السؤال
أشعر بدوخة لا أعلم مصدرها، وقال الطبيب: إنها من الأذن. وقال آخر: من الجيوب الأنفية. وقال ثالث: لا يوجد شيء. وأصبحت في حالة نفسية سيئة، وأشعر أني سأفقد الوعي، أو سأموت، ولكن لا يحدث شيء، ولدي خوف مستمر بدون سبب، وقلبي مقبوض، وهذه الحالة منذ 4 شهور، وأرفض تماما الذهاب لطبيب نفسي، قد تكون أعراضا عضوية أو نفسية، ولكن لا أعرف، فهل من علاج آخذه من تلقاء نفسي دون اللجوء لطبيب يفيدني في حالتي؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الدوخة من الأعراض المحيرة جدا في الطب، وفي كثير من الأحيان لا تعرف أسبابها، لكن -إن شاء الله تعالى- معظمها ليست خطيرة.
التهاب الأذن الداخلية هو من الأسباب الشائعة جدا في حدوث الدوخة، وفقر الدم أيضا من الأسباب المعروفة، والقلق في بعض الأحيان قد يكون مسببا، أو قد يزيد من تأثير سبب آخر، مثل التهاب الجيوب الأنفية مثلا، يضاف إليه وجود القلق، هذا قد يؤدي إلى الدوخة.
أيها الفاضل الكريم: لا أريدك أن تتخذ قرارا سلبيا بأن تقول (لن تذهب إلى الطبيب النفسي) الطبيب النفسي مثله مثل جميع الأطباء، بل الطب النفسي تطور الآن جدا، فإذا نصحك طبيب بأن تذهب إلى طبيب نفسي لا تردد في ذلك، لكن أنا أرى في هذه المرحلة قد لا تكون أصلا أنت محتاج للطبيب النفسي، قد تكون محتاجا فقط لطبيب الأسرة، طبيب مختص في طب الأسرة، يستطيع أن يراجع حالتك هذه بدقة شديدة، وإذا رأى أن هنالك جوانب نفسية كالقلق مثلا يمكن أن يعطيك أحد مضادات القلق، ويعرف أن عقار (دوجماتيل Dogmatil) والذي يسمى علميا باسم (سلبرايد Sulipride) هو من أفضل الأدوية التي تعالج الدوخة التي سببها القلق، وإذا كان الأمر يتعلق بالأذن مثلا فعقار (بيتاسيرك Betaserc) والذي يعرف علميا باسم (Betahistine dihydrochloride) معروف، بجرعة ستة عشر مليجرام صباحا ومساء لمدة أسبوعين (مثلا) ثم ستة عشر مليجرام صباحا لمدة أسبوع، يكفي تماما.
أنا أرى في نهاية الأمر أن التركيبة العلاجية الدوائية التي سوف تناسبك هي الدوجماتيل، يضاف إليه البيتاسيرك، لكن دع هذا يكون من خلال طبيب الرعاية الصحية الأولية أو طبيب الأسرة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.