السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر (18) سنة، مشكلتي أن دورتي الشهرية غير منتظمة منذ بلوغي، فقد كانت تنتظم لعدة أشهر ثم تعود وتضطرب، مع وجود الألم في أسفل البطن، ويكون أشد من الجانب الأيسر، علما بأنني عانيت من القلق ونوبات الهلع قبل سنتين، وتعالجت منها -الحمد لله-.
منذ خمسة أشهر لاحظت وجود خلل واضطراب واضح في الدورة، حيث إنني لاحظت وجود إفرازات بنية بعد الدورة بأسبوع، واستمرت (4 أو 5) أيام، ومن ثم عادت الدورة مضطربة، علما أنها لم تأتني في أحد الأشهر، ولم تأت هذا الشهر أيضا، فهي متأخرة (10) أيام عن الشهر السابق، وقد لاحظت وجود إفرازات بنية خفيفة منذ يومين، لكن الدورة لم تأت بعد.
قمت بعمل التحاليل اللازمة للغدة الدرقية، والهرمونات (FSH, FT3, FT4)، وكانت النتائج طبيعية ولم يظهر أي خلل هرموني، علما بأن لدي قلقا بسيطا، وتساقطا في الشعر، وأعاني من حب الشباب في الظهر، إضافة إلى وجود الشعر على البطن.
فما سبب هذا الاضطراب في الدورة رغم سلامة الهرمونات؟ وهل يؤثر القلق النفسي بهذا الشكل؟ وهل من الممكن أنني أعاني من تكيس المبايض أو العقم حتى ولو أن تحاليل الهرمونات طبيعية؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ razan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اضطراب الدورة الشهرية يشير إلى بعض الخلل في التوازن الهرموني، ووجود بعض حب الشباب، وظهور بعض الشعر يشير إلى زيادة هرمون الذكورة، والناتج عن تكيس المبايض، وهو حالة لا تستطيع فيها البويضات أن تخرج من تحت جدار المبايض السميكة، وتظل متحوصلة داخلها، مما يؤدي إلى خلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن الدورة، وبالتالي اضطراب الدورة الشهرية، وتأخرها لمدة طويلة.
والفحوصات المذكورة هي للغدة الدرقية، بالإضافة إلى الهرمون المحفز للمبايض، وهناك بعض الفحوصات الضرورية، مثل هرمون الحليب (برولاكتين)، وهرمون الذكورة وهرمون بروجيستيرون في اليوم (21) من بداية الدورة الشهرية، مع ضرورة عمل سونار على المبايض وعلى الرحم، وعرض تلك النتائج على الطبيبة المعالجة، مع ضرورة تناول حبوب (Fesrose F)، والتي تحتوي على الحديد، وعلى فوليك أسيد، مع أخذ حقنة واحدة من فيتامين (د)، (600000) وحدة دولية في العضل كل ستة شهور؛ لأنها مهمة لتقوية العظام، وللوقاية من مرض الهشاشة فيما بعد.
ولا مانع من تناولك أقراص (جلوكوفاج 500) بعد الغذاء والعشاء، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري، من خلال مساعدة الإنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم لمساعدة المبايض على التبويض الجيد، فلا بد من تناوله، ومن المهم ضبط الوزن من خلال حمية غذائية، وممارسة الرياضة، لأن السمنة تؤدي إلى اضطراب الدورة الشهرية.
ولأعادة تنظيم الدورة، وعلاج الأكياس الوظيفية، ووقف التكيس، ضرورة إشراك الوالدة في حل تلك المشكلة، وتناول حبوب منع الحمل الهرمونات (كليمن) أو (ياسمين) لعدة شهور، ثم التوقف عنها، وتناول حبوب (دوفاستون) التي لا تمنع التبويض، وجرعتها (10 مج)، تؤخذ مرتين يوميا من اليوم (16) من بداية الدورة، حتى اليوم (26) من بدايتها، وذلك لمدة من (3 إلى 6) شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية.
كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس، ويساعد على ظهور الشعر في الوجه والصدر مثل (total fertility)، ويمكنك أيضا تناول كبسولات (أوميجا 3) أيضا يوميا واحدة، كذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع تناول أعشاب البردقوش والميرامية، وهناك أيضا حليب الصويا، ولكل ذلك بعض الخصائص الهرمونية التي تساعد في علاج التكيس، وتحسين التبويض، ولكنها لا تعتبر أدوية يمكن الاعتماد عليها.
حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك إلى ما فيه الخير.