السؤال
السلام عليكم.
مشكلتي أنني أبكي على أتفه الأسباب المتعلقة بي، وأمي لا تعاملني معاملة جيدة عندما كنت صغيرة، وتفضل إخوتي أكثر مني، فأنا أريد حلا للبكاء، ولكن دون زيارة الطبيب النفسي.
السلام عليكم.
مشكلتي أنني أبكي على أتفه الأسباب المتعلقة بي، وأمي لا تعاملني معاملة جيدة عندما كنت صغيرة، وتفضل إخوتي أكثر مني، فأنا أريد حلا للبكاء، ولكن دون زيارة الطبيب النفسي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا على هذا الموقع، أعانك الله ويسر لك، واطمئني أولا أنك لست في حاجة في هذه المرحلة لزيارة عيادة الطبيب النفسي.
لا شك أن هناك علاقة وثيقة بين حساسيتك وكونك كثيرة البكاء، وبين معاملة أمك لك والتي سببت شيئا من الحرمان العاطفي، حيث المفروض في الوالدين أن يلبوا حاجات أطفالهم من الرعاية النفسية والعاطفية، إلا أنه مع الأسف هناك الكثير من الآباء والأمهات ممن يمكن أن يقصروا في تقديم هذه الرعاية، والذي قد يسمى أحيانا سوء المعاملة العاطفية للأطفال.
ولا شك أن البكاء ليس المرض وإنما العرض لهذا الحرمان العاطفي من أقرب الناس إليك كالوالدين، وعليك الانتباه إلا أن الإنسان عندما لا يستطيع تلبية حاجته العاطفية فإنه قد يطلبها خارج البيت، وأحيانا يجد نفسه يرتكب بعض الأمور التي لا يحبها ولا يريدها لنفسه.
وأمامك فرصة مناسبة لتغيير هذا، ولتبدئي بالعيش بالقيم، والسلوكيات التي تحبين، وخاصة أنك ما زلت في 14 من العمر، حيث الفرصة متاحة لك لاكتساب بعض المهارات الاجتماعية التي تعينك على حسن التواصل مع زميلاتك في المدرسة ومع الناس من حولك، ولكن ربما تحتاجين لشيء من الجرأة والشجاعة في هذا.
عندك الآن مهمتان، الأول إقامة العلاقة مع الصديقات، والثاني محاولة الاقتراب من أمك.
حاولي أن تتقربي من الفتيات زميلاتك في الصف والمدرسة، وستجدين أن الأمر ليس بالصعوبة الكبيرة، ويمكن لهذا أن يعوض لك عن بعض الحرمان العاطفي.
وفي الوقت ذاته حاولي الاقتراب أكثر من والدتك، وافتحي لها المجال لتعوضك الحرمان العاطفي في الصغر.
إن الحاجة لحب الناس وتفهمهم حاجة نفسية أقرها الإسلام، فقد أتى رجل للرسول -صلى الله عليه وسلم- وسأله عن عمل إذا عمله أحبه الناس، والرسول الكريم لم يقل له مالك ولمحبة الناس، وإنما دله على العمل فقال له "ازهد فيما أيدي الناس يحبك الناس"، ولكن هناك طرق صحية وأخرى غير صحية لكسب ود الناس والعلاقة معهم فاحرصي على العلاقات التي تنفعك، وما أراك إلا عازمة بعون الله على هذا الخير.
وقد لا يكون الأمر سهلا من المحاولة الأولى أو الثانية، إلا أن عون الله ورعايته لك ستكون معك، بإذن الله.
حاولي أن لا تركزي كثيرا على موضوع البكاء، فما هو إلا عرض لعطشك العاطفي، وعندما تلبين هذه الحاجة من أمك والصديقات، فستشعرين بالارتياح وقلة البكاء.
وفقك الله، ويسر لك طريق الفلاح في الدارين.