السؤال
السلام عليكم..
أريد أن أستفسر عن موضوع يقلقني، وهو أنه يأتي في بالي أفكار وتخيلات سيئة قد تكون في أعراض ناس، أو في أشياء وكلام لا يليق بالله عز وجل، وبالرغم من أنني أحاول جاهدة عدم التفكير، ولكن ليس بيدي، وأنا أكره هذا جدا، وأستغفر كثيرا، فهل سيعذبني الله على ذلك؟ كما أنه: هل سيحاسبني الله على ما فاتني من الصيام والصلاة قبل التوبة؟ وكيف لي أن أعوضها؟ وهل يجب أن أقيم للصلاة قبل أن أؤديها؟ وكيف أعلم أن الله راض عني؟ وهل هذا المنتدى يتطلب دفع أجر مالي بسبب اشتراكي فيه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Soso حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك الذي يتشرف كل من فيه بخدمة بناتنا وأبنائنا دون مقابل، ونأمل بالفوز بدعواتكم، ونسعد بصلاحكم ونجاحاتكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم.
كرهك للأفكار السيئة ورفضك لها انتصار على الشيطان، فاحمدي الله الذي رد كيده إلى الوسوسة، بل استبشري بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ذاك صريح الإيمان"، وإذا جاءتك مثل هذه الوساوس المذكورة فتعوذي بالله من الشيطان، واقطعي تواترها، واشتغلي بغيرها، فهذا عنصر أساس في العلاج.
وقد قال رجل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: " إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به. قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم. قال: ذاك صريح الإيمان"، فوجود الإيمان يجعل الإنسان يرفض ما لا يليق، وكون الشيطان عاجزا عن تحويل وساوسه إلى أقوال وأفعال دليل على قوة الإيمان وضعف الشيطان، ودليل على الخير والتوفيق من رب الأكوان.
بل جاء في بعض الأحاديث أن الشيطان قد يأتي بالتسلسل، فيقول هذا الله خلق كذا وكذا، فمن خلق الله؟ فإذا وجد الإنسان مثل ذلك فعليه أن يردد آمنت بالله ثم لينته.
أما بالنسبة لمسألة الحساب: فالعظيم لا يكلف نفسا إلا وسعها، ولا يحاسبك على ما ذكرت مادام مجرد وسوسة مدفوعة منك ومرفوضة.
أما ما فاتك من الصلاة والصيام: فالصيام لابد من قضائه ولو مفرقا وخلال سنوات، أي كيفما تيسر معك، وكنا نتمنى أن نعرف كم عدد الأيام؟ وما هي أسباب عدم الصيام؟ وما هو المقدار الذي تستطيعين قضاءه من الدين؟ ومسألة الصلاة تحتاج إلى تفصيل، وهل كان الترك لها بالكلية أم كان الترك لبعض الصلوات؟
نأمل أن تصلنا منك هذه التوضيحات، ونتمنى أن توضحي لنا وللمشايخ في قسم الفتوى، وسوف تصلك الإجابات الكاملة من موقعك.
عليك إقامة الصلاة قبل أدائها، وإن لم تفعلي فالصلاة صحيحة، ونسأل الله أن يزيدك حرصا وخيرا.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، والتوبة والإنابة والإكثار من الحسنات الماحية، وأرجو أن يكون إقبالك وسؤالك وحرصك على التصحيح دليلا على رضا الله عنك، وهو الذي يسوقك ويقودك إلى ما يرضيه، ونسأل الله لك الثبات والسداد.
سعدنا بتواصلك، ونفرح بالاستمرار، ونؤكد لك أن الخدمات التي يقدمها الموقع لك ولغيرك مجانا، ونرحب بك في أي وقت وبأي سؤال، ونسأل الله أن يسددنا جميعا ويصلح الأحوال.