تدخين المعسّل والشيشة وممارسة العادة السرية، هل تؤثر على خلايا المخ؟

0 311

السؤال

السلام عليكم.

هل تدخين المعسل والشيشة، وممارسة العادة السرية، تؤثر على خلايا المخ؟ وهل تؤثر أيضا على القدرة على الحفظ والاستيعاب؟ وهل عند الإقلاع عنها يعود المخ لحالته الطبيعية؟ وما هو متوسط الفترة لعودة المخ لطبيعته؟ وهل يوجد دواء يساعد على ذلك؟ حيث إنني بدأت أشعر بعدم التركيز، وعدم القدرة على الحفظ، وانخفاض قدرتي على حل المشاكل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ eslam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يتم تدخين التبغ على عدة أشكال: ومنها الشيشة؛ وهو أخطر الأنواع على الإطلاق، لأن تدخين شيشة واحدة به نيكوتين وباقي المواد الضارة التي تدخل الجسم ما يساوي التبغ والنيكوتين الموجود في 40 سيجارة، وكلما تكرر شرب الشيشة كلما تضاعف العدد، فضلا عن العدوى الناتجة عن التدخين في الأماكن المغلقة، والتدخين من شيشة واحدة لعدة أفراد.

وقرار الإقلاع عن تدخين الشيشة أو السجائر قرار مصيري، و يمثل النجاة من موت محقق، حيث أن التدخين وفي كل طلعة شمس يدمر المزيد من الحويصلات الهوائية التي تساعد على دخول الأكسجين الضروري للحياة، وطرد ثاني وأول أكسيد الكربون الضار، وكلما قلت الحويصلات الهوائية كلما قلت قدرة الإنسان على التنفس الجيد، فضلا عن تأثير التدخين على جميع أجزاء الجسم، ويساعد على الإصابة بالسكر والضغط والضعف الجنسي، لتأثيره على الشرايين والأوردة في الدورة الدموية الجنسية، مما يؤدي إلى ضعف الانتصاب وسرعة القذف، والضعف الجنسي في نهاية المطاف.

كذلك فإن التدخين يؤدي إلى ارتفاع نسبة الكولسترول، وضعف الإبصار، والتهاب الصدر المزمن، والذبحة الصدرية، والجلطات، وأبو الأمراض، وأكثرها شراسة وهو سرطان الرئة، وسرطان الجلد، والقولون، وباقي أنواع السرطانات، والقائمة طويلة، كل ذلك لأن تأثير التبغ مباشر على الأوعية الدموية، وهذا هو سر تسبب التدخين في كل هذه الأمراض.

لذلك؛ لا توجد فرصة للتراجع، بل يجب الإسراع بذلك القرار، كأنك تفر من أسد جائح، ويمكنك الإعلان عن ذلك لدى الأصدقاء وفي البيت والعمل والمقهى تركك تدخين الشيشة، وأنك تحتاج إلى مساعدة الأصدقاء بعدم التدخين بجوارك، وعدم إغوائك بتدخين السجائر كبديل للشيشة.

كذلك فإن العادة السرية تؤدي أيضا وبالتعاون مع التبغ إلى ضعف الانتصاب وسرعة القذف فيما بعد عند الزواج، وقد تؤدي إلى التهاب في المسالك البولية، والاحتقان الدائم في غدة البروستاتا، خصوصا عند التعرض للإثارة الجنسية المتواصلة.

والمتعة التي تشعر بها في الواقع متعة زائفة للحظات يتبعها ندم شديد وتأنيب للنفس لعدة ساعات، ولا يقطع حبل ذلك التأنيب إلا بالعودة إلى تلك الممارسة مرة أخرى، ولكن المحصلة في النهاية ليست في صالحك، بل تأخذ من رصيد حياتك يوما بعد يوم.

لذلك؛ من بين الأمور التي تساعد على التخلص من هذه العادة السيئة: هى الاعتراف بأنها ممارسة خاطئة، والندم الشديد على فعلها، والرغبة الشديدة في التخلص منها، ثم شغل الوقت بالقراءة والصلاة والدعاء والذكر، والخروج في نزهة بريئة مع الأسرة، وعدم الجلوس منفردا في الغرفة، وترك مواقع النت والأفلام التي تثير الشهوة، والالتفات إلى الدراسة والثقافة العامة، ومراجعة حفظ القرآن.

وإذا أردت أن ترى معاناة الناس، وتخرج من عالم العادة السرية، فيمكنك عمل زيارة لإحدى المستشفيات، وليكن مستشفى سرطان الأطفال، أو المستشفيات التي ترعى كبار السن وذوي الإعاقة، وترى معاناتهم ومعاناة أسرهم، وترى القائمين على هذا العمل النبيل، وما يقدمونه للأطفال والمرضى للتخفيف من آلامهم، وتقارن ذلك بما تقوم به؛ لترى الفارق الكبير بينك وبينهم، ثم تعود بتغير في الرأي والإقدام على فعل ما ينفعك في الدنيا والآخرة، وهناك الكثير من الفيديوهات لخبراء التنمية البشرية مثل الأستاذ إبراهيم الفقي، والشيخ طارق السويدان، وغيرهم، فقد تنتفع بعلمهم إن شاء الله.

والإحساس بالغبن يوم القيامة هو: بسبب الندم على ما فات من الوقت، وما أهدر من الصحة، كما قال المعصوم صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس؛ الصحة والفراغ). إذن نشغل وقتنا بالقراءة، دين ودنيا، حتى نستثمر الوقت فيما يفيد لبناء الشخصية، والمعرفة التي تزيد الثقة بالنفس، والبعد عن الوحدة، والانفراد بالنفس، وأصدقاء السوء الذين لا يتكلمون إلا في مواضيع الجنس وما حولها.

ولزيادة التركيز والقدرة على الحفظ؛ يجب ترك التدخين، وترك العادة السرية، ومحاولة حفظ عدة آيات من القرآن بشكل يومي لتدريب الذاكرة على الحفظ، وكلما قرأت أكثر كلما زادت درجة الاستيعاب والمقدرة على الحفظ، والآلام والفتور الذي تشعر به بعد كل ممارسة يرجع في بعض أسبابه إلى حالة الانفعال والتوتر التي تعيشها أثناء الممارسة، وإلى ضعف الدم، ربما بسبب سوء التغذية في حالات أخرى، ولذلك يمكنك عمل تحليل صورة دم، وتحليل فيتامين د، وتحليل بول، وأخذ العلاج المناسب والفيتامينات تبعا لنتيجة التحاليل.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات