السؤال
السلام عليكم..
لقد حملت طبيعيا بعد انتظار 4 سنوات -بفضل الله- بدون علاج، ولكن في الشهر الرابع في الأسبوع الثاني حدثت مشاجرة بيني وبين زوجي، وصرخت بقوة، وتضايقت جدا، وبعدها شعرت بمغص في بطني، وبدأ ينزل دم خفيف مع قطع صغيرة جدا استمر ليومين، وبعدها علمت أن الطفل توقف نبضه وأنه ميت.
في اليوم الثالث نزل علي دم كثير، ونزل الطفل بدون مساعدة أو طلق صناعي، وبعدها تم عمل صورة لرحمي وكان هناك دم وقطع، فوصفت لي الطبيبة حبوب (ميثا) ثلاث مرات على ثلاثة أيام، وقالت أنها سوف تنظف رحمي، وتنزل ما تبقى.
لم يتم عمل أي تحاليل، وطلبت من الدكتورة عمل تحليل لهرمون الحليب للتأكد من نزوله للمستوى الطبيعي، ولكنها قالت بأنه لا يوجد هرمون حليب في الشهر الرابع، فهل يجب أن آخذ حبوب حديد لتعويض الدم الذي نزل مني؟ لأنني أشعر أحيانا بالدوخة، وما هي التحاليل التي يجب علي إجراؤها بعد الإجهاض للتأكد من أن كل شيء سليم؟ وفي أي أسبوع أستطيع عملها بعد الإجهاض؟
والرجاء الرجاء إخباري بقليل من النصائح التي يجب أن أتبعها بعد الإجهاض؛ لأتمكن من تخطي هذه المرحلة الصعبة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قد يمر الإنسان بلحظات صعبة، وكثيرا هي تلك اللحظات، وعليه الاختيار بين الانفعال الزائد وبين الهدوء والحكمة والروية في التعامل مع تلك اللحظات، وللرسول المعلم -صلى الله عليه وسلم- توجيهات في التعامل مع لحظات الغضب تلك، حيث روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رجلا قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: أوصني، فقال عليه الصلاة والسلام: (لا تغضب)، فردد مرارا، قال: (لا تغضب)، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) رواه أحمد، والتماسك عند الغضب لن يفيدنا في صحتنا فقط بل سيفيدنا في ديننا ودنيانا.
ودائما ما ننصح بتأجيل الحمل بعد الإجهاض لفترة لا تقل عن 6 شهور، حيث يمكن للزوج في تلك الفترة استعمال واق ذكري في الفترة المتوقعة للتبويض، مع إمكانية الجماع بدون واق ذكري في أول 5 أيام بعد الغسل، وفي الأسبوع الذي يسبق الدورة الشهرية التالية، مع ضرورة تناول بعض الفيتامينات التي تحتوي على الحديد وفوليك أسيد مثل Ferose F ، والتغذية الجيدة، وبعد الحمل من الضروري تأجيل الجماع حتى يستقر الحمل ويثبت، من خلال متابعته باختبار الحمل الرقمي والسونار، وعدم رفع أشياء ثقيلة.
ومن المهم فحص هرمون الحليب prolactin، وفحص وظائف الغدة الدرقية TSH & Free T4، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل، لأن كسل الغدة الدرقية وارتفاع هرمون الحليب من الأمور التي تؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية، لأنها تؤثر على التبويض.
ولإعادة تنظيم الدورة وإعادة بناء بطانة الرحم: يمكنك تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض ولا تمنع الحمل، وجرعتها 10 مج، تؤخذ قرصا مرتين يوميا من اليوم ال 16 من بداية الدورة حتى اليوم ال 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 إلى 6 شهور حتى تنتظم الدورة الشهرية.
مع التزام الدعاء والاستغفار، قال الله تعالى: ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا).
حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.