السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 22 سنة، طالب جامعي، منذ 4 شهور بدأت معي اضطرابات نفسية، بدأت بأفكار عن الموت، وأفكار ووساوس أني مريض بمرض خطير، جلست تقريبا مدة شهر على هذا، وكنت أعاني من أرق وتوتر وخفقان وقلق، تداركت الوضع بعدها واستقرت حالتي فترة، لكن الوساوس والأفكار والقلق والتوتر ترجع لي من فترة لأخرى.
الآن أصبحت أعاني من مشكلة وهي الخوف من أني لن أنام، وترجع لي الأعراض أشد من قبل، هل نقص فيتامين د يسبب هذه الأعراض من قلق وتوتر؟ لأنه ناقص عندي، فقد ظهر عندي 14، والآن أحتاج لمساعدتكم بأشياء سلوكية تخلصني من هذه الأفكار للأبد.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معتز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا أريدك أن تعتقد أن بك اضطرابات نفسية، فالاضطرابات النفسية أمر معقد جدا، أنت لديك بعض أعراض قلق المخاوف الوسواسي، وعملية الخوف من الموت أمر شائع جدا بين الناس، فلا أريدك أبدا أن تعتقد نفسك أنك مضطرب اضطرابا نفسيا مطبقا أو شديدا، نعم القلق قد يكون مزعجا لصاحبه، وكذلك الخوف والوساوس، لكن هذه الحالات يمكن احتوائها بسهولة شديدة.
نقص فيتامين (د) لا أعتقد أنه يفسر هذه الأعراض، هنالك دراسات تشير أن نقص فيتامين (د) ربما يؤدي إلى نوع من الاكتئاب البسيط، لكن لا أعتقد أبدا أنه سبب للقلق أو للمخاوف أو التوترات التي تحدثت عنها، هذه أعراض مكتسبة، بمعنى: أنك قد تكون مررت بتجربة تخويفية فيما مضى، وعملية الخوف من الموت الناس تتعامل معها بصورة عفوية جدا، الموت حق، والخوف منه لا يزيد في عمر الإنسان ولا ينقص منه لحظة واحدة، يجب أن يتم التعامل على هذا الأساس.
والوسواس يجب أن يحقر دائما ولا يناقش؛ لأن الاسترسال فيه وتفسيره وتشريحه ومخاطبته تزيد منه، هذا مهم.
والإنسان أيضا يصرف انتباهه -أيها الفاضل الكريم- من خلال حسن إدارة الوقت، ألا نترك مجالا للفراغ الزمني أو الفراغ الذهني أو الفراغ الفكري، أنت -الحمد لله تعالى- في بدايات سن الشباب الجميلة، لديك طاقات عظيمة، تناسى تماما هذه السلبيات من أفكار سخيفة، وانطلق في مسيرتك الأكاديمية، وانطلق في مسيرتك التعليمية، وكن شخصا نافعا لنفسك ولغيرك، نظم وقتك، مارس الرياضة، وهذا كله يساعدك كثيرا.
هذا هو العلاج السلوكي، ليس هنالك علاجا سلوكيا أكثر من ذلك -أيها الفاضل الكريم- وأنا أعتقد أن تناول دواء بسيط سوف يساعدك أيضا، من الأدوية الطيبة عقار يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex)، ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram)، إن تمكنت أن تذهب إلى طبيب فهذا أمر جيد، وإن لم تتمكن، فهذا الدواء شائع ومعروف لدى كثير من الناس، وهو سليم جدا، والجرعة التي تحتاجها جرعة بسيطة، أن تبدأ بخمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجراما – تتناولها لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك تجعلها حبة كاملة – أي عشرة مليجراما – يوميا، وتتناولها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها خمسة مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
أما بالنسبة لفيتامين (د) فيجب أن تعوضه من خلال تناول فيتامين (د) بجرعة خمسين ألف وحدة، مرة واحدة في الأسبوع، لمدة أربعة أشهر على الأقل، وبعد ذلك تقيس مستواه في الدم، وأنصحك بالحرص على الرياضة، وأن تعرض نفسك للشمس بقدر المستطاع، وأن تتناول الأجبان، هذا كله -إن شاء الله تعالى- يفيدك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.