السؤال
السلام عليكم
أنا أحب فتاة وأريد أن أتزوجها، لم أزن بها، ولكن أتكلم معها، وبعد توبتي انعدم الكلام بيننا، ودائما أردد في عقلي قول الله عز وجل: (وأتوا البيوت من أبوابها).
أريد نصيحتكم، هل أستمر في الكلام معها لأني أحبها وأريد أن أتزوجها؟ فأنا أقوم بالعمل وأجمع الأموال لأجل هذا الحلال، ولا أنسى الصدقة أيضا، فأنا لست حريصا على الدنيا، وأنا أخاف الله عز وجل كثيرا.
أشياء كثيرة كنت أفعلها وهي لا يحبها الله عز وجل، وتبت منها كلها إلا كلامي مع الفتاة التي أريد أن أتزوجها، فماذا أفعل؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زكريا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا التائب إلى الله- ونسأل الله أن يقبل توبتك، وأن يصلح حالنا وحالك، وأن يعينك على تحقيق أحلامك وآمالك، وأن يوفقك ويصلح بالك.
هنيئا لك بالتوقف عن الأخطاء، ونبارك لك الرجوع إلى من يغفر الذنب ويذهب الشرور والبأساء والضراء، وندعوك إلى إكمال ذلك الخير بالتوقف التام عن التواصل مع الفتاة، حتى تتحول العلاقة بينكما إلى علاقة شرعية معلنة، وذلك عبر المجيء لدارها من الباب، ومقابلة أهلها واعلم بأن هذا سيكون سببا للبركة لكما وعليكما، لأن ما عند الله من توفيق لا ينال إلا بطاعته.
أنت لست بحاجة للكلام معها، لأنك عرفتها وتريدها بالحلال، فاتق صاحب العظمة والجلال، وتذكر أنه لا يرضى مثل تلك الأفعال، وثق بأن الشيطان يستدرج ضحاياه، وإذا كان الحديث مع فتاة فإن الشيطان هو الثالث، وهو لكما بالمرصاد.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم ترك الحديث مع الفتاة، ونتمنى أن تتوب هي أيضا، واحرص على إعداد ما تستطيع ثم اطلب يدها من أوليائها، واصطحب أهلك ليحصل التعارف الموصل للتآلف، فالعلاقة الزوجية ليست مجرد علاقة بين شاب وفتاة، بل هي علاقة وثيقة بين أسرتين، بل ربما قبيلتين، والناس هاهنا أخوال وخالات، ومن الطرف الثاني سوف يصبحون للأطفال أعماما وعمات.
ندعوك إلى الإكثار من الحسنات الماحية، والتقيد بأحكام الشرع، واعلم أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، ولك منا خالص الدعوات وأطيب الأمنيات.
وبالله التوفيق.