خطيب ضعيف الشخصية وبخيل وغير رومانسي، هل الحل في تركه؟

0 293

السؤال

السلام عليكم.

استشارتي هي بخصوص ابنة خالتي، والمعلومات المذكورة لها.

عمرها 20 عاما، طالبة جامعية، أكبر إخوتها، تقدم لها شاب متعلم وطموح يعمل معيدا في الجامعة وتخصصه هندسي، الآن هو مبتعث إلى أمريكا، وبعد عدة أسابيع موعد سفره ليكمل الماجستير والدكتوراه، ومدة بعثته ستكون 6 سنوات تقريبا، عمره 25 عاما وقد تم عقد القران منذ 3 أشهر، ابنة خالتي تريد الانفصال عنه لأن شخصيته ضعيفة، فوالدته هي المسيطرة التي تقرر عنه كل شيء، وتتدخل في تفاصيل حياته كما تقول ابنة خالتي، لدرجة أنه لا يعرف مقاساته؛ فوالدته هي من تختار له ثيابه وتشتريها له.

أيضا هو بخيل جدا وكل شيء عنده بحساب وميزان، مع العلم بأن وضعه المادي جيد جدا، وأهله وضعهم المادي ممتاز، لكنه دائما يقول لها: أنا فقير وبسيط وليس لدي مال، ولا أستطيع أن أجلب لك كل ما تريدين. يرى كل شيء بأنه غير ضروري، وإذا اشترت ابنة خالتي أي شيء أو والدها اشترى لها شيئا، عندما تخبر خطيبها يغضب ويخبرها لها بأنها مسرفة ومبذرة، وأنها لا تحتاج ذاك الشيء، والد ابنة خالتي وضعه المادي ممتاز، وهو يحب بناته ويدللهم طبعا من غير إسراف وبذخ، عكس خطيبها البخيل ودائما يقول لها: إذا تزوجنا انسي الحياة التي تعيشيها الآن عند أهلك، فأنا لن ألبي طلباتك كما يفعل والدك. وطوال هذه المدة منذ الخطبة حتى الآن لم يهدها أي شيء إطلاقا، حتى أصبحت تلمح له فاشترى لها عقدا وأصبح يذلها به، يخبرها بأنه اشتراه بالسعر الفلاني وبأنه يكفيها، ولا يريدها أن تطلب أي هدية أخرى لاحقا، وأخبرها بأنه حتى في العيد لن يهديها لأن هذه الهدية غالية الثمن وتكفيها.

هو غير رومنسي ولا يعبر لها عن حبه، ومرة خرجوا سويا لمكان عام فلفت أنظار الناس بتصرفاته الغريبة المريبة وارتباكه، وكأنه خرج مع فتاة أجنبية عنه، أو كأنه يفعل شيئا خاطئا، هم خرجوا لتغيير الجو في مكان عام.

الآن قرروا تأجيل زواجهم حتى السنة القادمة بسبب عدم التفاهم والانسجام بينهم، وأيضا حتى تنهي هي دراستها في الجامعة.

ابنة خالتي قالت له: ما رأيك بأن نعطي أنفسنا فرصة للتفكير في هذا الزواج وهذه العلاقة؟ قال لها: موافق. كان ذلك بداية شهر رمضان، ومنذ أن قالت له ذلك أصبح لا يكلمها ولا يسأل عنها لأسبوع كامل، حتى بادرت هي وحادثته على الواتساب، كانت تريد أن تنهي تلك الخلافات التي هو سببها، فكان أسلوبه معها جافا، وعندما أخبرته بأنها اشتاقت له لم يرد عليها إلى اليوم الثاني، وأخبرها بأنه مشغول، فأخبرت والدها بما حدث، وأخبرته له بأنها لا تريده وأنها غير مرتاحة لهذا الزواج ولا تشعر بالتوافق والانسجام معه، فأخبرها بأنه لن يجبرها على الزواج منه، لكن يجب أن تفكر، ووافقت بأن تعطي نفسها وقتا كافيا للتفكير والاستخارة.

