أبي لا يعطيني ما يكفيني كي أظل محتاجًا إليه ولا أتمرد عليه، فكيف أتصرف؟

0 272

السؤال

السلام عليكم

عمري 21 سنة، ومشكلتي هي أن أبي يخاف أن يعطيني مالا أو سيارة أو أي شيء له قيمة؛ لكي لا أتمرد عليه وأتركه، ولا أسمع كلامه، علما أنه قد اكتسب هذا المبدأ بسبب تربية جدي لأبي، فقد أعطى لأبي في شبابه كل ما يريد من سيارات، وأموال، وسفرات، إلى أن تمرد أبي على جدي، وصار لا يسمع له أي كلمة.

أنا أصبحت –فعلا- أنفذ أوامره بعجز وتذمر بسبب تضييقه علي، علما أن والدي عمره 64 سنة، ويعمل طبيبا، ولا يوجد أحد أشتكي إليه؛ لكي يتحدث مع أبي.

أريد حلا أو طريقة تعامل؛ لكي أزيد من ثقة أبي بي.

وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يعينك على الخير ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

هنيئا لمن بر والده وصبر عليه، وننصحك بالاقتراب من الوالد والسعي في راحته، وحسن التصرف معه وبين يديه، واعلم أن الثقة لا تشترى بالأموال، ولكن الابن يفوز بثقة والده بعد نجاحاته في تحمل المسؤوليات، وحسن التصرف في المواقف، وعند الأزمات، وبالتزام الأدب بعد الطاعة لرب الأرض والسموات.

ومن المهم أن يكون للشاب توافق مع بيئته ومجتمعه ودهره إلا إذا كانت هناك مخالفات، فإننا نقدم طاعة من بيده الأمر والخيرات، ونعني بالتوافق تجنب كل شذوذ، والاهتمام بما يهتم به الناس، ورعاية مشاعرهم، وجعل كبير المسلمين أبا، وصغيرهم أخا، ومن في سنك وعمرك أخا، ثم تعامل كل واحد بما يقتضيه حاله، فتحترم الكبير، وتعطف على الصغير، وتراعي الأخ الزميل.

ولا يخفى على أمثالك أن وجود الإنسان في جماعة له ثمن، ومداراة الناس مطلوبة، ومداهنتهم مرفوضة، والمداراة هي أن تعامل كل إنسان بما يقتضيه حاله.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وعليك بالصبر؛ فإنه مفتاح الفرج، واسأل ربك التوفيق والتأييد، واعلم أن قلب والدك وقلوب الناس بين أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها، وشاور والدك، وحاوره، واقترب منه، واستمع إليه، واطلب نصحه، واخطب وده، واقترب من الوالدة، واطلب مساعدتها، وقدر العم والعمة، وأكرم الخال والخالة، وافعل الخير، وعاون الضعيف، وكن في حاجة المحتاج؛ ليكون في حاجتك الكريم الفتاح، وثق بأن الأمور سوف تؤول إليك، فكن على قدر المهمة.

واعلم أن الإحسان للوالدين عبادة، والعبادة تحتاج إلى فقه، فاعرف حق الوالدين، وصل الرحم؛ ليزاد في رزقك وأجلك، فإن فعلت ما طلب منك؛ وثق فيك والدك، وأمنك القريب والبعيد، فالأمر -كما قال الشاعر-:

دلائل الخير لا تخفى على أحد ** كحامل المسك لا يخلو من العبق

سعدنا بتواصلك، ونسأل الله أن يرفع قدرك ويوفقك.

مواد ذات صلة

الاستشارات