السؤال
السلام عليكم..
أعاني من الوساوس القهرية، والاكتئاب، والقلق الذي يصاحبه خفقان في القلب، وضيق في التنفس، وصف لي الطبيب دواء بروزاك 20 جراما، مرتين في اليوم، وزناكس. تحسنت حالتي ـ ولله الحمد ـ، لكن هل سوف أشفى تماما إن شاء الله؟ وكم تستغرق مدة العلاج؟ وهل للدواء آثاره الجانبية؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا، وهل من الممكن أن أستفيد من تمارين الاسترخاء؟ وكيف يكون ذلك؟ وما الكتب التي تنصحونني بقراءتها؟ وأي المواضيع؟
لأنني كثيرة البحث عن مرض الوسواس، والقلق، وعن الرهاب، وقرأت كثيرا، فهل تنصحونني بالابتعاد عن القراءة عن هذه المواضيع وأشغل نفسي بأشياء أخرى؟ وهل ممكن أن أعود مثلما كنت في السابق: محبة للحياة والمرح؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
من أهم العوامل التي تساعد على تحسن المريض وشفائه بإذن الله الالتزام التام بتناول العلاج، واتباع الإرشادات الطبية المقررة، كما أنه من الضروري أن تتوفر لدى الإنسان إرادة التحسن.
الشفاء في الحالات النفسية هو أمر نسبي، وما دمت قد استجبت للعلاج بصورة إيجابية فهذا أمر مفرح للغاية، ويعتبر نوع من الشفاء في حد ذاته، وعليه أرى أنك يمكن أن تشفي من هذه الحالة تماما، مع ضرورة العمل على مقاومة الوساوس القهرية متى ما شعرت بشيء منها، فهي من خصائصها أنها تعاود بعض الناس من وقت لآخر، يقول علماء النفس: (إن المريض إذا تكيف مع مرضه، وأدى وظائفه الاجتماعية والأسرية، فهذا يعتبر شفاء، حتى وإن احتاج لتناول جرعة وقائية في بعض الأحيان).
مدة العلاج في 60% من الناس تتراوح ما بين 6 أشهر إلى سنتين، وفي 20% من الناس تصل إلى مدة 5 سنوات، والـ20% الباقية يكون العلاج مدى الحياة .
البروزاك من أسلم الأدوية وأقلها آثارا جانبية، والتي تنحصر في سوء الهضم عند بداية العلاج، وربما يسبب عجز جنسي بسيط ومؤقت عند أقلية من الرجال.
تعتبر تمارين الاسترخاء مفيدة جدا، وأفضلها هي طريقة جاكوبسون، والتي تتمثل في الاستلقاء وغمض العينين، ثم أخذ شهيق عميق، وببطء يعقبه زفير بنفس الطريقة، مع استرخاء لعضلات الجسم، بداية بالقدم ثم إلى أعلى (توجد عدة أشرطة وكتيبات بالمكتبات توضح طريقة الاسترخاء).
لا ننصح كثيرا بالقراءة في مثل هذه المواضيع، فهذا في حد ذاته يزيد من الوساوس والقلق، وبما أن المعرفة حق لكل إنسان فلا بأس من أن تقرأ في كتاب الطب النفسي الحديث، للدكتور أحمد عكاشة، أو كتاب الطب النفسي للدكتور عادل صادق يرحمه الله، أو كتاب الطب النفسي للدكتور طارق الحبيب.
لا شك أن انشغالك بأشياء أخرى خاصة النشاطات الاجتماعية سيكون مفيدا لك.
وبالله التوفيق.