السؤال
السلام عليكم
أشكركم على الموقع الأكثر من رائع.
مشكلتي هي الخوف، من أول يوم في رمضان أصبت بخوف في الليل، وصرت أخاف كثيرا، وكل لحظة تمر أظنني سأموت فيها، صرت أخاف أن أصلي وأقرأ القرآن أو الأذكار، أتعوذ بالله من الشيطان من هذا الخوف لكن لم يعد عندي خشوع.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nawal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الشكر لله تعالى أولا وأخيرا، ونسأل الله أن يوفقنا لما فيه الخير للجميع.
كل الناس أو معظم الناس يخافون من الموت، ولكن عندما يكون الخوف من الموت مستمرا ويتملك الشخص ويستحوذ عليه، ويكون معظم تفكيره في الموت فهنا تصبح حالة مرضية أو رهاب الموت، وقد يكون الخوف من الموت جزء من اضطراب القلق أو التوتر، أو قد يكون رهاب الموت أو الخوف من الموت علة في حد ذاته، وأرى أنه في حالتك أن الخوف بدأ بصورة عامة في الأول – كما ذكرت – في ليالي رمضان، ومن ثم تملكك الخوف من الموت، وصار هو الشغل الشاغل لديك، كما ذكرت فقد أبعدك عن أداء واجباتك الدينية، فإذا هو أصبح الآن حالة مرضية، تستوجب للعلاج والتدخل.
أرى في حالتك أنها بدأت قديما تقريبا من حوالي شهر أو أكثر، ولذلك نبدأ بالعلاجات النفسية والعلاجات السلوكية، وأهم العلاج السلوكي الاسترخاء، حاولي الاسترخاء بشتى الطرق، وهناك طريقتين للاسترخاء: الاسترخاء بالتنفس، أي تأخذي نفسا عميقا ثم تخرجيه من صدرك عدة مرات في اليوم، فإن هذا يجلب الاسترخاء، أو بالاسترخاء العضلي، وإن كنت لا تستطيعي أن تمارسي الاسترخاء بنفسك فلا بأس من أن تستعيني بمعالج نفسي متمرس له دراية في هذا النوع من الاسترخاء، إذا كان بمقدورك الحصول على مثل هذا المعالج في بلدك.
ثانيا: رياضة المشي من الرياضات البدنية التي تجلب الاسترخاء.
ثالثا: عدم الخلو إلى النفس، والجلوس مع الناس ومصاحبتهم، فالانشغال عن النفس يقلل من الانشغال بالنفس، أي التغلب على هذه المخاوف المتكررة والأفكار، فالانشغال مع الناس وممارسة الحياة العادية، ولا بأس في هذه الفترة التي صار أداء العبادة عبئا أن تحافظي على الحد الأدنى من العبادة – وهي الصلاة – حتى تسترخي وتزول هذه المخاوف ثم ترجعي إلى تلاوة القرآن وذكر الله.
من خلال رسالتك هذه لا أرى أنك تحتاجين إلى أدوية في الوقت الحاضر، حاولي أن تتبعي ما ذكرته لك، وإن شاء الله تعالى يزول عنك هذا الخوف والتوتر.
وفقك الله وسددك خطاك.