السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دورتي منتظمة، ولكنها تأخرت لمدة ثمانية أيام، ثم أتت لمدة يومين وكانت غزيرة، وفي اليوم الثالث لم ينزل أي شيء، وفي اليوم الرابع نزلت دورتي خفيفة، لا أراها إلا حينما أمسح المنطقة بالمنديل، وفي اليوم الخامس نزلت مني إفرازات بنية فاتحة ثم طهرت بعدها.
علما أن مدة الدورة من (5 إلى 6) أيام، فهل يمكن أن تكون الأعراض إشارة لحدوث الحمل، أم أنها دورة؟ وما سبب حدوثها إن كانت دورة.
لدي طفلة، ولم أستخدم مانع الحمل منذ ستة أشهر.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من المستبعد أن يكون هذا التأخير في الدورة حملا، ولكن قد تتأخر الدورة لعدة أيام إذا عانت السيدة من وجود أكياس وظيفية في المبايض، أو وجود بعض البوادر للتكيس، أو ما زال هرمون الحليب مرتفعا بعد فترة من الرضاعة الطبيعية، ومن وصفك نزول الدورة يتضح أن بطانة الرحم ضعيفة، نتيجة لضعف التبويض، ونزول الدورة غير طبيعي، ولا يشير إلى دورة منتظمة.
ولإعادة تنظيم الدورة، يمكن تناول حبوب منع الحمل (ياسمين) لمدة ثلاثة شهور، يوميا قرصا واحدا حتى انتهاء الشريط، ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، وإعادة تناول الشريط التالي، ثم تناول حبوب (دوفاستون)، التي لا تمنع التبويض، ولا تمنع الحمل، وجرعتها (10 مج)، تؤخذ يوميا من اليوم (16) من بداية الدورة، حتى اليوم (26) من بدايتها، وذلك لمدة ثلاثة شهور أخرى، حتى تنتظم الدورة الشهرية، وهذا النظام ليس الغرض منه منع الحمل، ولكن لعلاج الأكياس الوظيفية إن وجدت، وتنظيم الدورة الشهرية، وإعادة بناء بطانة الرحم.
والتكيس على المبايض يحدث بسبب الوزن الزائد، ويحدث أيضا مع الوزن الطبيعي، والنقطة الأهم في إعادة تنظيم الدورة الشهرية، وإعادة التوازن للنظام الهرموني، هو إنقاص الوزن من خلال حمية غذائية جيدة، ومن خلال ممارسة الرياضة، وذلك عن طريق تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية القليلة، خصوصا الحبوب، مثل: الشوفان، والقمح، والفول بدون الزيت، والتونة بالماء، والمشوي من الدجاج والأسماك واللحوم الحمراء، وهذه الأطعمة تعطي الإحساس بالشبع، بخلاف الحلويات، والسكريات، والعصائر، التي لا يمكن الشعور بالشبع عند تناولها، مع الإكثار من السلطات والأعشاب الخضراء، والخضروات المطبوخة دون زيوت أو دهن.
مع ضرورة تناول أقراص (جلوكوفاج 500) بعد الأكل ثلاث مرات يوميا، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من خلال مساعدة الإنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم لمساعدة المبايض على التبويض الجيد، وعلاج التكيس، كذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع تناول أعشاب البردقوش والميرامية، وحليب الصويا، والقرفة، ولكل ذلك بعض الخصائص الهرمونية التي تساعد في علاج التكيس، وتحسين التبويض، وبالتالي تنظيم الدورة الشهرية، ولكن لا تعتبر عقاقيرا يمكن الاعتماد عليها.
وكسل الغدة الدرقية، وارتفاع هرمون الحليب من الأمور التي تؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية دون وجود حمل، لأنها تؤثر على التبويض، ولذلك يجب فحص هرمون الحليب (prolactin)، وفحص وظائف الغدة الدرقية (TSH & Free T4)، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل، مع التزام الدعاء والاستغفار، قال الله تعالى: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا}.
حفظك الله من كل مكروه وسوء ووفقك لما فيه الخير.