السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر كل القائمين على إسلام ويب، وعلى هذه الجهود الرائعة.
أنا فتاة أرتدي اللباس والحجاب الشرعي -الحمد لله-، ولكني وجدت في هذه الأيام انتشار كبير لشكل حجاب غير شرعي تحت اسم الموضة، والمشكلة هو أننا نجد من ترتديه إما أن تكون ابنة داعية إسلامي، أو زوجته، وتكون متبرجة، فهي ترتدي حجابا كاشفا للرقبة، وبنطالا، وبلوزة قصيرة، وتضع المكياج، ونجد أيضا المذيعات في البرامج الدينية متبرجات، وهن أمام الشيوخ، وهن في كامل الزينة، من مكياج وحجاب غير شرعي، وأصبحن قدوة لبنات المسلمين، أقصد مذيعات وبنات الدعاة المشهورين، وعند النقاش مع أي فتاة عن الحجاب، أجدها ترد وتقول، أنا ألبس مثل بنت الداعية فلان، فما نصيحتكم للبنات؟
أريد أن أعرف من هو الديوث؟ هل هو من يترك زوجته أو ابنته متبرجة؟ وما هو حسابه؟ وهل سيحاسب الأب عن ملابس ابنته؟ ولو عصته عند أمرها بلبس الحجاب الشرعي، وما حسابه عند تركها متبرجة؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Manar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك - ابنتنا الفاضلة المتحجبة المتسترة - في موقعك، ونشكر لك الثناء على الموقع والقائمين عليه، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يهدي نساء الأمة، وأن يصلح الأحوال، وأن يعين الرجال على القيام بواجباتهم، وأن يحقق الآمال.
نتمنى أن تتمسكي بحجابك ولباسك الشرعي، ولا تغرنك كثرة الغافلات والهالكات، واصبري على الحق، ولا توحشنك قلة السالكين، ونسأل الله أن يكثر من أمثالك، وأن يهدي بنات المسلمين.
ولا يخفى على أمثالك أن القدوة للمؤمنات هن الصحابيات، وقد قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: (اقتدوا بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن فتنته)، والعاقلة تعرف الحق، ثم تعرف أهله، وليس العكس، فما أكثر المقصرين والمدعين! والحق غال وعزيز، ونحن نتأسف عندما يكون التقصير في مذيعات البرامج الدينية، ويشتد أسفنا عندما يظهر التفريط من بيوت الدعاة، ولا شك أن الهداية بيد الله، ولا يلام الأب أو الأب الداعية إذا قام بما عليه من النصح والإرشاد والتعليم والمنع، وإنما اللوم والإثم على من قصر في التربية، والتوجيه، والتعليم، والتأديب.
أما الديوث فهو الذي يقر الخبث في أهله، ولا يغار عليهم، والديوث في شريعة الله ملعون، ولا نريد لفتياتنا وشبابنا أن يسارعوا في اتهام الآخرين، ولكن علينا جميعا النصح بالحكمة والموعظة الحسنة.
وهذه وصيتنا لك، بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
وقد أسعدنا تواصلك، ونفرح بتمسكك بحجابك ودينك وإن قصر الآخرون، فإن في ثباتك على اللبس الشرعي دعوة صامتة ودعاية، وكوني بتمسكك كالشامة، وقدمي للمسلمات النصح والهداية.
بارك الله فيك ووفقك وثبتك وهداك.