والدتي تعاملني بجفاء لأني لا أخبرها بخصوصياتي مع زوجي!!

0 238

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا امرأة متزوجة من سنتين ولدي طفلة، أمي ترى أني لا أجيد التصرف أبدا، فهي تحاول أن تتدخل في حياتي الزوجية، وأن تعطي رأيها فيما يدور بيني وبين زوجي، وهذا ما يجعلني أشعر أحيانا ببعض الكره لزوجي، مع أني لا أتكلم معها بالتفاصيل والخصوصيات أبدا، وحين أكرمني الله بالحمل أخبرتني أن أقول لزوجي أني سوف ألد عندها، حيث تقطن في مدينة أخرى بعد انفصالها عن والدي، وهذا ما سبب مشاكل طائله بيني وبين زوجي، لم أعي في ذلك الوقت أن هذه المشاكل ستؤثر في علاقتي معه.

تم حملي وولدت حيث أقطن أنا، ولم أخبر والدتي بموعد ولادتي حتى لا تقلق إلا قبل الولادة بساعات، وبعد أن تمت ولادتي حاولت الاتصال بها لكن دون جدوى، وبعدها أخذت تسب وتشتمني وزوجي، وأننا لا نجيد التصرف، وهذا ما أثر في نفسيتي حقيقة.

جاءتني بعدها وأخذت بالاعتذار منها وقدمت لها هدية تطيبا لخاطرها، وقررت بعدها أن لا أدع أمي تعطيني رأيا في حياتي حتى لا تؤثر في سير حياتي، وتتسبب في مشاكل بيني وبين زوجي، فرأيها بزوجي يؤثر في جدا ويؤثر في علاقتي معه.

وحين تجنبت الحديث عن حياتي معها أصبحت تتعامل معي بسطحية وجفاء شديد جدا، وأحيانا لا تقوم بالرد علي ظنا منها أني لا أقدرها، ولم تعد تتعامل معي كالسابق، أمي تريدني أن أشركها في جميع تفاصيلي كما تفعل ابنة خالتي مع والدتها، وأنا لا أستطيع لأن زوجي طيب وحنون معي، ولا يوجد هناك ما يضطرني أن أشرك أمي فيه، على عكس زوج ابنة خالتي، فهي تضطر لإبلاغ أمها ما يحصل معها حيث أنها تتعرض للضرب والإهانة، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ SARAH حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال، وأن يوفق بينك وبين زوجك، ويرضي والدتك، ويحقق لك الآمال.

وأرجو أن تعلمي أن حق الزوج مقدم، وحفظ أسرار أسرتك مطلب شرعي، وطريقتك صحيحة وليس هناك مصلحة في إخبار أي شخص بما يحصل بين الزوجين، ونحن في زمان قل فيه الناصح الخبير الصادق الأمين، فحافظي على خصوصيات علاقاتك الزوجية، وأظهري للوالدة ما أنت فيه من وفاق وسعادة، وقولي لها: أنت لم تقصري معي ومن حقك أن ترتاحي، ونتمنى أن تنقلي أحسن ما سمعت من زوجك عنها، وتنقلي لزوجك انطباعها الحسن عنه حتى تصفو القلوب، والمؤمنة تنقل الخير وتنميه.

وقد أسعدني حرصك على عدم تقليد قريبتك في إخبار والدتها وأهلها وإشراكهم في مشكلاتها الأسرية، وذلك لأن ما يصلح مع زوجها قد لا يصلح في حالتك، كما أن إدخال الأهل يعقد المشكلات ويوغر الصدور ويولد الشحناء، ولذلك الشريعة لا تبيح التدخل إلا في حالات الشقاق العنيف، ولا تقبل بتدخل أي شخص، بل تجعل التدخل راجعا إلى القاضي، وهو من يختار عقلاء فضلاء حكماء أمناء خبراء من أهله وأهلها، قال تعالى: {فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما}.

تصرفك صحيح واجتهدي في إرضاء الوالدة، وزيدي من اهتمامك بها، واستمري في المحافظة على خصوصياتك الأسرية، ولا تنزعجي من غضب الوالدة، ولكن لا تعامليها إلا بالحسنى مهما حصل منها من جفاء، لأنها تظل والدة وقصدها نبيل، وهدفها مصلحتك، وأنت أعلم الناس بما يصلحك.

ووصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلمي أن قلب الوالدة وقلوب العباد بين أصابعه يقلبها ويصرفها، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات