السؤال
السلام عليكم
أخي أصيب بالفصام منذ 11 شهرا، وتحسنت حالته عن بدايته كثيرا، والدواء (سوليان 400) مرتين يوميا، لكنه سيتزوج بعد 40 يوما، وعلاج السوليان يسبب خمولا جنسيا.
هل يوجد بديل علاجي لا يعطي أثرا على هذه الناحية؟ علما أن أفضل نتيجة تحققت وبأقل آثار جانبية مع السوليان من كلوزابكس وريسبيردال.
هو سعيد بخطوبته جدا، ويوجد تفاعل أكثر من ذلك الحين، ما هو البديل العلاجي؟ وهل يمكن إيقاف الدواء خلال فترة الزواج؟
أرجو من حضرتك التوضيح قدر الإمكان، بارك الله سبحانه وتعالى فيكم وفي الدكتور محمد عبد العليم.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي الفاضل: أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر أخيك، والذي أسأل الله تعالى له التوفيق والسداد.
أخي: ما دام هذا الأخ قد استجاب لعقار (سوليان Solian) أعتقد أن هذا إنجاز كبير، يجب ألا نضيعه، لكن في ذات الوقت يجب أن نبحث عن توازنات تحسن من أدائه الجنسي.
أعتقد أن الخطوة الأولى يجب ألا تكون في تغيير السوليان، لكن كما ذكرت لك: إجراء بعض التعديلات قد تساعد هذا الأخ من حيث أدائه الجنسي.
- لا بد أن يرفع من ثقافته الجنسية، وأن يعرف أن الجنس أخذ وعطاء، وأنه أمر بيولوجي، والزواج هو رحمة وسكينة، والجنس هو جزئية هامة في الزواج ويتم في ستر ومودة، ويتطلب شيئا من الاسترخاء النفسي والجسدي. هذا من ناحية.
من ناحية أخرى: هذا الأخ – حفظه الله – يفضل أن يجري بعض الفحوصات الطبية، يجب أن يتأكد من مستوى هرمون يعرف باسم (برولاكتين Prolactin) ويسمى بهرمون الحليب، السبب في ذلك أن السوليان قد يرفع من هذا الهرمون، وهذا الهرمون حين يرتفع فعلا قد يؤدي إلى شيء من التثبيط الجنسي.
كذلك أريد هذا الأخ – حفظه الله – أن يفحص أيضا هرمون الغدة الدرقية (ثيروكسين) وكذلك هرمون الذكورة (تستوسترون) وهذه الفحوصات الثلاثة تجرى في فحص واحد، أي أن إجراءها سهل جدا.
بعد أن نتأكد من مستوى هرمون الذكورة وكذلك هرمون البرولاكتين، إذا كان هذا الأخير مرتفعا فهنا يجب أن يتناول هذا الأخ أحد الأدوية المخفضة له، وهنالك دواء يعرف باسم (كابريجولين Cabergoline) يتم تناوله بمعدل نصف مليجرام أسبوعيا، لكن قطعا هذا دواء تخصصي، لا يمكن لهذا الأخ أن يتناوله دون أن يصفه له طبيب ذو اطلاع.
إن هذا الأخ يمكن في حالته أن يستعمل بعض المنشطات الجنسية، ليس هنالك ما يمنع ذلك أبدا، أدوية مثل الفياجرا والسيالس، أعتقد أنها مشروعة ومبررة في حالته، إذا لم يتحسن أداؤه الجنسي بعد تناول الكابريجولين – أي الخافض لهرمون الحليب - .
هذه – أخي الكريم – هي الخطوات التي أراها، وأعتقد أنها هي الأسلم، ويجب ألا نفقد السوليان، لأنه دواء قد سبب له الكثير من الاستقرار النفسي، وأعتقد أن السوليان هو الدواء الذي تواءم وتوافق مع البناء الجيني والإرثي لهذا الأخ، لذا كانت هناك فائدة علاجية.
إذا حدث اضطرار للانتقال لدواء آخر، هنالك أدوية بديلة، مثل: الـ (إبليفاي Abilifu) والذي يعرف علميا باسم (إرببرازول Aripiprazole) ربما يكون بديلا جيدا، ومن الأدوية القديمة أيضا الجيدة الـ (استلازين Stelazine) والذي يعرف علميا باسم (ترايفلوبرزين Trifluperazine) يعتبر بديلا جيدا، لأن أثره على الأداء الجنسي ليس سلبيا، لكن لديه بعض الآثار الجانبية الأخرى.
عموما هذه التغيرات إذا اضطررنا لها لا بد أن تكون تحت الإشراف الطبي.
أعتقد أن الحلول متوفرة، ويجب أن نشجع هذا الأخ، ونسأل الله تعالى أن يتم له الزواج على خير، وأن يجمع بينه وبين زوجته على خير.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.