أريد التوبة وترك ممارسة العادة السيئة لكني أفشل كل مرة!

0 200

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة عمري 22 سنة، منذ فترة اكتشفت أن الذي أمارسه هو العادة السرية، ولم أكن أعرف بأنها حرام، وأريد أن أتركها وأن يغفر الله لي، ولكن الشيطان دائما ما يوسوس لي بفعلها.

أتمنى أن أتوب توبة تغفر لي كل ما أذنبت، وأن أصلي صلاة خاشعة، ولكني أخشى ألا يتقبل الله مني، ودائما ما تدور في رأسي هذه الوساوس.

لقد تعبت –يا شيخي- من هذا الحال، فكل يوم أقرر بأني سأتوب ولكن أفشل في ذلك، وأريد حلا يساعدني، أريد أن ألتزم، لأني أخاف من عذاب الله، فماذا أعمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كوثر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته.

وبخصوص ما ورد برسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة– فأنت الآن بعد أن عرفت أن هذه المعصية حرام بدأت فعلا في محاولة التخلص منها، ولكنك لا تتمكنين من ذلك بصورة نهائية، فتتوقفين فترة ثم ترجعين، هذا التوقف معناه أنك -ولله الحمد والمنة– فيك خير، وأنك على خير، وأنك قادرة -بإذن الله تعالى- على أن تقهري شيطانك وأن تتغلبي عليها وأن تتركيها، لأن هذه المحاولات حتى وإن كانت ضعيفة أو قصيرة، إلا أنها محاولات رائعة وجيدة، وأنا واثق -إن شاء الله تعالى- أنك لو قويت عزيمتك بصورة أفضل فإنك سوف تتخلصين من هذا كله بسهولة وهدوء بإذن الله تعالى.

كل الذي عليك والمطلوب منك هو أن تأخذي قرارا جادا وحازما، واعلمي أن إبليس لن يتركك بسهولة، وإنما سيظل يضع في طريقك العقبات تلو العقبات حتى يمنعك من التوبة إلى الله تعالى، فأنت الآن مستهدفة، والقضية ليست قضية العادة السرية فقط، وإنما حتى الصلاة نفسها بدأت تفسد، صلاتك الآن – كما ذكرت – بدأت لا تشعرين فيها بخشوع ولا خضوع، فمعنى ذلك أن المعصية انتقلت من العادة السرية إلى الطاعات الأخرى، بدأت تتضرر من هذه المعصية، لأن هذه المعاصي تقسي القلب، وتغضب الرب، وتباعد بينك وبين الله تعالى، وبالتالي تقرب بينك وبين الشيطان، فيصبح العاصي جندا من جنوب إبليس.

ولذلك أنت في حاجة ماسة – ابنتي– بأن تأخذي خطوة إيجابية قوية جدا وجريئة وشجاعة. قفي مع نفسك وقفة بعيدا عن أي أحد، وقولي: (إلى متى يا نفسي هذه المعصية؟) ثم قولي بصوت عال: (أنا قادرة على التوبة، أنا قادرة على التوبة) مرات عدة، ثم قولي: (إني أخاف الله رب العالمين) بصوت تسمعينه وبقوة من أعماق قلبك، ثم قولي: (اللهم أعني على ترك المعصية، اللهم أعني على طاعتك ورضاك، أعني ولا تعن علي، اللهم اجعلني لك شكارة، لك ذكارة، أواهة منيبة)، ثم بعد ذلك تبصقين بصقة على الأرض وبنعلك تمسحينها وتقولين: (هذه أفكارك يا عدو الله، لن أسمع كلامك بعد ذلك أبدا)، ثم بعد ذلك توجهي إلى الله بالدعاء، واعقدي العزم على أن تقضين أولا على الأسباب التي تؤدي لهذه المعصية، فإذا كانت الخلوة بعيدا عن أهلك؛ فحاولي ألا تختلي بنفسك، واتركي باب الغرفة مفتوحا، وإذا كنت عندما تدخلين إلى الفراش ويأتي الشيطان يضحك عليك، فلا تأوي إلى فراشك إلا عندما تشعرين أنك بحاجة إلى النوم حاجة قوية جدا، ثم بعد ذلك عندما تقومين من النوم اخرجي فورا من الفراش، ولا تعطي لنفسك فرصة أن تجلسي حتى تلعبي بأعضائك ويزين لك الشيطان، كذلك في دورة المياه لا تدخلي إلا عند الضرورة، وعندما تنتهين اخرجي من دورة المياه فورا، حتى لا يتحكم ويستحوذ عليك الشيطان.

عليك بالمحافظة على الصلاة حتى وإن كان ليس فيها خشوع، لأن ترك المعصية سيؤدي إلى الخشوع -بإذن الله تعالى- .

عليك بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وهي سهلة جدا وموجودة، إن لم تكن لديك تستطيعين عن طريق النت أن تتعرفي عليها بسهولة.

عليك بالمحافظة على الأذكار التي بعد الصلوات، وحافظي على الصلوات في أوقاتها، وعليك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن الله يعينك، وكم أتمنى إذا كان عندك فرصة أن تبدئي في مشروع حفظ القرآن الكريم ولو بمقدار آية كل يوم، وحاولي أن تقرئي وردا من القرآن يوميا، مع المحافظة على أذكار الصباح والمساء، والإكثار من الاستغفار، وإذا كان عندك فرصة لقراءة كتاب أيضا من الكتب البسيطة كالسيرة النبوية أو غيرها، حتى تحاولي أن تقضي على الفراغ الذي يستغله الشيطان لإلحاق الضرر بك.

أهم شيء الدعاء والإلحاح على الله تعالى، وصدق العزيمة، وأبشري -بإذن الله تعالى- بفرج من الله قريب.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات