السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة متزوجة من تسعة أشهر، استخدمت حبوب منع حمل فقط في أول شهرين من الزواج، لم أشتك من الحبوب، ولكن كنت أحس بدوخة وغثيان، في بداية الشهر الثالث حدثت عندي مشحات من دم كل يوم تزداد، فتركت الحبوب، وتأخرت الدورة الشهرية لمدة عشرة أيام، وهذه أول مرة تحدث لي، ثم قطعت الحبوب فأصبحت الدورة تنتظم شهرا والشهر الذي يليه تتأخر خمسة أيام أو عشرة، وعندي التهابات وإفرازات بيضاء مثل الجبن، ولا توجد رائحة ولا حكة، ولكن تحدث حكة بعد جماع لمدة ساعة، هل هذا طبيعي؟
وقد أجريت فحوصات قبل الزواج للتأكد من الرحم والمبايض والحمد الله كانت سليمة، ولاحظت في الشهر الماضي بعد انتهاء الدورة الشهرية وبعد مرور أسبوعين نزول إفرازات بنية، علما أن دورتي كانت 27/5/2016، ونزلت البقعة في يوم 17/6/2016، كنت أظن أنها علامة حمل، ولكن حدث عندي تأخر في موعد الدورة وأتت في يوم 30/6/2016.
ما هو سبب نزول البقعة البنية؟ وكيف أعرف متى موعد إباضتي القادم؟ دورتي بدأت في 30/6/2016، وما هي الأيام المناسبة لجماع لحدوث حمل؟
وسؤال آخر: هل ضيق المهبل له سبب في تأخر الحمل؟ علما أنه عندما يقذف زوجي داخلي يخرج المني كله، ولم يحدث إيلاج كامل من تسعة أشهر، هل أحتاج لتدخل جراحي لذلك؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قد يحدث تقلص لاإرادي في عضلات المهبل وهو أمر معروف، ويحصل فيه انقباض وتقلص لاإرادي على طول العضلات المحيطة بجدار المهبل vaginismus، أو في مقاطع منها، وهو ما يجعل من الصعب إيلاج العضو الذكري كاملا أثناء الجماع.
وهذا الانقباض لعضلات المهبل يحدث بغير إرادة من الزوجة بسبب الخوف من الجماع، أو بسبب حالة توتر عصبي، أو القراءة عن تجارب الاغتصاب التي تملأ الصحف والقنوات الفضائية، وهذا يترجم في العقل الباطن إلى حالة خوف، ويظهر في صورة تقلصات لعضلات المهبل وعدم قدرة الزوج على الإيلاج الكامل، والتشخيص أيضا يحتاج إلى كشف طبي، والعلاج غالبا ينجح بصورة كبيرة، والخطوات هي ضرورة فهم الحالة على أنها انقباض عضلات المهبل عند كل محاولة إيلاج وليس غير ذلك، ولا حاجة لعمليات جراحية، مع مراجعة التاريخ السابق لأي محاول جنسية، أو منظر سيء في الطفولة حتى ولو كان رؤية الوالدين في وضع جنسي، ومحاولة محو ذلك من الذاكرة، ومحاول نسيان أي تجربة سابقة تخص العملية الجنسية، مع فهم أن العملية الجنسية غير مؤلمة على الإطلاق، ولا تسبب أذى بدنيا أو نفسيا، بل هي نوع من المودة والرحمة والقرب المشروع.
ويمكن محاولة إدخال إصبعك أو إصبع زوجك في الفرج مع التحكم في عضلات المهبل إراديا مثل حركة منع البول لمنعها من الانقباض، وتجربة ذلك عدة مرات، وهناك موسعات للفرج بمقاييس مختلفة يمكن أن تكون بديلا للإصبع في توسيع الفرج المتدرج، وتعاون الزوجين في الدخول في العملية الجنسية بفهم وبطريقة متدرجة مهم للعلاج، وتقبل فكرة الجماع الهادئ البعيد عن العنف ومحاولة الإيلاج بالقوة ظنا أن ذلك يساعد على الإيلاج، والعكس أن ذلك يزيد المشكلة تعقيدا، وهذه الطريقة المتدرجة في الفهم تساعد كثيرا على التخلص من هذه المشكلة لإكمال عملية جنسية كاملة دون خوف أو توتر، وفي حالة الارتخاء وضعف الانتصاب يمكن للزوج استعمال منشط جنسي على أن يكون الإيلاج متدرجا دون عنف.
