السؤال
السلام عليكم
عمري 20 سنة، بدأت مشكلتي قبل 3 سنوات بعد وفاة جدتي التي ربتني، وانتقالي لمنزل والدي في أول سنة جامعية.
تغيرت شخصيتي مع تغير حياتي؛ أصبحت هادئة، قليلة الكلام، منعزلة في غرفتي، امتنعت عن تكوين صداقات في الجامعة؛ لأني سرعان ما أنسحب تدريجيا من أي علاقة بسبب عدم ارتياحي مع الشخص، أشعر وكأن حملا ثقيلا على عاتقي، كيف سأبلي جيدا؟ وكيف سأتحدث؟ ماذا أقول؟ هل سأصمد فيها؟ هل سيتقبلونني؟
والمشكلة الأخرى هي عندما يطلب مني عرض تقديمي أمام كل من في القاعة؛ أتوتر ويربط لساني، ولا أستطيع التفكير، هذه حالتي مع الجامعة، أصبحت أشعر بالإحباط الشديد من نفسي، أحزن كثيرا لوحدتي، فأنا بدون الناس غير سعيدة، ومعهم أصبح في جحيم. ولكن لم تكن تلك بمشكلة كبيرة مقارنة حينما وصل بي هذا الحال مع عائلتي بفترة قريبة؛ ففي الاجتماعات العائلية القصيرة لم أجد مشكلة حيث إني أستطيع تمثيل الثقة أمامهم، والتحدث بدون خوف أو رهبة، ثم الرجوع بسرعة لمنزلي ولا أحد يلاحظ.
لكن في عيد الفطر القريب كان اجتماعنا العائلي في استراحة لمدة أسبوع، بالنسبة لي كان كابوسا، بدأت الأربعة أيام الأولى في غرفة مستلقية مع هاتفي، ولا أحضر الوجبات الرئيسية بحجة النوم أو الشبع، وكل من يتحدث معي أكتفي بالإجابة عن أسئلته فقط دون محاولة خلق حديث، لا أنظر مباشرة لعينه، أبدأ بلمس أذني، ويتضح التوتر علي.
مع عزلتي في الغرفة ازدادت المحاولات في إخراجي، وازداد معها توتري، أصبحت أشعر أني محط أنظار الجميع، الكل يتساءل: ما بي؟ عند الحديث مع أحد أشعر وكأن كل الدم يتدفق لرأسي، وكأنه سينفجر، لا أعلم لم كل هذه الدراما؟
بعد الأربعة أيام قررت الخروج ومواجهة مخاوفي، ولكن محاولاتي باءت بالفشل؛ لأن الجميع علم بأني أواجه مشكلة، أصبحت نظراتهم تعجبية، وبعضهم ابتعد عني احتراما لرغبتي، أشعر بأنهم يجدونني غريبة أطوار، أو (نفسية)، فاستسلمت، وخلقت عذرا للعودة للمنزل.
اجتمعوا مرتين بعد هذه، ولم أحضرها، وازداد قلقهم علي، والآن أنا خائفة من مواجهتهم، وماذا سأقول لهم عن انتكاستي وانعزالي عنهم؟ كيف سأواجه الأمر وأقنعهم بأني طبيعية؟ كيف سأواجه العروض التقدمية في الجامعة؟ وكيف سأكون صداقة؟
أريد أن أتغير، لا أحب شخصيتي المتقلبة الضعيفة، أكبر مخاوفي أتفه شيء هو مواجهة الناس، وقد قرأت عن الشخصية التجنبية بالصدفة، هل تعتقدون بأنها شخصيتي؟ وماذا أفعل، فكل يوم يزداد حزني؟
أعتذر بشدة عن الإطالة، وأريد مساعدتكم؛ لأني لا أستطيع الذهاب لاستشاري متخصص.