خاصمت أخي بعد أن آذاني أنا وأمي ولا أريد البيع من أجل حماية حق الورثة فما نصيحتكم؟

0 260

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر (36) سنة، مات أبي وتركنا، فقمت بتربية إخوتي الصغار إلى أن زوجتهم, المشكلة أن أخي المتزوج، والذي رزقه الله بولدين ومنزل مستقل يريد أن يرث منزلنا الذي نسكن فيه، وقطعة الأرض، نحن ثلاثة -وأقصد نفسي وأخي الثاني وأختي- ليس لنا مكان آخر نسكن فيه، وجاء يريد طردي للشارع وقام بضربي أمام الجيران.

لست ضد البيع، ولكنني طلبت منه أن يمهلنا، وأن يرتفع سعر الأرض لنتمكن من شراء شقة خاصة، ولكنه قاطعنا وصار في كل يوم يختلق المشاكل لنا.

ما هي مشورتكم ونصيحتكم لي وماذا يجب أن أفعل؟ أنا لا أتكلم معه، لأنه شتمني وآذاني، فهل أعمالي لا ترفع بسبب المقاطعة، فأنا على أمل أن يحس أخي ولو بشيء قليل من سوء ما يفعل، فهو منذ (10) أشهر قاطع أمي، وهو مصر على البيع بأي طريقة، حتى يشتري سيارة لزوجته.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سيرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، ويصلح الأحوال، وأن يهدى شقيقكم، ويحقق الآمال.

نتمنى أن تدركوا جميعا أن الأخوة مقدمة على الأموال، وأن صلة الرحم أغلى من الدرهم والدينار، ونتمنى أن تبادروا إلى قطع الهجران، وخيركما الذي يبدأ بالسلام.

ولست أدري لماذا لا تقيموا الورثة، وتجمعوا له نصيبه ليخرج من الميراث ويحل الإشكال، وهذا أمر معروف تحصر الورثة، وتقيم، ويحدد نصيبه، ويستلم حقه بأوراق رسمية، وإثباتات وشهود بمعنى أن يفصل له نصيبه من البيت وهو حر في التصرف فيه، أو تقايضونه على نصيبه في البيت بنصيبكم من الأرض ثم تدفعوا له أو يدفع لكم الفرق، أو بأي وسيلة تتوافقون عليها وتحفظ حق الجميع، ومهما بذل الإنسان من الأموال فهو هين إذا سلم له الدين، وأرجو أن تبادري إلى مصالحته، وشجعيه على مصالحة الوالدة، والإسراع إليها، وتقبيل قدميها، فهو على خطر عظيم إذا كانت الوالدة غاضبة عليه.

وهذه وصيتنا لكم، بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ثم بالسعي في إصلاح ذات البين، ولا تعطوا الشيطان الفرصة، فإنه عدو يئس أن يعبده المصلون، ولكن رضي بالتحريش بينهم، وإشعال نيران العداوات، ونحن لا نريد لكم مخاصمة الأخ، وإن كنتم لا تريدون البيع فتفاهموا معه بالهدوء، ويمكن للوالدة أن تقول ما عندها والكل يسمع لها ويطيع، ورغم أنه أخطأ بالإساءة إليك، وأخطأ جدا بمقاطعة الوالدة، إلا أن خطأه لا يقابل بالخطأ، وقسوته ما ينبغي أن تقابل بمثلها، ونسأل الله لنا ولكم وله التوفيق والسداد.

سعدنا بتواصلك، ونؤكد أن أعمال المتهاجرين لا ترفع، فأوقفوا الخصام، وإن كان فيه شر فاجعلوا تعاملكم معه محدود، وتجنبوا الاحتكاك به، واعلموا أنه لا يستطيع أن يبيع إلا بموافقة الجميع، ونسأل الله الهداية والتوفيق للجميع.

مواد ذات صلة

الاستشارات