ونزول الإفرازات البنية بسبب زيادة سماكة بطانة الرحم بعض الشيء نتيجة خلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن الدورة الشهرية، ويصبح هرمون أستروجين هو المسيطر على الدورة نتيجة نقص هرمون بروجيستيرون، وهذا النقص قد ينتج عن ضعف التبويض.
ويجب فحص صورة دم CBC، وفحص هرمونات الغدة الدرقية TSH- FreeT4، وفحص هرمون الحليب، وعمل سونار على المبايض والرحم وعرض نتيجة التحاليل والسونار على الطبيبة المعالجة.
ونزول الإفرازات البيضاء له علاقة بالالتهابات الفطرية في المهبل، وقد يصاحب الالتهابات الفطرية التهابات بكتيرية أيضا، وحدوث وتكرار التهاب المهبل ربما بسبب العدوى من الزوج، أو بسبب الاستحمام جلوسا في مطهرات أو رغاوي أو شامبو، وربما أيضا بسبب احتكاك الملابس الداخلية الضيقة المصنوعة من النايلون والألياف الصناعية، مما يساعد في حدوث تلك الالتهابات، وبسبب وضع الكريمات قبل الجماع لتسهيل الإيلاج، مما يؤدي إلى تهيج والتهاب المهبل، ولذلك يجب أن تكون الملابس الداخلية قطنية واسعة، والاكتفاء بالاستحمام وقوفا دون الجلوس في المطهرات والماء، لأن المطهرات تؤدي إلى خلل في التوازن البكتيري في الفرج، وهذا الخلل يؤدي إلى قتل البكتيريا النافعة المسؤولة عن البيئة الحمضية والتي تنظف الفرج ذاتيا، مما يساعد على نمو وتكاثر البكتيريا الضارة التي تؤدي إلى الالتهابات وما يليها من الحكة والإفرازات.
وقد يحدث كثيرا التهاب في المسالك البولية خصوصا إذا كنت تعانين من تكرار في البول مع حرقان، وبإمكانك تناول كبسولات SUPRAX 400 MG كبسولة واحدة يوميا لمدة 10 أيام لعلاج التهاب المسالك البولية، ولعلاج الالتهابات البكتيرية، يمكنك تناول دواء فلاجيل flagyl 500 mg، وتؤخذ ثلاث مرات يوميا لمدة 10، بالإضافة إلى تناول كبسولة واحدة من دواء الفطريات diflucan 150 mg بالفم، ويمكن تكرارها بعد أسبوع مرة أخرى، مع وضع تحاميل canestin في الفرج لعلاج فطريات الفرج والتي تصاحب في كثير من الأحيان الالتهابات البكتيرية، وهذا سوف يحل مشكلة الالتهاب من جذورها، مع ضرورة أن يتناول الزوج حبوب فلاجيل بذات الطريقة حتى لا تتكرر العدوى.
ولإعادة تنظيم الدورة الشهرية يمكنك تناول حبوب منع الحمل ياسمين أو كليمن لمدة 3 أشهر، ثم تناول حبوب دوفاستون أقراص Duphaston 10mg، وهي هرمون بروجيستيرون صناعي لا تمنع التبويض ولا تمنع الحمل، ويؤخذ قرص واحد مرتين في اليوم من يوم 16 من بداية الدورة وحتى يوم 26 من بدايتها، ثم تتوقفي عنه حتى تعطي الفرصة للدورة بالنزول، ويتكرر ذلك لمدة 3 إلى 6 أشهر حسب انتظام الدورة الشهرية، مع تناول حبوب Ferose F التي تحتوي على حديد وعلى فوليك أسيد، مع المداومة على تناول حليب الصويا والفواكه والخضروات، وشرب شاي أعشاب البردقوش والمرامية، لأن بها خصائص هرمونية تساعد في تنظيم الدورة الشهرية.
حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم لما فيه الخير.