السؤال
السلام عليكم.
أنا أستحيي كثيرا، حتى في واجباتي وطلب حقي، وعلاقاتي مع الناس، فأستحي من محادثة أصدقائي في الجوال، وفي طلب حقي من الآخرين.
ما هو السبيل وفقكم الله للتخلص من مشكلتي؟ فقد كان هناك فتى أحببته في الله، ولكن لم أره منذ فترة، فهو قد انتقل إلى الثانوية، فكنت أراه أحيانا فقط من بعيد، وأفرح كثيرا، وأدعو الله أن يتكرم علي بلقائه.
في أحد الأيام تكرم الله علي بذلك، فقد كان يمشي في الطريق إلى المتجر، وقد أراد التسليم علي، ومال إلي ليلفت انتباهي ظنا منه أنني لم أره لكني تجاهلته من حشمتي الزائدة، وأنا ألوم نفسي منذ ذلك اليوم.
أرجوكم اقترحوا علي طريقة للعلاج جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ yanisgalaxy حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لعلك تدرك أن ما عندك إنما هي حالة من الرهاب أو الخوف أو الارتباك الاجتماعي، حيث يرتبك الإنسان من لقاء الناس والنظر في وجوههم، أو الكلام أمامهم والاجتماع بهم في بعض الظروف الاجتماعية، وخاصة إذا اضطر لمراجعتهم في حق من حقوقه أو في أمر خلافي، حيث يجد صعوبة في الحديث مع الناس وخاصة الغرباء، مع ما يرافق هذا الخوف من الارتباك والأعراض الجسدية كالقلق والتنميل والتعرق والارتعاش وضعف التركيز في فهم ما يقال.
بالتالي فقد تشعر بعدم الرغبة في الخروج من البيت أو الاختلاط بالناس، حيث تجد صعوبة في مواجهة الناس، مما يقلل عندك من طبيعة الحياة الاجتماعية.
بسبب كل هذا فأنت لا تشعر بالثقة الكبيرة في نفسك، مما يجعلك لا ترتاح للاجتماع والحديث أو التعامل مع الآخرين، وربما تهرب من مواجهتهم ببعض الحجج التي تقدمها لنفسك وللآخرين.
ما العمل؟ أقول: إن تجنب لقاء الناس وعدم لقائهم، لا يحل المشكلة، وإنما يجعلها تتفاقم وتشتد، وتزيد في ضعف الثقة بالنفس، ولذلك عليك العودة للقاء الناس والاختلاط بهم، وعدم تجنبهم بالرغم من الصعوبات، وستجد من خلال الزمن أن ثقتك في نفسك أفضل وأفضل، وستجد مقابلة الناس والحديث معهم أسهل بكثير مما كانت عليه في السابق.
هكذا، فالعلاج الفعال لهذا الحال هو العلاج السلوكي، والذي هو ببساطة اقتحام اللقاءات بالناس، وتحمل ما تشعر به من الانزعاج، وعدم الانسحاب من هذه المواجهة، حتى تعتاد على هذا وتزداد ثقتك في نفسك، وبحيث يمكن أن تصل إلى حالة تستطيع معها الحديث مع الناس وبكل ثقة وارتياح.
وبالإضافة للعلاج النفسي المعرفي فهناك في بعض الحالات قد نصف أحد الأدوية التي تساعد على هذا التغيير، وخاصة إن وجد مع الرهاب شيء من الاكتئاب، والذي يحدث بسبب الانسحاب من المجتمع وضعف الحياة الاجتماعية.
أنصحك إذا حاولت من نفسك الخروج من عزلتك والإقدام على مقابلة الناس، ولم تنجح كثيرا، بأن لا تتأخر بزيارة أخصائي نفسي، فهذا قد يختصر لك الزمن.
يبدو أنه واضح لديك أن تعلقك بهذا الصديق إنما هو تعلق عادي "بريئ" بين أخ وأخيه، ولكن انتبه لهذا الأمر كي لا يتجاوز الحدود الطبيعية المقبولة.
حماك الله من كل سوء، ويسر لك أمورك.