أصبحت غير قادرة على الاجتهاد في الدراسة، ماذا أفعل؟

0 370

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا في المرحلة الثانوية، وهي مرحلة مصيرية في حياتي، بدأت مشكلتي في الفصل الأول من العام الدراسي، أرهقتني كثيرا حالتي، حصلت على درجات متدنية، مع أنني أدرس كثيرا طوال اليوم، مع ذلك لا أنهى جزءا صغيرا من المادة، وأعاني من صعوبة كبيرة في الحفظ، رغم أنني أبذل كامل جهدي، لكن حفظي بطيء جدا، مما أرهقني وأتعبني في الامتحان، في الغالب لا أتذكر إلا بصعوبة.

أذهب إلى الامتحان بنصف مادة، لا أعرف ربما أنجح أم لا، وعندما أصاب بالملل لطول فترة دراستي للمادة أتركها، وأدرس المواد الأخرى التي لا تحتاج إلى الحفظ، مما أدى إلى تراكم الكثير من المواد، أضع لنفسي جداول ولا التزم بها، والآن الوقت في الجدول لا يكفي، استغرق وقتا طويلا جدا في حفظي، لا يستغرق أحد مثل وقتي، فهل أنا بطيئة لهذا الحد؟ مع أنني استخدمت أكثر من طريقة للحفظ، منها الورقة والقلم، مما أرهقني وأخذ وقتا طويلا, فما الحل؟

أحس بالتعب والملل، وأنام أكثر من ست ساعات، عندما أفتح الكتاب أشعر بنعاس شديد، فيذهب الوقت وأنا أحاول الاستيقاظ، أذهب قبل الامتحان، أبكي وأرجع بنتيجة مؤسفة، لا تناسب جهودي، تبكيني أكثر، وأشعر بالتعب، ولا أرغب في الذهاب إلى معظم الامتحانات؛ بسبب عدم انتهائي من المواد، حتى عند المراجعة كأنني لم أدرس سابقا، إلا بعد تكرار وحفظ مطول.

أعاني من رؤية بقعة كالشرارة، تذهب وتأتي، وألم في الرقبة، وأسمع طنينا في أذني، ذهبت إلى طبيب الأذن، فأخبرني أنني سليمة -والحمد لله-، وأشعر بضياع الوقت والجهد، فقد كنت متفوقة في المدرسة كثيرا، والكل يعرف ذلك.

تدمرت أحلامي، خذلت أهلي، حتى زميلاتي القدامى ومعلماتي في المدرسة، الكل يستغرب من نتائجي، هل أصبت بالغباء فجأة؟ لا أعرف ماذا حصل لي, قلت دافعيتي، أرهقتني نتائج الإخفاق، تزيد حالتي سوءا، رسبت في مادة في الفصل الأول، وقد أنهيت الفصل الثاني، علما بان الامتحانات كانت مرهقة، والوقت قصير في الشهر الفضيل، مما جعل دراستي أسوأ.

أخشى الرسوب في مادتين، ودرجاتي متدنية، لا أعرف ماذا حصل لي، هل أنا محسودة؟ الأفكار أرهقتني، فأنا أحافظ على صلواتي، وأحصن نفسي دائما، مع أن الأسئلة غالبا تأتي سهلة، لا أتذكر ما درسته قبل أسبوع إلا إذا تم مراجعته، لا أجيب على معظم الأسئلة، أخرج من الامتحان، وكل الطالبات تتحدث عن سهولة الامتحان، أخشى أن تستمر حالتي حتى في المراحل القادمة، وأن أبقى على هذا الحال.

أشعر بعدم الرضا، حتى عند الدعاء أشعر أنني (متواكلة)، أتمنى أن أكون مستعدة دائما، أدعوه متوكلة عليه سبحانه، أشعر أنني ظلمت نفسي، خذلت أمي وأبي، توقعا لي معدلا عاليا, أصبحت حتى لا أدرس كدراستي في المدرسة، كنت أحصل على علامات عالية، الكل تفوق علي.

قبل فترة الامتحانات كنت أرى أحلاما مزعجة، وأستيقظ مفزوعة وأصلي ركعتين، وأتفل عن يساري، وأدعو الله أن لا تتحقق، أعلم أن أمر المؤمن كله خير، ماذا أفعل؟ -الحمد لله على كل حال-، لكنني تعبت ولم يبق على نتائج الثانوية العامة إلا فترة قصيرة، الكل يسأل ماذا فعلت؟ أخاف من يوم النتائج.

