السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوجة منذ 5 سنوات وعدة أشهر، حملت بعد زواجي بعشرة أشهر، ولكن أجهضت في الشهر الثاني في أول أسبوع، ولم يحدث حمل بعدها، وقمت بإجراء أشعة الصبغة وكانت سليمة، وأجريت التحاليل وكانت سليمة أيضا، ولكن كان هناك خلل في تحليل الغدة الدرقية وتم علاج هذا الأمر منذ حوالي 3 سنوات، فأنا أتناول الدواء بشكل يومي، ومستوى الهرمون في الدم أصبح في معدله الطبيعي ولم يحدث حمل أيضا، زوجي لا يعاني من أي مشكلة، والتحاليل سليمة.
أنا أعاني من آلام شديدة داخل المهبل بعد العلاقة الزوجية، فأنا أشعر بها منذ أن تزوجت، وحرقان مؤلم جدا جعلني أكره العلاقة الزوجية بشكل تام، وهذا الألم لا يحدث إلا إذا حدث إنزال، وقد جربنا أن تحدث علاقة ولكن يتم الإنزال في الخارج فلا توجد أي آلام في هذه الحالة.
قد استشرت طبيبة وهي على قدر عال من الخبرة، فأخذت أدوية للالتهابات ولكن لا يوجد تحسن، وقمت بإجراء مزرعة لعينة من عنق الرحم، ولكن العينة كانت سليمة -الحمد لله- وقالت لي الطبيبة: ربما لدي تحسس من مني الزوج، وأعطتني دواء Hostacortin H أتناوله لمدة 3 أشهر، مع عدم الجماع أو حدوثه بواقي ذكري، ولكن بعد فترة العلاج لا يوجد هناك أي تحسن يذكر (وللعلم زوجي كانت له زوجة ثانية ولم تكن تشتكي من شيء، فالشكوى مني فقط).
كنت أشتكي من بعض المشاكل الصحية المختلفة وأمور جعلتني أشك أني مصابة بسحر، وبالفعل ذهبت لشيخ ثقة ممن يعالج بالقرآن، وبالفعل تبين أنني مسحورة بسحر قوي فهل المشكلة التي أعاني منها بسبب السحر فقط وهو سحر لمنع الإنجاب أم أن هناك أمرا طبيا آخر يمكنني الأخذ به؟ وهل يمكنني معرفة مكان السحر؟
عذرا على الإطالة، ولكن هذا الأمر قد أتعبني جدا فبارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راجية عفو ربها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرد عنك كيد الكائدين واعتداء المعتدين وحقد الحاقدين، وأن يمن عليك بذرية صالحة طيبة مباركة تكون عونا لك على طاعته ورضاه.
بخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة- فأعتقد أن أمرك لا يحتاج إلى تفسير، فما دمت قد لجأت إلى الجهات الطبية المعتمدة ذات الخبرة في هذا التخصص وتبين أنك سليمة مائة بالمائة – كما ذكرت – وأن زوجك لا يعاني من شيء، فمعنى ذلك أن هناك سبب آخر فعلا لهذه الحالة التي تعانين منها، وسببها - كما ذكر لك الشيخ - قد يكون نوعا من السحر القديم الذي أدى إلى منعك من الحمل، وهذا ليس بجديد، بل إنه منتشر مع الأسف الشديد في البيئات التي يعمها شيء من الجهل أو الغفلة، ويرى الظالمون في ذلك نوع من السعادة عندما يحرمون الناس من نعم الله -تبارك وتعالى- عليهم، والسحر حق – كما تعلمين – تكلم عنه القرآن، ولقد تعرض له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسحر كما تعلمين، وكذلك الحسد حق، والعين حق، كما أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- والمس كذلك، فكل هذه الأشياء حقائق موجودة لا ينكرها عاقل ولا مجنون، ولذلك أنت في حاجة – بارك الله فيك – إلى رقية شرعية.
كونك تعرفين مكان السحر، هذا ليس شيئا مهما، المهم أن تتخلصي من آثار السحر، ولذلك أنا أنصحك – بارك الله فيك – أولا: ضرورة المحافظة على أذكار الصباح والمساء، ضرورة، يوميا، كالقرآن والصلاة، يحافظ على ما بعد الصلوات.
ثانيا: المحافظة على الصلوات في أوقاتها.
ثالثا: الاجتهاد أن تكوني على طهارة معظم الوقت، لا تنامي إلا وأنت متوضئة وتقولي أذكار النوم، وتظلي تذكري الله حتى تغيبي عن الوعي.
