أعاني من عدة أعراض ونتائج الفحص سليمة، فهل هي أمراض نفسية؟

0 193

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة، أبلغ من العمر 20 عاما، في البداية كنت طبيعية جدا، وﻻ أشعر بشيء أبدا، ومرة عندما ذهبت إلى النوم، وفجأة أحسست كأن روحي تنسحب من جسدي، وأظافر قدمي مائلة للون الأزرق، وخفقان، ورجفة في الجسم، ذهبت إلى الطوارئ، وأجريت تخطيطا للقلب، فظهرت النتيجة سليمة ولله الحمد، ولكن هناك ارتفاعا بسيطا في كريات الدم البيضاء، وانخفاضا بسيطا في السكر، وإذا أكلت أي شيء أشعر وكأن شيئا عالقا في حلقي يضايقني كثيرا، وأصبحت دائما أفكر بالموت، وبعدها بشهر تقريبا وتحديدا في رمضان وأنا نائمة أحسست بتنميل في جسمي، وأصبح لساني لونه أبيض، وأظافر قدمي لونها أزرق، ورجفة شديدة لم تستمر فقط دقائق.

ذهبت إلى الطوارئ وأجريت تحاليل للروماتيزم فظهرت النتيجة سليمة ولله الحمد، ولكن هناك ارتفاعا بسيطا في كريات الدم البيضاء، ونقصا في فيتامين (د)، وفيتامين (ب) 12، وأخذت الدواء، وبعدها شعرت وكأن أحدا يخنقني ويمسك رقبتي، وﻻ أستطيع النوم بسهولة.

أما الآن يا دكتور يأتيني ألم قوي أحيانا ومتوسط أحيانا في القلب تحت الثدي وفوقه، وأحيانا مثل السكين في الثدي الأيسر، ورفرفة في الجزء الأيسر من الرقبة، وتغير خفيف في لون أظافر القدم، وأصبحت يدي دائما على قلبي لأشعر بالنبض، وأفكر كثيرا في الجلطات، والسكتة، والموت، أرجوك يا دكتور: انصحني أين أذهب أو ماذا أعمل؟ وهل أنا مصابة بشيء خطير؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشعور بالاختناق، والخوف من الموت، والخفقان، والرجفة مع سلامة تخطيط القلب، وسلامة تحليل الروماتيزم، وتكرار ذلك أكثر من مرة أمر مرتبط بحالة الخوف الزائد، أو الهلع وتسمى panic disorder وهي حالة من الخوف الشديد، وضيق التنفس، والخوف الشديد من الموت، وهي حالة نفسية تنتاب المريض نتيجة لتعرضه لحادث مرعب أو مؤلم، وهذه التجربة تؤدي إلى خلل في وظائف هرمون مهم جدا، موجود في المخ لتوصيل الإشارات العصبية وهو هرمون السيروتينين.

ويصاحب ذلك الشعور خفقان كبير على مستوى القلب، ورغبة في التقيؤ، وإحساس شديد بالحرارة أو البرودة التي تكتسح الجسم، وفي بعض الأحيان يكون ذلك مصحوبا بدوار، ويتخلل كل هذه الأعراض هلع شديد وانطباع لدى المريض بأن الموت يقترب منه، وبأن مكروها سوف يلحق به.

ونوبات الهلع هذه تتعلق أولا وأساسا بأسباب نفسية, وغالبا ما تظهر لأول مرة بعد حادثة بعينها، أو إحباط يعيشه الشخص، ولذلك فإن العلاج المعرفي من خلال معرفة طبيعة المرض، ومتابعة الحالة مع طبيب استشاري نفسي، مع التفكير الإيجابي الذي يساعد كثيرا في علاج تلك الحالة، وتناول أقراص Prozac 20 mg لمدة لا تقل عن 6 شهور؛ للتخفيف من حدتة نوبات الهلع وعلاجها تماما.

ويشترك العامل النفسي مع العامل العضوي في تفسير الأعراض التي تعاني منها، ووجود فقر الدم، وكسل أو نشاط زائد في وظائف الغدة الدرقية، ونقص فيتامين (د) يؤدي إلى زيادة تلك الأعراض، ولذلك من المهم فحص صورة الدم CBC، وتناول مقويات للدم مثل Materna أو حبوب Ferose F يوميا كبسولة لمدة شهرين، مع التغذية الجيدة من البروتين الحيواني والنباتي والفواكه والخضروات، وفحص وظائف الغدة الدرقية، TSH & Free T4، وتناول كبسولات فيتامين د الأسبوعية 50000 وحدة دولية لمدة شهرين إلى 4 شهور، ويمكن تكرارها بعد 4 شهور مرة أخرى بنفس الطريقة، مع ضرورة تناول أقراص كالسيوم 500 مج مضغ مرتين يوميا لمدة شهرين أيضا، وهذا لا يغنى عن الحليب ومنتجات الألبان بصفة منتظمة.

والخميرة تحتوي على فيتامين (ب) المركب، وعلى بعض البروتين والخمائر، وهي تفيد في فتح الشهية إذا تم تناولها في صورة حبوب أو خميرة جافة مع الزبادي وحتى مع العصائر، مع المصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء، والذكر، وممارسة الرياضة بشكل منتظم خصوصا المشي والركض، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات