السؤال
السلام عليكم
منذ فترة وأنا أشعر بثقل في لساني عند النطق، وخاصة قراءة أي شيء كنت متعودة على قراءته مثل القرآن والأذكار، أجد نفسي سريع وأبلع معظم الحروف، وأشياء لا أقولها، وعندما أحاول الإبطاء والتركيز أجد ثقلا في لساني وصعوبة، وبعد القراءة أشعر بألم في آخر اللسان مع أن نطقي سليم -والحمد لله- هل من علاج؟ تعبت كثيرا، وهل يؤثر ذلك في صحة الصلاة وما فيها من تلاوة قرآن وغير ذلك؟
جزاكم الله كل الخير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نداء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله تعالى لك العافية والشفاء مما تعانينه، ونصيحتنا لك أن تعرضي نفسك على الأطباء، فربما كان هذا الذي تعانينه أثرا من آثار مرض حسي في البدن، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (ما أنزل الله داء إلا وأنزل له دواء) ثم يقول -عليه الصلاة والسلام-: (تداووا عباد الله) فخذي بالأسباب، ومما ينفعك في هذا الباب جدا التحصن بالأذكار الشرعية لا سيما الأذكار الموظفة كأذكار الصباح والمساء، والنوم والاستيقاظ، ودخول الخلاء والخروج منه، ونحو ذلك من الأذكار.
وننصحك كذلك بأن ترقي نفسك بالرقية الشرعية، فاقرئي على نفسك شيئا من القرآن، ومن ذلك سورة الفاتحة، وآية الكرسي، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، وقل هو الله أحد والمعوذتين، وارقي نفسك أيضا بالرقية النبوية ومنها قوله -صلى الله عليه وسلم-: (اذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما)، هذه الكلمات من القرآن أو من السنة، وما شابهها من الأدعية، ينبغي أن تقرئيها في كفيك ثم تنفثين في الكفين يعني: تتفلين تفلا رقيقا وتمسحين بها جسدك، ولو قرأتها على شيء من الماء فاغتسلت به وشربت منه فإنه يرجى لك أن تنتفعي بذلك، فإن الرقية تنفع مما نزل بالإنسان ومما لم ينزل.
وأما تأثير هذه القراءة على الصلاة، فإن كنت تقرئين كلمات الفاتحة وتؤدينها بحروفها، فإن صلاتك صحيحة، ولا يؤثر في صحتها ثقل لسانك، وبطؤك في القراءة.
ونصيحتنا لك أن تتجنبي الوساوس، وأن تحذري من أن يتسلل الشيطان إليك عن طريق الوسوسة وإيهامك بأنك لم تقرئي الكلمات على وجه صحيح، ونحو ذلك، فإن الوساوس شر مستطير إذا تسلطت على الإنسان أفسدت عليه حياته.
نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الشيخ أحمد الفودعي، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
وتليها إجابة الدكتور مأمون مبيض، استشاري الطب النفسي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شكرا لك على التواصل معنا بهذا السؤال، أعانك الله وخفف عنك، وأطلق لسانك.
يمكن أن يكون سبب هذا الثقل في اللسان أحد أمرين: إما بدني أو نفسي.
فمن الأسباب البدنية العضوية ربما يعود لصعوبة ما في العصب الذي يحرك ويسيطر على حركات اللسان، حيث هناك بعض الحالات من شيء يشبه الشلل الخفيف أو الضعف مما يسبب ثقل في اللسان والكلام. ويمكنك للاطمئنان مراجعة طبيب عام أولا، أو طبيب عصبية، مما يمكن أن يقوم بالفحص المطلوب، والنصح بالعلاج إن وجد سببا واضحا.
ومن الأسباب النفسية بعض حالات القلق أو الإرباك والخجل الاجتماعي، ويمكنك معرفة هذا إن كان يحدث هذا الثقل في اللسان فقط عندما تتكلمين مع الناس أو أمامهم.
والاحتمال الأخير، أن سبب هذا الثقل في اللسان قد يكون سبب بسيط وهو مجرد التعب والإجهاد العام بسبب السهر وقلة النوم والعمل الشاق، وإذا كان هذا هو السبب فالعلاج بأخذ قسط من الراحة والنوم المناسب.
وأرجو أن يتضح الأمر أكثر من خلال زيارة الطبيب وإجراء بعض الاختبارات.
وإن شاء الله يكون سبب هذا الثقل بسيط، وتشعرين بالراحة خلال وقت قريب.