السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة، عمري ما يقارب 24 سنة، هناك شاب يريد أن يتقدم لخطبتي، ولكنه حديث في الالتزام، لقد كان في صغره يصلي ويحفظ من القرآن، لكنه ترك الصلاة بعد ذلك، ثم منذ ما يقارب الشهر عاد للصلاة في المسجد والحمد لله، وصار هادئا وخلوقا، أريد منكم أن تنصحوني بكيفية إعانته على الدين والثبات عليه؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك ابنتنا الكريمة في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ويرزقك ابن الحلال، وأن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
الشاب الذي كان في صغره يصلي ويحفظ القرآن فيه خير كثير، وقد عاد إلى قواعده الطيبة في أمن وأمان، ومن هنا تتجلى أهمية السنوات الأولى من عمر الإنسان، والتي تكون ما يشبه القاعدة التي يعود إليها من ابتعد وشذ.
وعودة الشاب إلى الصلاة وسبل الصلاح يبشر بالخير، وأرجو أن تؤسسي علاقتك معه وفق قواعد الشرع، وعليه أن يأتي إلى داركم من الباب، ويقابل أهلك الأحباب.
والعاقلة مثلك تطالب كل من يحاول الاقتراب منها بالمجيء للبيوت من أبوابها، وفي ذلك اختبار فعلي لصدق الشاب، وفيه مزيد ثقة في الفتاة من قبل الشاب، ومن قبل أفراد أسرتها، والأهم من ذلك أنه السبيل الذي يرضي الله.
والشاب يحترم الفتاة التي تتأبى عليه، وتلوذ بعد الله بإيمانها وحيائها، وتتمسك بمبادئها وقيمها، ويحتقر التي تقدم له التنازلات وتجري خلفه، والمرء حيث يضع نفسه.
وقد أسعدتنا فكرة السؤال، ونحيي رغبتك في مساعدته على الثبات والالتزام، وهذا المشوار يبدأ بالنصح لنفسك وله، ثم بأن تسألي الله له الثبات على الصلاة والطاعات، واجعلي مهرك الالتزام، ولا تقبلي به ولا بغيره إذا لم يتوفر الدين وحسن الأخلاق.
ومن المهم أن يكون الثبات على الدين سابق للزواج، وأن يكون الالتزام في الله ولله وبالله، ونحن نخاف من بعض شبابنا الذي يصدق عليه ما قاله الأول:
صلى وصام لأمر كان يطلبه فلما انقضى الأمر لا صلى ولا صاما
ونحن في الحقيقة نتفاءل خيرا، ولكننا نذكر أن مشوار الحياة الزوجية طويل، ولا بد من بنائها على قواعد الشرع، فالبنيان المتين هو ما أسس على تقوى من الله ورضوان.
وهذه وصيتنا لك بتقوى، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يجمع بينك وبينه على الحلال والخير، وأن يثبته ويسددكم.