أتمنى أن أجد عندكم الجواب الشافي، وأن تساعدوني، آسفة جدا على الإطالة، وأشكركم على هذا الموقع الرائع، وبارك الله فيكم، وجزاكم كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا بهذا السؤال، ولا شك أن الأمر صعب عليك، ومن الواضح أنه يقلقك، وخاصة أنك طموحة ومحبة للتفوق -ما شاء الله-، وما تسألين عنه أمر شائع بين الطلاب، وخاصة المتفوقين منهم، حيث دوما يسأل الواحد منهم مثل هذه الأسئلة سعيا منه دوما لتحسين الأداء، ورفع جودة العمل، ولكن هذا التراجع في الفترة الأخيرة والذي وصفت في رسالتك له ربما ثلاثة احتمالات:

الأول: مشكلة صحية، كأن تكون أمور بسيطة كفقر الدم، وخاصة أنك في هذا العمر، وربما دورتك الشهرية قوية نوعا ما، مما يسبب شيئا من فقر الدم، أو حتى نقص بعض الفيتامينات، ولذلك يفيد زيارة طبيب الأسرة للقيام بفحوصات بسيطة، والتأكد من سلامتك الصحية.

الثاني: أمور نفسية تشغل بالك، مما أضعف عندك القدرة على التركيز، وبالتالي تجدين صعوبة في الدراسة والانتباه لوقت طويل، أو حتى ضعف القدرة على التذكر.

الثالث: أن هناك مجال لتغيير طريقة الدراسة والتحضير، وطبعا ليس هناك من طريقة واحدة تناسب كل الناس، فظروف كل شخص تختلف عن الآخرين، والأعمال والمسؤوليات مختلفة، والوقت المتاح أيضا مختلف، وما يناسب شخصا ليس بالضرورة يناسب شخصا آخر.

ولكن ربما هناك بعض الملاحظات العامة حول الدراسة، والتي تفيد الجميع، مما يمكن أن يعينك على تجاوز هذه المرحلة الهامة من حياتك الدراسية، كنت ذكرت في رسالتك، ومما يعينك لتكوني تلك الطالبة الناجحة والمتفوقة، ومنها على سبيل المثال:

• لا تستقلي قيمة أي وقت ومهما قصرت مدته، فأحيانا في الربع ساعة والنصف ساعة الضائع يمكن أن تحققي ما هو بقيمة ساعة أو ساعتين.

• استفيدي مما يسمى نوافذ الوقت، وهي الفترات الصغيرة بين عمل وآخر، فمثلا وقت الفراغ بين نشاط وآخر، فهذه الأوقات القصيرة تصبح مع بعضها مجموعة من ذلك الوقت الطويل من خلال الزمن.

• إذا كنت من النوع الصباحي، أي أنك أنشط ما تكونين في فترة الصباح، فاستغلي وقت الصباح في الأعمال التي تتطلب جهدا ذهنيا، ويقول الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-: " بورك لأمتي في بكورها"، أي فترة الصباح الباكر، وإذا كنت من النوع المسائي، فأيضا استفيدي من هذه الساعات في المساء بالشكل المناسب.

• يمكنك أن تجعلي من بعض الواجبات المنزلية ومساعدة الوالدة في أوقات استراحتك بين عمل وآخر، وخاصة فيما يتعلق بالدراسة، بين الجلسة والأخرى، اذهبي وقومي بعمل منزلي بسيط تريحين بالك من خلال القيام به.

• حاولي أن تقللي قدر الإمكان من مضيعات الوقت، كالزيارات الاجتماعية المطولة جدا، واقتصري على بعض العلاقات، وخاصة القصيرة منها.

• لا بد أن تعطي فرض الواقع حقه، ففي وقت الصلاة أفضل ما تقومين به هو الصلاة، ووقت الدراسة لاختبار هو الدراسة، وهكذا.

• لا بد من أن تعتني بنفسك من ناحية الأنشطة الرياضية والترفيهية، فلا بد في الحياة من التوازن بين العمل والراحة والاسترخاء، فهذه الراحة والاسترخاء ليست مضيعة للوقت، وإنما هي ضرورية لنشاطنا الجسدي والنفسي.

وفقك الله، وكلل جهودك بالنجاح والتفوق.

مواد ذات صلة

الاستشارات