الخوف والرهاب دمرا حياتي، فما العلاج المناسب لذلك؟

0 232

السؤال

السلام عليكم

أكون في المنزل على طبيعتي مع أمي وإخوتي، أمزح وأضحك معهم، ولكنني في الخارج لا أكون كذلك، أكون هادئة، ومملة ولا أتكلم، وعندما أتكلم يكون صوتي منخفض للغاية، وترتعش يداي وتتعرق بشدة، وأحيانا أتلعثم في الكلام، وأشعر بأنني أقل من الآخرين، وفي خارج المنزل أخاف أن أدافع عن نفسي، فمثلا إذا اشتريت شيئا وأريد أن أرجعه لا أفعل ذلك من شدة الخوف على الرغم من أنني في المنزل عكس ذلك تماما، وأدافع عن نفسي إذا تشاجرت مع أخواتي، ولكن في الخارج لا أستطيع حتى أن أطالب بحقي.

في الجامعة لا أقدر أن أسأل الدكتور عن شيء في المنهج من الخوف، وأيضا أتجنب الاجتماعات العائلية؛ لأنها تصيبني بالتوتر، وألم في المعدة، وأتجنب المكالمات التليفونية؛ لأنها تصيبني بالتوتر، وألم في المعدة أيضا، وعرق في اليدين، وأظل أتنقل من مكان لآخر أثناء المحادثة، كما أن صوتي يكون مرتبكا، وأتلعثم في الكلام، وحلقي يجف، وأشعر بأنني أختنق بعض الشيء.

لا أصدقاء لدي، فأنا وحيدة تماما، وعندما أتعرف على بعض الأشخاص لا أكون على طبيعتي معهم، ويملون مني على الرغم من أنني أتمنى أن أكون على طبيعتي معهم، ولكنني لا أقدر على ذلك.

لدي فوبيا من جميع الحيوانات تقريبا، وأخاف كثيرا من الكلاب والقطط، مع أنني أتمنى أن أشتري كلبا أو قطة تؤنسني في وحدتي، وعندما أرى شخصا يلعب مع كلب ولا يخاف منه أتمنى أن أكون أنا مثل هذا الشخص.

ولدي فوبيا من الماء أيضا، فقد ذهبت لتعلم السباحة وفشلت، ولم أستمر لأنني أخاف أن أغرق في الماء، أريد حلا للخوف والرهاب يا دكتور؛ لأن حياتي تدمرت، فأنا أجلس في المنزل مكتئبة منذ ثلاث سنوات، ولا أفعل شيئا مطلقا في حياتي مثلما يفعل الآخرون من هم في سني، ولا أتقدم في حياتي إطلاقا، أريد أن أكون على طبيعتي مع جميع الناس، سواء كان في المنزل أو خارجه، وأتمنى أن تكون لي اهتمامات وحياة اجتماعية وأمي كذلك تريد ذلك بشدة.

فهل هناك أدوية في مصر مناسبة لحالتي؟ أتمنى أن تكتبها لي وبالجرعة المناسبة لحالتي، وهل هناك احتمال للانتكاسة أم لا؟ مع العلم أنني لا أستطيع الذهاب إلى الطبيب النفسي.

وشكرا لمجهوداتك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لقد قرأت رسالتك بتمعن أكثر من مرة، وكنت أريد أن أعرف منذ متى بدأت معك هذه الأشياء؟ لقد ذكرت في آخر الرسالة أنك ظللت تقعدين في المنزل لمدة ثلاث سنوات، لا تخرجين أبدا، ولا تشاركين في الأنشطة خارج المنزل، ولكنك مع ذلك ذكرت أنك تدرسين في الجامعة وتجدين صعوبة في التواصل مع الدكتور، وسؤاله إذا كنت تريدين شيئا، ولهذا إذا أردنا أن نستنتج شيئا فإنه يبدو أن أعراض القلق الاجتماعي التي ذكرتيها من صعوبة في التواصل مع الناس خارج المنزل، والإحساس بالدونية، وفقدان الثقة، في مجملها هي سمات من الشخصية، وليست أعراض واضحة، والأعراض الواضحة قد تكون الـ (فوبيا) القطط وفوبيا الماء، ولكن ما ذكرته هي سمات لشخصيتك تجعلك لا تتوافقين مع الآخرين خارج المنزل، وتعانين من خجل شديد وعدم ثقة، وإحساس بالدونية، وترتب على ذلك أعراض القلق مثل التوتر والارتباك والتلعثم وكل هذه الأشياء التي ذكرتها.

ومع احترامي لرأيك أنك تريدين دواء لهذا الشيء، فإنني أرى أن العلاج المناسب ليس دواء فقط، تحتاجين لعلاج نفسي، إلى جلسات نفسية لفترة من الوقت لمساعدتك في التغلب على هذه الأشياء، والخروج من المنزل بالتدريج من خلال تدريبات نفسية لتقوية الشخصية، وتقوية الذات، وإعلاء قيم المواجهة والتعامل مع الآخرين خارج المنزل.

وإذا كان لا بد من الدواء فإن الدواء هنا يكون مساعدا وليس أساسيا، وإذا فعلت هذه الأشياء فإن شاء الله لن تحدث انتكاسة. أي تتناولين الدواء مع جلسات نفسية محددة لكي تخرجي من هذا الشيء بالتدريج حتى تستقيم حياتك وتستطيعين أن تمارسي حياتك مثل الآخرين.

هناك عدة أدوية، أنا شخصيا لا أعلم هل موجود منها في مصر أم لا، ولكن أستطيع أن أقول أن معظم الأدوية التي تساعد في القلق الاجتماعية موجودة في مصر، وفي حالتك فإنني أنصحك بدواء ويعرف يعرف تجاريا باسم (مودابكس Moodapex)، ويعرف تجاريا أيضا باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline)، خمسين مليجراما، تبدئين بنصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجراما - بعد الأكل ليلا - أي بعد العشاء - لمدة أسبوع، ثم حبة كاملة بعد ذلك، -وإن شاء الله تعالى- يبدأ التحسن مع العلاج النفسي في خلال شهرين، ويمكن أن تستمري على هذا الدواء لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر، مع العلاج النفسي، -وإن شاء الله تعالى- تعيشين حياة متوازنة وتذهب عنك كل هذه الأعراض.

وفقك الله وسددك خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات