تغيرت حياتي بسبب الوسواس في السكر، فانصحوني

0 213

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر لكم ما تقدمونه من عمل جبار لخدمة المجتمع العربي.

معلوماتي:
السن: 38
طول: 170
وزن: 72
متزوج منذ 5 سنوات، ولدي أطفال.

موضوعي: قبل عشر سنوات أصابتني حالة غريبة طبعا اكتشفت بعد ذلك أنها هلع وتوتر وقلق نفسي، حيث كنت البداية أخاف من الأمراض وأذهب وأحلل وهكذا...، والحمد لله استخدمت علاج الفافرين وشفيت تماما من الحالة.

بعدها بسنة عادت الحالة لكن أخف من ذي قبل، واستخدمت السيبراليكس، و-الحمد لله- انتهت الحالة وعدت طبيعيا جدا.

طبعا الحالة كانت عدم خروج من البيت، وإحساس غريب داخلي، وكنت أقول: إني سوف أجن، وقلق طوال اليوم، ومتوتر، لا أشعر بشيء حولي نهائيا، والحمد لله انتهى كل هذا، وأصبحت الحالة تعود كل كم سنة، لكنها خفيفة جدا، وتظل أسبوعا معي وتذهب بدون علاج، وكنت مرتاحا، وأعيش حياتي طبيعيا، وتزوجت، وأسافر وأفعل كل شيء، وأموري ممتازة.

أعتذر على المقدمة، لكني أردت أن أوضح التاريخ المرضي.

الموضوع الآن الذي حدث معي: تقريبا منذ سنة -والحمد لله- أعيش حياة طبيعية، ولا أستخدم أي علاج، ولا توجد لدي أي أمراض مزمنة، وكنت أخرج وأسافر، وأجلس عند أصدقائي كل يوم، وأذهب لعملي، ومراعيا احتياجات منزلي وأسرتي، بمعنى كنت طبيعيا جدا، ولكن بنصف شهر رمضان كنت مسافرا لوحدي بعد الإفطار، ولم أفطر جيدا، وفي الطريق أحسست بتعرق بالأطراف، فقلت: لماذا لا أذهب أقرب مستشفى بطريق السفر، وأطمئن على السكر والضغط، فلعله يكون منخفضا مع قلة الأكل، وفعلا وقفت عند أقرب مستشفى بطريقي، ووجدت السكر منخفضا (60) حتى أني قلت للدكتور: مستحيل يكون منخفضا لدي؛ لأني لا يوجد معي سكر أصلا، فأصابني خوف وقلق، وذهبت مباشرة لمستشفى آخر خاص، ووجدت السكر ممتازا (117) لأني شربت عصيرا قبل القياس الآخر.

ذهبت للصيدلية مباشرة، واشتريت جهاز قياس السكر، وأصبحت كل وقت أقيس، وعند وصولي للمدينة المنورة ذهبت مباشرة لمستشفى وعملت تحليلا تراكميا للسكر، وكانت النتيجة ممتازة (5:3) لكني أصبحت أحلل بالجهاز الذي معي دائما، وأحصل النتيجة ممتازة، لكن القلق يجعلني أحلل رغما عني، طبعا حللت "سكر صائم"، وأعدت التراكمي أكثر من خمس مرات، ودخلت بدوامة تحليل السكر بشكل غريب، وكل الأطباء قالوا: إن النتتائج ممتازة.

أصبحت أتجنب الأكل الذي فيه سكريات، وخففت أكلي بشكل كبير، طبعا بعد (20) يوما تركت التحليل كله؛ لأني مقتنع أنه لا يوجد معي سكر، لكني أصبحت الآن أعيش بحالة غريبة بعيدا عن موضوع السكر.

أصبحت أحس كل شيء تغير حولي، ولا أستطيع السفر، فقدت المتعة والانسجام بكل شيء، أصبحت أشعر أني لست أنا، يصيبني إحساس غريب داخلي لا أعرف أن أصفه، وأخذت إجازة من العمل لأني ذهبت، وأحس بإحساس غريب وأنا بالعمل غير مريح، وإلى الآن أنا في إجازة.

لدي خوف أن الحالة ستستمر معي طول حياتي، أو أني سأصبح مجنونا أو غير طبيعي بالمستقبل من الحالة.

ذهبت لطبيب واستخدمت علاج السيبراليكس (5) ملجم لمدة أسبوعين، ولم أجد تحسنا، والآن منذ ثلاثة أيام أصبحت أستخدم (10) ملجم.

منذ أسبوع أصبحت أخرج من المنزل وأقضي أغراض البيت، وأعود سريعا، لكن عندما أخرج لا أحس بانسجام، وأحس كل شيء متغيرا علي، لست أنا! حالتي باقي اليوم: جالس بالبيت، في بعض الأحيان أحس بتحسن في الليل بشكل مريح، وحقيقة أخاف أن تطول الحالة، ولدي عمل أخاف أن أخسره، وبقي لدي أسبوعان إجازة من اليوم.

