أعاني من الاكتئاب واضطراب المزاج، ما هو العلاج الأمثل؟

0 292

السؤال

السلام عليكم
الطبيب المتميز والرائع د/محمد عبد العليم

أنا شاب أتعالج من اضطراب المزاج السريع أو الدوري (cyclothymic disorder ) حيث يكون مزاجي في درجة الهوس الخفيف في بعض الأيام، وفي أيام أخرى يكون مزاجي سيئا، وفي أيام أخرى يكون مزاجي مختلطا، حيث أنتقل من قطب إلى آخر في نفس اليوم.

لدي بعض الأسئلة: ما هي أفضل مضادات الاكتئاب عامة التي تعالج الاكتئاب الشديد والقلق والتوتر؟ وهل يمكن رفع الجرعة من لامكتال إلى 400 مليجرام لعلاج اكتئاب الاضطراب الوجداني؟

ما هو اضطراب المزاج الدوري cyclothymic disorder ؟ وما هي أفضل مضادات الذهان التي تعالج اكتئاب الاضطراب الوجداني؟ وما أعراضها الجانبية؟ وما الجرعة منها؟

ما هي الأدوية المناسبة لعلاج النوبات المختلطة؟ وما هي درجة الاكتئاب التي يفيد معها مضاد الاكتئاب ويلبوترين؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
أخي الكريم: مضادات الاكتئاب في مجملها قد تكون متساوية في فعاليتها – هذا بصفة عامة – لكن الفوارق تأتي من خلال ما نسميه بالاستجابة الجينية، كل إنسان خلقه الله تعالى بخارطة جينية معينة، وتفاعلات الناس واستقلاب الأدوية وتمثيلها أيضا يعتبر دورا رئيسيا وأساسيا في تحديد فعالية الدواء.

بصفة عامة نستطيع أن نقول: إن مضادات الاكتئاب التي تعمل على أكثر من موصل عصبي مثل (سيمبالتا Cymbalta) والذي يعرف علميا باسم (دولكستين Dyloxetine) والـ (إفكسر Efexor) والذي يعرف علميا باسم (فنلافاكسين Venlafaxine) ربما تكون هي الأفضل لعلاج الاكتئاب الشديد وكذلك القلق.

بعض المختصين يرون أن تدعيم مضادات الاكتئاب بجرعة صغيرة من مضادات الذهان يحسن من فعاليتها، مثلا إعطاء جرعة صغيرة من الـ (سوركويل Seroquel) والذي يسمى علميا باسم (كواتيبين Quetiapine).

بالنسبة لسؤالك: هل يمكن رفع جرعة اللامكتال أربعمائة مليجرام لعلاج اكتئاب الاضطراب الوجداني؟
نعم، لكن في محيط ضيق جدا، وتحت إشراف طبي لصيق، والجرعة المعهودة يجب ألا تتعدى ثلاثمائة مليجرام.

أما اضطراب المزاج الدوري: فهو درجة من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من الدرجة البسيطة، وهو متعلق بالبناء النفسي لشخصية الإنسان أكثر مما هو اضطراب وجداني صرف.

هذا هو التعريف المتفق عليه، لكن قطعا إذا كانت هذه الحالة مهيمنة على الإنسان – كما هو في حالة شخصك الكريم – هنا لا بد أن تعالج وتعالج كأنها نوع من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.

ما هو أفضل مضادات الذهان التي تعالج اكتئاب الاضطراب الوجداني؟

ربما يكون السوركويل هو الأفضل والأسلم، كما أن الـ (إبليفاي Abilifu) أيضا، والذي يعرف علميا باسم (إرببرازول Aripiprazole) أراه جيدا.

أعراض السوركويل هي تقريبا زيادة الوزن وزيادة النوم لدى بعض الناس، أما بالنسبة للإرببرازول فهو ربما يؤدي إلى شيء من زيادة اليقظة لدى البعض، كما أنه قد يؤدي إلى ما يعرف بالتململ الحركي في بعض الأحيان.

جرعة السوركويل القصوى هي ثمانمائة مليجرام في اليوم، لكن الجرعة السائدة تقريبا هي ثلاثمائة إلى أربعمائة مليجرام يوميا. والإرببرازول جرعته من خمسة إلى ثلاثين مليجرام، وأنا أعتبر جرعة خمسة عشر مليجراما للحالات البسيطة أو الوسطية تعتبر جرعة جيدة جدا.

ما هي الأدوية المناسبة لعلاج النوبات المختلطة؟
أرى أن الـ (دبكين كرونو Depakine Chrono) مع جرعة صغيرة جدا من الـ (زيروكسات Seroxat) والذي يسمى علميا باسم (باروكستين Paroxetine) كعشرة مليجرام مثلا، قد يكون علاجا جيدا، كما أن هناك دراسات كثيرة تشير إلى أن الـ (سوليان Solian) والذي يسمى علميا باسم (إيميسلبرايد Amisulpiride) قد يكون دواء فاعلا في هذه الحالات المختلطة، وهذا الدواء نحن لا نستعمله كثيرا في منطقتنا.

سؤالك - أيها الفاضل الكريم – حول: ما هي درجة الاكتئاب التي يفيد معها مضاد الاكتئاب الويلبيوترين؟

أعتقد أن الاكتئاب من الدرجة البسيطة إلى المتوسطة يمكن أن يكون الويلبيوترين دواء جيدا بالنسبة لعلاجه، كما أن الاكتئاب الذي يتميز بزيادة الشهية للطعام أو كثرة النوم أو شدة التكاسل، الويلبيوترين يعتبر دواء مثاليا في مثل هذه الحالة.

كما أنني أود – أخي الكريم – أن أضيف أن الويلبيوترين يقال أنه أفضل علاج لعلاج القطب الاكتئابي بالنسبة للذين لديهم اضطراب وجداني ثنائي القطبية، وأفضليته لا تأتي من فعاليته الشديدة، إنما تأتي من خلال أنه من الأدوية القليلة جدا التي لا تدفع الإنسان نحو القطب الهوسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات