السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب، وعمري 18 سنة، أنا ملتزم بديني وبسنة نبينا (ﷺ) والحمد لله، وأعيش في بلد يكثر فيه العصيان والتبرج في الشوارع مما يحرك بداخلي مشاعر عشوائية، وأحببت فتاة ولم أخبرها بحبي، وتجاهلت هذا الحب ما يقارب تسعة أشهر؛ لأني في سن صغير على مثل هذه الأمور.
في الفترة الأخيرة أيقنت أني لا أنساها ولن أقدر على ذلك، وأنا أبدا لست من هؤلاء الشباب الذين يصاحبون الفتيات أو يلمسوهن، ولكني لم أشعر بهذه الحالة من قبل، وأصبحت الأمور بالنسبة لي عالقة، وكأني عالق في منتصف الطريق، لا أدري كيف أتصرف! أو ماذا أفعل؟ لأن هذا الموضوع أصبح في مراحل المرض، وعدم النوم في الليل والأرق، إن تكلمت معها سوف تزيد وتتفاقم هذه المشاعر أكثر وأكثر، ولا أدري صراحة ماذا أفعل حرفيا.
ساعدوني يا أهل الاستشارة والكرم، جزاكم الله كل خير، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سمير أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام ونحيي فيك روح الالتزام، وقد أسعدنا حسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.
فإننا ندعوك إلى أن تغض بصرك، وتبتعد عن مواطن الفتن جهدك، وتتخذ الأسباب الشرعية في الوصول إلى ما تريد، ونتمنى أن يكون في الأسرة من يستطيع أن يعاونك حتى تتزوج؛ لأن الزواج هو العلاج الناجع.
أما إذا كنت لا تستطيع وليس هناك من يعاونك فعليك بالصيام كما وجه رسولنا (ﷺ) فقال: يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء، وربنا العظيم يقول: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله} [النور: 33].
ولا شك أن الفتن تحاصر الجميع خاصة الشباب واليافعين، ولكن من يستعن بالله ويحرص على رضاه وتقواه يعان، والله تعالى يقول: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب} [الطلاق: 2-3]. فاستعن برب العالمين، واسلك سبيل المتقين، واشغل نفسك بطاعة رب العالمين، واحشر نفسك مع الصالحين، ولا تتابع النفس في هواها، وخالف الشياطين ولا تتبع خطواته، فإن الله يقول: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر} [النور: 21].
وننصحك بأن تبتعد عن الفتاة المذكورة حتى تتهيأ لأمر الزواج، ولا تتماد مع عواطفك فإنها عواصف، وابتعد عن الفتاة المذكورة حتى تتهيأ لك علاقة شرعية بضوابطها، واعلم أن الفتاة المذكورة قد لا تبادلك المشاعر، وربما تكون قد حددت وجهتها، وربما وربما، فلا تجر وراء السراب.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وعمر قلبك بحب الله فإن ذلك سوف ينسيك الفتاة، وانطلق في محابك من حب الله وحب ما شرعه على لسان نبيه (ﷺ).
سعدنا بتواصلك ونشرف بمتابعتك، ونسأل الله أن يوفقك.