وطلب والدها من الشاب أن يقابله، وقابله وتحدث إليه، فأصبح يؤلف كلاما لم تقله هي قال: يا عمي ابنتك طلبت مني حقيبة بعشرين ألف ريال، ولأني لم أستطع إحضارها غضبت. فغضب والدها منها ولم يصدقها وقال لها: إن لم تتزوجيه سأغضب عليك. وأمها تحرض والدها عليها حتى يضغط عليها وترضخ، وقالت لها: لا تفضحينا بين الناس. أمها أهم شيء بالنسبة لها أن تتزوج ابنتها، لكن لا يهمها إن كانت سعيدة مع زوجها أو لا، واليوم أرسل لها رسالة قال لها: أعلم بأن شخصيتي ضعيفة، وأنا لست برجل، وبخيل وغير رومنسي، ولا أعرف الحب ولن أتغير!

ابنة خالتي أصبحت حائرة مهمومة، فما هو الحل برأيكم؟ وهل تستمر معه ويمكن أن يتغير حاله بعد الزواج، أم تنفصل عنه؟ وهل إذا أخبرت جدها بما يحصل ليوقف والديها عن ما يفعلانه من الضغط عليها حل نافع أم يزيد الطين بلة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- وبابنة خالتك في موقعكما، ونشكر لك الاهتمام بأمرها، ونسأل الله أن يقدر لها الخير ثم يرضيها به، وأن يحقق في طاعته الآمال.

لا نؤيد الاستعجال في اتخاذ قرار الانفصال، ولا نرضى بإشراك جدها في هذه المرحلة، علما بأن القرار الناجح هو ما ينتج عن استخارة واستشارات، ونظر في العواقب والمآلات، وتأمل للبدائل والخيارات، ومن هنا فنحن ندعوها إلى النظر في:
1- دين الشاب.
2- أخلاقه.
3- قدرته على تحمل المسؤولية، وفي بعده عن أمه فرصة لاكتشاف ذلك، بالإضافة إلى قيامه بوظائفه في الجامعة.
4- علاقاته وتواصله مع من حوله.
5- الفرص المتاحة بالنسبة للفتاة.
6- وضع الشاب عموما.
7- إيجابيات الشاب الأخرى.
8- قدرته المالية واستقلاله المالي، ففرق كبير بين من عنده أموال وبين من هو ابن لأغنياء، ونذكر بأن أهل الشاب يطالبونه بعدم الإسراف، وأهل الفتاة يحرضوها على المطالبة لاختباره، ومن هنا فإن الأحكام لن تكون دقيقة.

وسوف نسعد إذا جاءتنا تفاصيل وتوضيحات حتى ننظر من كافة الزوايا، ورغم أن الرسالة التي أرسلها سلبية إلا أنها تفهم في سياق معين، وتدخلات الناس لها أثر، وليس من المصلحة إشراك أهله أو أهلها، ونحن في موقعكم لكم جميعا في مقام الآباء والأمهات، وننطلق من قواعد الشرع، ومما وهبنا الله من الخبرات.

ووصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونذكر ابنتنا بأنها صاحبة القرار، ولا نريد لها الخروج من حياة الشاب بسهولة، خاصة إذا كان في نفسها ميل إليه كما هو واضح، لأن أسباب التردد معظمها خارجية وبعضها ظنية، ونسأل الله أن يوفقها وأن يكتب لها الحياة الهانئة المرضية، وأن يصلح لنا ولها النية والذرية، ومن المهم الاستمرار في التواصل وإعطاء النفس الفرصة، مع عمل دراسة كاملة توضح فيها الإيجابيات في كفة، وإلى جوارها السلبيات ليسهل الحكم.

ونسأل الله أن يقدر لها الخير ثم يرضيها به، ونشكر لك المساعي الإيجابية تجاه ابنة خالتك، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات