- تم قبولي في الفندق المقصود، وعندما بدأت بالعمل لأول يوم في الفندق أتتني ضيقة صدر بأنني سأترك العمل، وأنه لا يعجبني.
علما أنه في السابق كنت أريد العمل به، فلما تيسر العمل به كرهته، وأتتني ضيقة صدر، وفعلا تركت الفندق وتمنيت أنني لم أتركه).
فهذا كثيرا ما يزعجني عند التقدم لأي وظيفة، أو أمور أخرى تأتيني ضيقة وكره للوظيفة، وتردد شديد بترك وكره العمل، فهذا سوف يوثر علي في حياتي الزوجية وفي الأمور الأخرى.
فما علاج حالتي -دكتور محمد- من فضلك؟ وما سبب ذلك؟ علما انني لست متزوجا وأخشى أن يمضي بي الأمر في الأمور الأخرى، من اختيار زوجة ونحو ذلك.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي الكريم: التردد في اتخاذ القرارات إذا كان لدرجة مخلة فهذا نلاحظه لدى الأشخاص الذين لديهم ميول وسواسية، وفي هذه الحالة يجب أن يذكر السبب، وهو الوسواس، ويعالج.
أما الترددات العادية فهذه تحدث، وقد يكون القرار أصلا ليس مدروسا، وليس بالكيفية السليمة، لذا يتردد صاحبه، بل يستدرك أن القرار لم يكن سليما.
الإنسان أيضا الذي ليس لديه صبر على تحمل بعض الأمور قد يكون مترددا في كثير منها، والإنسان إذا أقدم على عمل ورأى أن هذا العمل عمل ملزم له قد يتردد حياله.
أيها الفاضل الكريم: أنا أريدك أولا ألا تتخذ أي قرارات أساسية حين يكون مزاجك ليس معتدلا، هذا أمر مهم.
والأمر الثاني: عليك بالاستخارة، الاستخارة عظيمة جدا، وهي تفتح للإنسان آفاقاكبيرة، وتيسر أمره؛لأنه – وببساطة – يكون الإنسان قد أوكل أمره لمن بيده الخير ليختار له، ما هو جيد وحسن وصالح بالنسبة له.
كما أريد أن تكون هناك عزيمة وشكيمة وإصرار حين يتخذ الإنسان قرارا ويراه صحيحا، ويطبقه، هذه هي العلاجات الرئيسية لاتخاذ القرار.
أيها الفاضل الكريم: إذا كان هناك أثر نفسي أدى إلى هذا التردد، هذا يجب أن يعالج، وهذا في حالة الوسواس، الأمر الآخر: أن يتم تدارس الأمر بدقة، والأمر الثالث: اللجوء إلى الاستخارة.
أخي الكريم: في موضوع الزوجة: أولا أنت تعرف أن المواصفات مطلوبة، لكن ليس من الضروري أن يجد الإنسان الزوجة التي ينطبق عليها كل المواصفات، هذا أمر ليس سهلا، فهنا استخير واستشر، استشر أهلك وأخواتك مثلا، وبعد ذلك توكل على الله، وعليك بالدعاء، سل الله أن يوفقك للزوجة الصالحة، وهذا من وجهة نظري أمر جيد، بل ممتاز، فبالدعاء تنال ما لم تكن تأمله أو تتوقعه.
وفي ذات الوقت – أخي الكريم – يجب ألا تكون هنالك مدة طويلة ما بين اختيار الزوجة والزواج، في مثل هذه الحالة الأفضل التعجيل بالزواج بعد أن يقع الاختيار على الزوجة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.