السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة بعمر 23 سنة، استشاراتي طبية وتتعلق بالرأس، فمن فترة لا أعلم ما الذي تغير؟ لكني أصبحت أركب السيارة بطريقة خاطئة، بحيث يضرب رأسي بقوة بحافة الباب، وأكون مستعجلة وغير منتبهة، وتتفاوت قوة الضربات، مرة قوية ومرة ضعيفة، وربما أقوى ضربة استمر الألم والصداع في رأسي بسببها أسبوعا.
أما الضربات الأخرى فقد استمر الألم ليومين أو ثلاثة بعد خمس ضربات ذهبت للمستشفى، وأجروا لي تحاليل، وصورة مقطعية وكانت سليمة.
للأسف تعرضت لثلاث ضربات متتابعات أخر في هذا الشهر، كل ضربة في يوم، مرة بسبب الباب كالعادة، ومرة ضربتني الخادمة بباب الثلاجة، والمرة الأخرى ضربت أختي الصغيرة بجبهتي بالصينية، صحيح أني لم أشعر بآلام قوية، لكني خفت أن يكون تأثيرها على المدى الطويل، فذهبت للمستوصف، وأجرى لي الدكتور أشعة إكس ري، وقال بأن رأسي سليم، فهل هذه الأشعة وهذه التحاليل كافية؟ وهل أراجع المستشفى الكبير مرة أخرى؟ لأني تعرضت لثلاث ضربات بعد الأشعة المقطعية أم أن ذهابي للمستوصف كافي؟ وهل هذه الضربات لها تأثير شديد علي في المستقبل؟ وكيف أتلافى هذه المشاكل؟ أقصد هل تنصحوني بتمارين أو ما إلى ذلك؟
كيف أتصرف مع ركوبي الخاطئ للسيارة؟ أعرف أنه سؤال مخجل، لكنني فعلا لا أعلم ما هي المشكلة؟ ودائما أهلي يؤنبونني، ولكني أجد نفسي أصطدم بحافة الباب مرة أخرى دون أن أشعر، وأظل أفكر بهذه الضربة أياما وأسابيع، وأقرأ في النت أعراض النزيف الداخلي في الرأس، وأراقب عيني ما إن كبرت الحدقتان أو لا؟
شكرا لكم وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من المهم التأكد من عدم وجود مشاكل في الاتزان، أو الحركة، أو الرعشة اللاإرادية، وهذه الأعراض تغير من طبيعة الحركة، وتجعلها غير طبيعية، ولا أظن أنك تعانين من تلك الأعراض لسبب بسيط جدا، وهو أنك تكتبين على جهاز الحاسوب بيديك بلغة جيدة، وعبارات مفهومة، وأقرب إلى اللغة الفصحى منها إلى العامية، ولك أن تنظري إلى الجوانب الإيجابية في حياتك، مع عدم التركيز على الجوانب السلبية.
مع ضرورة اتباع أصول الأمان في الحركة وعبور الشارع، وفي تقدير المواقف والمسافات، وعدم التهور في الحركة، ومسألة Safety أو الأمان علم يدرس، ويتم فهم ذلك بالسليقة، وردة فعل الجهاز العصبي الحركي، وبالتعلم من الأخطاء والتجارب وبمزيد من الثقة بالنفس.
عموما الجمجمة تتكون من عظام قوية لحماية المخ، وهذا هو خلق الله، وطالما مرت الضربات بدون تأثير مباشر ولحظي مثل الغيبوبة فلا خوف مطلقا مما حدث في الماضي، والمهم الحرص على ما هو آت في المستقبل، ولا داع للمستشفيات، ولا إلى المزيد من التصوير، حيث لا يمكن للإنسان أن يعيش ويكتب على لوحة المفاتيح بأصابعه وهو يعاني من نزيف، أو حتى من فرط الحركة، والرعشة اللاإرادية.
ليس لتلك الضربات تأثير على الحياة في المستقبل، والحرص والحذر، وتقدير المسافات، وعدم التعجل يكفي جدا لتلافي مثل تلك المشكلات والضربات في المستقبل.
للأسف فإن التأنيب والنقد المستمر يفقد الإنسان ثقته في نفسه، ويزيد المشكلة، ولا يحلها، والأجدر بالمحيطين ترك هذه العادة السيئة، وهي عادة التأنيب، واستبدالها بالتشجيع، والتماس الأعذار، ورفع الروح المعنوية بدلا من القتل بالكلمات الحادة.
لذلك -يا ابنتي- ثقي في نفسك وفي قدراتك، ودعك من القراءة عن نزيف المخ واتساع حدقة العين وانتظار الموت، وبدلا من ذلك اقرئي في المقالات التي تتكلم عن التنمية البشرية والثقة بالنفس، وهناك الكثير من الفيديوهات التي تتكلم عن ذلك للدكتور إبراهيم الفقي، والدكتور محمد عمارة، والشيخ طارق سويدان، لإعادة ترتيب أفكارك، وإعادة الثقة بالنفس، ولا تترددي –يا ابنتي- أن تكتبي لنا مرة أخرى ما يحلو لك، وما يخطر على بالك من تساؤلات، وسوف تجدين من يقف بجانبك -إن شاء الله-.
وفقك الله لما فيه الخير.