رابعا: أكثري دائما من ذكر الله، والصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأيضا أكثري من الاستغفار، لأن الاستغفار من مفاتيح الأرزاق، كما أخبر الله -تبارك وتعالى- في القرآن الكريم.
خامسا: عليك بالبحث عن راقي شرعي ثقة تذهبين إليه مع محرم، على أن تكون رقيتك قد تحتاج إلى جلسة واحدة أو عدة جلسات، حسب حجم السحر وخطورته وقوته.
سادسا: عليك بأدعية القرآن والأنبياء، مثل دعاء إبراهيم عليه السلام: {رب هب لي من الصالحين} ودعاء زكريا عليه السلام: {رب هب لي ذرية طيبة إنك سميع الدعاء}، وقوله: {رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين}، وقوله تعالى: {وارزقنا وأنت خير الرازقين}. رددي هذه الأدعية كثيرا وستجدين أثرها -بإذن الله تعالى- فإنها مجربة بفضل الله تعالى، خصوصا حين يكون الإلحاح على الله تعالى بها.
أنا واثق أنك لو سلكت هذا السبيل ستنتهي هذه الأزمة في أقرب وقت، وإن شاء الله سيرزقك الله -عز وجل- بالذرية الصالحة، وتعيشين حياة طيبة كريمة موفقة -بإذن الله تعالى-.
هذا نوع من العلاج – أختي الكريمة – ونحن في الواقع لا يهمنا مكان السحر، وإنما الرقية الشرعية كافية بإبطال السحر مهما كانت قوته، ولكن أهم شيء أن يكون الراقي ثقة، وأن يكون على علاقة حسنة مع الله، وألا يستعمل أشياء محظورة أو ممنوعة، من الخزعبلات التي يستعملها بعض هؤلاء الرقاة، يدخلون أشياء باطلة في الأشياء الحقة، ولذلك يقل التأثير.
أما لو كان هناك إنسان يعالج فقط بالكتاب والسنة ومتمرس وصاحب خبرة وصاحب دين، أعتقد في جلسة أو جلستين سوف يتم شفاءك تماما من هذه الأشياء، وتكون حياتك -إن شاء الله تعالى- كأطيب ما تكون الحياة، وأسأل الله أن يمن عليك بالشفاء العاجل، وأن يمن عليك بالذرية الصالحة الطيبة المباركة عاجلا غير آجل، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.
------------------
انتهت إجابة الشيخ/ موافي عزب مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
وتليها إجابة د/ رغدة عكاشة استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.
------------------
بالفعل -يا عزيزتي- هنالك بعض الحالات التي يحدث فيها للسيدة حالة تحسس للسائل المنوي لزوجها فتشعر بالحرقة، والألم، والحكة بعد الجماع بفترة قد تطول أو تقصر, لكن وكنوع من الاحتياط يجب دوما استبعاد كل الأسباب المرضية التي قد تسبب الألم مع الجماع وتختلط أعراضها مع أعراض التحسس ومنها مثلا: أكياس المبيض, والألياف على الرحم, ومرض بطانة الرحم المهاجرة, وبعض الالتهابات الخفية التي لا تظهر بالمسحة العادية وغير ذلك.
لذلك أرى بأن حالتك تحتاج إلى تقييم جيد عن طريق عمل تصوير تلفزيوني ثلاثي الأبعاد, وعمل مسحة من داخل عنق الرحم، وتنظير لجوف الحوض بالمنظار.
إذا كانت كل النتائج طبيعية ولم يتبين سبب واضح فهنا يمكن تجربة ما يلي:
1- تغيير وضعية الجماع لتحديد إن كان لها علاقة بالشكوى.
2-قضاء وقت كاف في المداعبات لترطيب المنطقة.
3-استخدام تحاميل مهبلية من (الكورتيزون) تحميلة واحدة قبل الجماع المتوقع ببضع ساعات إن أمكن (3-4 ساعات) ويجب وضعها في داخل المهبل وللأعلى قليلا.
4-استخدام نوعين من الكريم (بيتنوفيت) (وكيناكومب) دهن مرتين في اليوم من كل نوع مدة أسبوع.
5-الحرص على الاستحمام مباشرة بعد الجماع، وأطمئنك بأن هذا الاستحمام لن يؤثر على نسبة حدوث الحمل -بإذن الله تعالى-.
ومن المتوقع أن يحدث تحسن، أو حتى شفاء على طريقة العلاج هذه في حال لم يكن هنالك سبب آخر.
نسأل الله -عز وجل- أن يمتعك بثوب الصحة والعافية دائما.