أعتذر على الإطالة ولكن ماذا يحدث معي؟ وهل هذا شيء طبيعي؟ وهل سوف يزول؟

طبعا بعض المرات يصيبني تعرق، وأنا أعلم أنه من السيبراليكس، لكني أقلق وأحلل السكر وأجده ممتازا، طبعا يمكن هذه الحالة في الأسبوع مرتين فقط.

ملاحظة: أصبح جسمي ضعيفا مع أني لم ينقص من وزني سوى (5) كيلو فقط، وأصبح -كما ذكرت- (72) كيلو.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.

من الواضح جدا أنك تعاني من قلق المخاوف، وما حدث لك أثناء الشهر الفضيل وقيامك بالذهاب إلى المستشفى وقياس السكر، وأنت -أصلا- كنت تتوقع أن السكر ربما يكون منخفضا، وبعد أن أثبت الفحص ذلك حتى وإن لم يكن فحصا دقيقا تكونت وتجسدت لديك فكرة الخوف من مرض السكر، أو من تذبذب مستوى السكر لديك في لدم، وهذا ولد ما نسميه بالمخاوف الخاصة، يعني خوف بني على موقف معين ومن شيء معين، وبعد ذلك دخلت في هذا النمط الوسواسي من حيث تكرار فحص السكر.

هذه الحالات نشاهدها كثيرا -أيها الفاضل الكريم- وأنا أعتبرها بسيطة، لأن علاجها ليس بالمستعصي أبدا.

تحتاج لجلسة نفسية وجدانية صادقة مع نفسك لتراجع كل الذي حدث لك، وتقنع نفسك بأن قيامك بتكرار هذا الفحص هو أمر سخيف، ولا داعي له، وأمر معيق تماما، وحتى وإن أتى للإنسان مرض السكر فمرض السكر من الأمراض المعروفة والشائعة.

أنا لا أقول: إن الإنسان يجب أن يعرض نفسه لهذا المرض من خلال إهمال صحته مثلا، لكن أريدك أن تضع أسوأ الافتراضات، وفي ذات الوقت عش حياة صحية مرتبة: ممارسة الرياضة، التنظيم الغذائي، ولا تحرم نفسك -أخي- من السكريات، فالسكريات مطلوبة حتى يكون غذاء الإنسان متوازنا، لكن يجب أن تكون بكميات معقولة.

فيا أخي الكريم: اجلس مع نفسك لمراجعة كل الذي حدث، وشحن نفسك بفكر جديد يقوم على المزيد من الواقعية والمنطق، أعتقد هذا علاج لحالتك، وفي ذات الوقت يجب أن تكون حاسما جدا مع نفسك، ومصمما، وتقرر ألا تقيس مستوى السكر أبدا لمدة أسبوع، مهما كانت الظروف، مهما كانت مشاعرك.

أخي الكريم: إن نجحت في هذا الاختبار -ويمكن أن تنجح تماما- أعتقد أنك تكون قد وضعت حلولا جيدة لخوفك الوسواسي هذا.

عش حياتك بشكل صحي، والحياة الصحية تعني: تقوى الله تعالى، التنظيم الغذائي، النوم المبكر، التواصل الاجتماعي، التوسع الفكري، وأن يكون للإنسان قدرة على حسن إدارة الوقت، وأن تكون له أهداف وآمال مستقبلية... هذه الأمور تساعد كثيرا.

وفي ذات الوقت: أن تجري فحوصات دورية، مثلا تذهب إلى طبيبك في الرعاية الصحية الأولية، أو أي طبيب تثق به، وتجري فحوصات دورية كل ثلاثة أو أربعة أشهر، هذا -يا أخي- أمر طيب وجيد، وفي ذات الوقت: عليك الحرص على الدعاء والأذكار، خاصة أذكار الصباح والمساء؛ فهذه الأذكار العظيمة تنزل على الإنسان شآبيب رحمة وطمأنينة كبيرة جدا، خاصة فيما يتعلق بالصحة، فاحرص على ذلك أخي الكريم.

وبجانب كل هذا أنت رجل لديك أشياء جميلة في حياتك، فيجب أن يسوقك ويقودك الفكر الإيجابي، ليس الفكر السلبي.

بالنسبة للعلاج الدوائي: السبرالكس دواء رائع، استمر في تناوله، وجرعة العشرة مليجرام هي جرعة كافية جدا وجيدة جدا، علما بأن الجرعة الكلية قد تصل إلى ثلاثين مليجراما، لكنك لست في حاجة لهذه الجرعة. استمر على جرعة العشرة مليجرام لمدة ستة أشهر على الأقل، وأعتقد أن وزنك سوف يتحسن، ولا شك أن الرياضة سوف تحسن أيضا من طاقاتك النفسية والجسدية.

بعد انقضاء الستة أشهر يمكن أن تخفض جرعة السبرالكس إلى خمسة مليجرام، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات