لا يأذن لي أهل الفتاة بالنظرة الشرعية..ماذا أفعل؟!

0 41

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة، وبعد:
أشكركم على الموقع الجميل، وطريقة التواصل معكم، بارك الله فيكم، وجزاكم الله كل خير.

أنا شاب أعزب، وبعمر 32 سنة، وأبحث عن شريكة حياتي، ولم أجد ما يناسبني، وإن وجدت فلا يحصل قبول من الطرف الآخر، إيماني بالله قوي، وأعلم أنه النصيب، وما يحدث لي هو ما كتبه الله -والحمد لله-، وهناك نقاط حصلت معي هي:

1- الفتيات لهن شروط، وهي أن يكون الشاب جامعيا، غنيا، له منصب وظيفي، ابن مدينة وليس ريفيا، له منزل مستقل، ولديه عمل ثابت، ولا ينتقل بين المحافظات.

2- ما يحصل أنه عندما تتصل والدتي يتحججون بالأسباب والشروط التي ذكرتها، وهناك أسلوب آخر يحدث أنه عندما نتصل تقول أم الفتاة: نرد خبرا إذا حصل القبول أم لا. ولا ترد الجواب لنا! وأحيانا نتصل ولا يتم الرد على جوالنا، وإن راسلناهم على الواتس يحظرونا.

3- حالة حصلت معي أثناء النظرة الشرعية، وهي أنه اتصلنا وأخبرنا أهل الفتاة أني سأرى الفتاة، وحين ذهبنا لم يسمحوا لي بالنظرة الشرعية، وقالوا: والدتك تصف لك الفتاة، وعند إعجابك بها تنظر النظرة الشرعية، وأخبرتهم والدتي أني هنا معها من أجل النظرة الشرعية، وتطلب منهم أن يدعوني أشاهد الفتاة فيرفضون، وفي إحدى المرات إخوة الفتاة جلسوا معنا وكذلك والدة الفتاة ووالدتي، وعندما أتت الفتاة خرجنا من الغرفة وبقيت والدتي معها، ورفضوا أن أراها بحجة العادات والتقاليد.

علما أن الفتاة موظفة وتذهب للعمل والمدرسة والمول، والكل يراها، أين المشكلة ما دامت محجبة؟

4- نتيجة ما حدث معي ونتيجة رفضهم للنظرة الشرعية بعد إخبارنا على الهاتف أنهم وافقوا على الرؤية الشرعية فلا أعود وأقول: دعها عندهم، هم أحرار.

5- أتمنى نصحي وإرشادي ماذا أفعل؟ لاحظت أن ما حدث معي دون أن أعرف سبب رفض الناس لي بالنظرة الشرعية منذ أول لقاء، على الرغم أن عوائل أخرى ذهبت لهم ورأت الفتاة منذ اللقاء الأول ولم يحدث النصيب!

هل هم مكتفون بوصف والدتي لي؟ علما أن والدتي قالت لهم: أنا لا أحب الوصف، فما العمل؟ فقدت الرغبة من تصرفهم، وبعد أن أتركهم دون عودة يرسلون لوالدتي رسالة عبر الشخص الذي دلنا عليهم بالموافقة، أرفض وأقول: أمي وصفت لي والبنت ليست طلبي، علما أني كنت أتمنى رؤيتها، ولكن البهجة ماتت في قلبي بسبب تصرفهم، وقلت لهم: قسمة ونصيب، والله يعوضكم بمن هو أحسن مني.

6- هل تصرفي صحيح؟ وهل كل خطوة في الزواج حساسة ويصبح الرفض من أفعال الشخص، أو أنه حدث أن تم رفضه فأصبح يعامل الناس بالمثل؟ ماذا أفعل ساعدوني.

أنا حزين وتعبت في البحث، ولكن إيماني بالله أن ما يحدث خير -والحمد لله-، وهناك فتيات تقدمت لهن وهن في مثل عمري، -أي أكبر من 28 سنة- وفارق العمر أحيانا يكون سنة أو سنتين، ومع هذا الفتاة ترفض الزواج وتتمسك بشروطها.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرؤوف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحول، وأن يقدر لك الخير، ويحقق الآمال.

أسعدنا رضاك بما يقدره القدير، والخير فيما يختاره الله، ولكل أجل كتاب، فلا تنزعج مما يحصل، ولا تقابل عناد الناس بالعناد، وإذا عزمت على خطبة فتاة وكانت موظفة فيمكنك النظر إليها في مكان وظيفتها دون علمها، وكأنك مراجع من المراجعين، ولا يجوز لك التمادي وتكرار النظر لها أو لغيرها؛ إلا للغرض الشرعي الذي هو الخطبة؛ لحديث "فكنت أتخبأ لها" والأفضل من ذلك أن تقنعهم بأن الشرع يبيح ذلك، بل إن النبي -صلى الله عليه وسلم- وجه من أخبره برغبته في خطبة امرأة أن ينظر إليها، وعلل ذلك بقوله: (فإنه أحرى أن يؤدم بينكما)، وفي ذلك دليل على أهمية النظرة الشرعية في تأسيس المودة والحب.

قال -صلى الله عليه وسلم- للآخر: (انظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئا)، واستنبط من ذلك أن النظرة ينبغي أن تكون فاحصة؛ لأن العيب في البصر لا يظهر إلا بالتركيز، وقد قيل للشيخ العثيمين -رحمة الله عليه-: عندنا شاب نظر للمخطوبة ويزعم أنه لم يرها بطريقة جيدة، فقال الشيخ: يمكن للمرة الثانية. فشاهدها، وطالب بثالثة، فقال الشيخ: يمكن للمرة الثالثة، ومن هنا تتجلى عظمة هذه الشريعة التي تدعو لغض البصر، لكن عندما يعزم الشاب على الزواج ويحدد ميوله فالشريعة تدعوه ليذهب لينظر.

نحن ننصحك بعدم ذكر حكايتك كاملة لكل أسرة تذهب إليها، ونتمنى أن يكون في من يتكلم بلسانك من الوسطاء دعاة وعلماء؛ حتى يبينوا للناس أن الشرع فوق العادات، والذي يقول ليس عندنا بنت يراها الناس؛ مخالف للشريعة التي جاء بها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهي فوق العادات والتقاليد التي لا وزن لها إذا صادمت ما هو مشروع.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بتكرار المحاولات، واجعل وصف الوالدة مقدمة لما بعده، ولكن لا بد أن تختار ما يعجبك، وليس ما يعجب الوالدة؛ فإن نظرة الناس للجمال مختلفة، كما أن التلاقي بالأرواح وهي جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.

نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وقد سعدنا بتواصلك، ونفرح بالاستمرار، ونذكرك بأن التعامل مع العادات المتأصلة يحتاج إلى حنكة وحكمة، ودور الشباب المتعلم في التصحيح كبير، ونشر العلم الشرعي سيخلصنا من العادات التي لا تتوافق مع الشرع الحنيف.

نسأل الله لك التوفيق والسعادة.

مواد ذات صلة

الاستشارات