السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
لدي ألم خفيف ومزعج في الجهة اليسرى من البطن تحت الأضلاع مباشرة، مع ارتجاع في المعدة وغازات كثيرة وتجشؤ وأحس بالأكل وقت نزوله من البلعوم حيث إنه يكون بصعوبة.
لاحظت في الفترة الأخيرة ( شهرين تقريبا ) انتفاخا في فتحة الشرج -أعزكم الله-، علما بأني شاب عمري 26 سنة، مدخن، طولي 170 وزني 94 أعزب.
يصيبني كثيرا القلق ونوبات الهلع تصل إلى مرتين بالأسبوع مع خفقان، ودوخة، وتنميل بالقدم اليسرى.
عملت تصويرا كاملا للدم والنتيجة سليمة إلا من فيتامين (د) حيث إنه ناقص جدا ( 10 ) تقريبا، وعملت تصويرا للبطن كاملا بالسونار، وكان سليما –والحمد لله-، وتخطيط قلب أكثر من 15 مرة في سنة واحدة، وأيضا النتيجة سليمة -والحمد لله-.
- تصوير القلب بالسونار سليم -والحمد لله-.
- اختبار الجهد سليم -والحمد لله-.
- أشعة مقطعية للبطن بالباريوم سليمة -والحمد لله-.
- أشعة مقطعية للمخ سليمة -والحمد لله-.
- أشعة رنين مغناطيسي للعمود الفقري والمخ سليمة، وديسك في الرقبة ضعيف.
هذه جميع الفحوصات التي عملتها، هل تنصحوني بعمل فحوصات أخرى؟
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد فهد الزهراني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من خلال السرد نجد أنك تعاني من السمنة، ونقص فيتامين د، ونوبات الهلع Panic disorder، بالإضافة إلى القولون العصبي، واحتمال وجود جرثومة في المعدة، والتي تؤدي إلى الارتجاع والحموضة، وبالطبع التدخين الآفة الكبرى التي يجب العمل على تركه، والإقلاع عنه، ولا داعي لمزيد من الفحوصات والأشعات، والتحاليل غير المجدية، فقط التعامل بجدية مع تلك المشاكل الصحية والعمل على علاجها والتخلص منها.
ولفهم طبيعة السمنة يجب ان تعلم أنه يوجد ما يسمى بمؤشر السكر ( glycaemic index ) من حيث عدد السعرات الحرارية التي تحتويها عناصر الغذاء المختلفة، وتوضع الأغذية مرتفعة السكر في أعلى المؤشر، وتلك التي تحتوي على سكر أقل في أسفل المؤشر بالترتيب، ويقع في قمة هذه المواد الغذائية التمر والعسل، ويقع في قاع هذه المواد الغذائية الأعشاب الخضراء، ثم القرنبيط والبروكلي، ثم الخضروات مثل الخيار والطماطم، ثم الفواكه قليلة السكر، ثم الموز، والعنب، وهكذا، ولذلك في حالة الرغبة في إنقاص الوزن يجب تناول أغذية ذات سعرات حرارية قليلة مثل السلطات، والأعشاب الخضراء، والخبز الأسمر، والحبوب مثل: الشوفان، والجريش، والقمح النابت، والفول النابت، والدجاج والسمك المشوي، والأجبان قليلة الدسم، والحليب قليل الدسم، والوجبات الخفيفة المتكررة، مع عمل خطة وهدف يمكن لك السعي لتحقيقه، وليكن 2 كجم كل شهر، واستخدام الميزان للمتابعة، وإذا حدث فشل في شهر فلا يدعو ذلك إلى الإحباط ونحاول مرة أخرى.
مع ضرورة تناول كبسولات فيتامين د الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كل أسبوع كبسولة واحدة، ويفضل قبل ذلك أخذ حقنة فيتامين د جرعة 600000 وحدة دولية تؤخذ في العضل كل 4 الى 6 شهور وشرب المزيد من الحليب وتناول منتجات الألبان والتغذية الجيدة مع تناول حبوب تحتوي على الحديد، وعلى فوليك أسيد مثل كبسولات fefol مرة واحدة يوميا، وكل ذلك ضروري لتقوية الدم والمناعة.
ونوبات الهلع panic disorder حالة نفسية تنتاب المريض نتيجة لتعرضه لحادث مرعب أو مؤلم، وهذه التجارب تؤدى إلى خلل في وظائف هرمون السيروتينين الضروري لتوصيل الإشارات العصبية في المخ، ويصاحب الهلع خفقان في القلب، ورغبة في التقيؤ، وإحساس شديد بالحرارة، أو البرودة التي تكتسح الجسم، وفي بعض الأحيان يكون ذلك مصحوبا بدوار، ويتخلل كل هذه الأعراض هلع شديد، وانطباع لدى المريض بأن الموت يقترب منه وبأن مكروها سوف يلحق به..
ونوبات الهلع هذه تتعلق أولا وأساسا بأسباب نفسية, وغالبا ما تظهر لأول مرة بعد حدث معين كما حدث معك تماما، أو إحباط يعيشه الشخص، ولذلك يكمن العلاج في اللجوء إلى جلسات نفسية مع الطبيب النفسي لعمل تحليل للمواقف الحياتية، وكيفية التغلب عليها، بالإضافة الى أدوية مهمة جدا تؤخذ بشكل مستمر لمدة 6 شهور يوميا مثل أقراص سبراليكس cebralex 20 mg للتخفيف من حدة نوبات الهلع، وتجاوزها؛ لأن عدم اللجوء إلى العلاج النفسي قد يؤدي إلى استمرار هذه النوبات، أو أيضا في بعض الحالات إلى تطور الأمر إلى حالة من الاكتئاب والقلق النفسي.
كذلك فإن الصلاة والدعاء وقراءة القرآن والذكر، عموما كعوامل للتغلب على المشاكل النفسية عموما وتحقيق التناغم الداخلي من الأهمية بمكان يقول الله عز وجل: ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
وجرثومة المعدة H-Pylori أو جرثومة هيليكوباكتر من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الحموضة، والغثيان، والشرقة، والكحة ليلا، ولذلك يجب عمل تحليل لها في البراز، وفي حالة إيجابية النتيجة, هناك علاج يسمى العلاج الثلاثي، وهو عبارة عن ثلاث أدوية تؤخذ لمدة 10 إلى 15 يوما، وتعطي هذه الأدوية نتائج طيبة بعد انتهاء الجرعات، وتختفي الأعراض بعد نهاية العلاج -إن شاء الله تعالى-.
والعلاج هو klacid 500 mg مرتين في اليوم، مع flagyl 500 mg ثلاث مرات يوميا بالإضافة إلى nexium 40 mg قرصا واحدا على الريق صباحا، والذي لا يكفي وحده لعلاج حموضة، وجرثومة المعدة، وفي نهاية الجرعات سوف تتحسن الحالة -إن شاء الله-.
ويمكن تقسيم الوجبات اليومية الى وجبات خفيفة ومتكررة وبعيدة عن التوابل والمقليات، والعشاء الخفيف ليلا وقبل ميعاد النوم بفترة مناسبة، مع محاولة وضع السرير بشكل متدرج بحيث تكون مستوى الرأس أعلى من مستوى القدمين بحوالي 30 درجة على الأفقي، وذلك بوضع أو وصل قطعة من الخشب في رأس السرير، وساعتها قد تستغنى عن الوسادة، وهذا الوضع يمنع ارتجاع الحمض إلى الحلق، ويخلصك من ألم المعدة المتكرر وصعوبة البلع.
والتدخين أو التبغ عموما آفة ابتلي بها الكثير من الشباب تؤدي إلى أخطر الأمراض، ولا تترك عضوا في الجسم إلا وأثرت فيه تأثيرا مباشرا، خصوصا القلب والرئتين والشرايين، بالإضافة إلى فقر الدم وفقدان الشهية، وما يصاحب ذلك من صداع وخمول وكسل، وحالة من الإرهاق العام، ولك أن تفحص صورة الدم CBC في المختبر، وتتناول الفيتامينات المناسبة في حالة وجود أنيميا مع الغذاء الصحي السليم.
وعند التوقف عن التدخين يشفى المريض من التهاب الصدر، وتختفي الكحة وآلام الصدر وتتحسن الشهية، وتعود الرئتين والقلب والدورة الدموية إلى حالتها قبل التدخين.
والسيجارة عند اشتعالها تحتوي على 4000 مادة سامة معلوم منها 400 مادة فقط، منها 40 مادة مسرطنة على الأقل؛ لأن طريقة حفظ نبات التبغ من التعفن بعد جني المحصول هو إضافة الكثير من المبيدات الحشرية عليه، وهذا يؤدي إلى زيادة سمية السيجارة.
ولعلاج آلام الديسك يمكنك أخذ حقن neuorobion في العضل يوما بعد يوم لعدد 6 حقن يساعد في الشفاء -إن شاء الله- مع أخذ كبسولات مسكنة مثل celebrex 200 mg مرتين يوميا بعد الأكل، وكبسولات myolgin ثلاث مرات يوميا لمدة أسبوع، مع التعود على الحمام الساخن كلما أمكن ذلك.
وفقك الله لما فيه الخير.