السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأبارك لكم عشر المغفرة!
مشكلتي مع أخي، فقد اكتشفت بالصدفة قبل شهرين تقريبا ممارسته للعادة السرية، وأقلقني ذلك الشيء كثيرا، ومنذ ذلك الوقت وأنا أفكر في حل لمساعدته، ولم أستطع! وأنا الوحيدة في المنزل التي تعرف بذلك الأمر، فوالداي ليس لديهما علم بذلك، أرشدوني بحل عاجل لا يخلق حاجزا بيني وبين أخي، أيضا خلال هذه الأيام اكتشفت أنه على علاقة مع فتيات، وذلك من دون علمه طبعا، وهو يبلغ من العمر 17 عاما.
علما بأنه كان على قدر عال من الصلاح والهدوء والعقلانية، وكان الجميع يشهد بذلك، إلا أنه تغير بسبب رفاق السوء، وللأسف فإن صديقه الذي بدأ يدمره هو أحد أقاربنا! أرجوكم أفيدوني بحل لتلك المشكلتين عاجلا فهما تؤرقاني جدا!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
ابنتي الفضلى/ ن . س . ن حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونسأله تبارك وتعالى أن يصلح الأحوال، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.
فكم نحن فخورون بهذه الإيجابية والرغبة في الإصلاح، وأرجو أن يكثر الله من المصلحين والمصلحات، وبارك الله فيك وزادك حرصا وتوفيقا.
ولا شك أن العادة السرية لها خطورتها على الإنسان من الناحية النفسية والعقلية والصحية والاجتماعية، وهي قبل كل هذه مخالفة لأحكام هذا الدين، الذي ما ترك خيرا إلا ودلنا عليه، ولا شرا إلا وحذرنا منه.
والعلاقة بين المشكلتين واضحة، ونسأل الله أن يحفظ شبابنا من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وهذه بعض التوجيهات المساعدة -بإذن الله- على الحل:
1- التوجه إلى الله وتحري الأوقات الفاضلة للدعاء لهذا الأخ.
2- شراء كتيبات تبين خطورة هذه الممارسة ووضعها في متناول هذا الأخ مع غيرها حتى لا يشعر بالحرج، وممن أجاد في ذلك الشيخ/ محمد صالح المنجد في كتيب صغير باسم (العادة السيئة)، وهناك شريط لمجموعة من العلماء عن العادة السرية.
3- بيان خطورة هذه العادة دون الإشارة بأصابع الاتهام، فليس من المصلحة أن يشعر في البداية أنك على علم بممارسته لهذه الخطيئة حتى لا نكسر حاجز الحياء عنده.
4- إبعاد المثيرات عن المنزل مثل قنوات الشر والمجلات الفاضحة، ووضع أجهزة الاتصال في مكان عام في المنزل، كالصالة أو حديقة المنزل مع مراقبة هذه الأجهزة من حين لآخر.
5- عدم ترك هذا الشاب وحده لفترات طويلة، فإن الوحدة شر والشيطان مع الواحد وهو من الجماعة أبعد.
6- إيجاد بدائل نافعة لملء أوقات الفراغ.
7- الحرص على إيقاظه للصلاة، والتأكد من مفارقته للفراش والذهاب للمسجد.
8- تحذيره من مصاحبة الأشرار ومحاولة إقناعه بذلك، وليس بفرض الأمر عليه، فهو في سن يرفض صاحبها الوصاية.
9- إظهار الشفقة عليه والحرص على مستقبله وبذل المساعدات الملازمة له.
10- بيان خطورة الفتيات الساقطات على الشباب، وخاصة في مثل هذه السن.
11- ذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم للشاب الذي جاء يستأذن في الزنا، فقال له صلى الله عليه وسلم: (أترضاه لأمك .. لأختك)، وفي ذلك تربية على الغيرة على الأعراض؛ فإنه ما زنا غيور قط.
12- بيان خطورة العبث بأعراض الناس؛ لأن الجزاء من جنس العمل، وكما تدين تدان.
وإذا تمادى هذا الأخ في أفعاله فلا بد من مصارحته وبيان خطورة الآثار المترتبة على دينه وأخلاقه وحياته، بما في ذلك مستقبله العلمي وموقعة الاجتماعي، فالعادة السرية تؤثر على كل أجهزة الجسم وتهدد المسرف فيها بفشل في حياته الزوجية، وبالإصابة بسرطان البروستاتا، وبعاهات نفسية وعصبية مزمنة.
أما الزنا -والعياذ بالله- فصاحبه عرضة للفقر والشقاء والموت العاجل والأمراض الفتاكة، وإذا لم تنفع هذه الخطوة فلا بأس بتهديده بإخبار الوالدين، شريطة أن تتأكدي بأن التفاعل سوف يكون إيجابيا، واعلمي أن أسلوب الإقناع هو الأجدى والأفيد حتى لا يعاند ويصر على الخطأ.
والله ولي التوفيق.