أعاني من ألم في المعدة ومادة صفراء تخرج من فمي، أفيدوني

0 570

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على هذا الموقع فأنا من المتابعين له منذ سنوات عديدة، وأود طرح مشكلتي عليكم.

أنا سيدة متزوجة، عمري 25 سنة، أجهضت بعد حمل استمر لمدة شهرين فقط، وفي نهاية الشهر الثاني من الحمل لاحظت وجود ألم في المعدة، وحرقة شديدة، ومادة صفراء تخرج من فمي عند الاستيقاظ من النوم، وبعد الإجهاض ذهبت إلى أخصائي باطني، فوصفت له تلك الأعراض، والتي استمرت معي خاصة عند الاستيقاظ من النوم، أو الاستلقاء لفترات طويلة، فضلا عن وجود بلغم بكثرة (أجلكم الله)، فشخص حالتي على أنها ارتجاع في المريء بسبب الحمل والحالة النفسية، ووجود القولون العصبي، وقال: إن هذا المرض ليس مزمنا، وقال لي: ليس من الضرورة عمل المنظار، وأرشدني إلى اتباع حمية أبتعد فيها عن العصائر والحمضيات والبهارات، وأعطاني النيكسوم 40 لمدة شهر، لكنه لم يكن مجديا إلا بنسبة قليلة، فوصف لي بانتوفير 40 وموتيليوم، كما أعاني من ألم في الأذن.

خفت معاناتي من الحرقة -بفضل الله تعالى-، ولكنها تعود أثناء انزعاجي بشدة، ولكنني ما زلت أعاني من المادة الصفراء عند الاستلقاء، فذهبت إلى طبيب آخر ووصفت له حالتي، فقال لي: أنني لا أعاني من شيء، وعلي عدم التفكير بالأمر، وقد يكون ارتجاعا خيفا في المريء، ولا داع لعمل حمية غذائية إلا عند الانزعاج من بعض الأطعمة، وعندما سألته عن المادة الصفراء قال: إنها عادية ويجب علي إهمالها، وليس من الضروري عمل المنظار.

كما أنني أعاني منذ ثلاث سنوات من الخوف من الأمراض، وأشعر بالاكتئاب من شدة التفكير بالأمراض والفحوصات، وبعد متابعتي لموقعكم الذي استفدت منه كثيرا، تحسنت كثيرا، ولكن زادت معاناتي الآن حتى أصبحت قلقة وأفكر دائما، وأصبحت أدق الأمور تزعجني، وأتضايق ممن حولي كثيرا، وأتوقع الأسوأ في كل شيء دائما، هل يمنكم مساعدتي بدون أدوية؟

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوسن حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

المادة الصفراء هي عصارة المعدة، وقد يشعر بها الإنسان في الحلق، مما يؤدي إلى الشرقة والكحة وغياب الصوت أحيانا، والارتجاع في المريء يكون بسبب وجود فتق بسيط في الحجاب الحاجز، مما يؤدي إلى فتح بوابة المريء، وصعود عصارة المعدة إلى المريء ثم إلى الحلق، ويتم تشخيص فتق الحجاب الحاجز عن طريق منظار المعدة.

وللتخلص من ذلك الارتجاع: يمكن تغيير وضع السرير من وضع الاستقامة إلى المائل بدرجة 30 سم على الأفقي، بحيث يكون مستوى الرأس أعلى من مستوى القدم بحوالي 30 سم، من خلال إطالة رأس السرير من الأرض، وهذا الوضع يمنع صعود الحمض من المعدة إلى المريء، وبالتالي سوف يساعدك كثيرا -إن شاء الله- في التخلص من تلك الأعراض، مع الاستمرار في تناول دواء نيكسوم 40 قبل الأكل صباحا، والتعود على العشاء الخفيف قبل النوم بفترة، مثل اللبن الرائب والزبادي والموز الناضج والمهلبية، ومن المهم أن يمتنع الزوج عن التدخين إذا كان مدخنا؛ لأن التدخين السلبي يساعد في زيادة تلك الحموضة.

والخوف المرضي هو تفكير سلبي، وبالتالي عليك التخلص منه بالتفكير الإيجابي البناء، واستحضار تعريف المؤمن، وإن من بين خصال المؤمن: الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره، حلوه ومره، وإنه لا يوجد شيء أقوى من الإيمان بالله، والإيمان بالقضاء والقدر في التغلب على تلك الأفكار.

وأفضل الطرق المتبعة والمعروفة للعلاج في هذه الحالة هو أسلوب العلاج السلوكي والمعرفي، والذي عن طريقه يتم تسليط الضوء والتركيز على كيفية تعديل وتغيير الافكار السلبية الخاصة بك، والتي تسبب الخوف والاضطراب مما يؤثر على السلوك، وهنالك اعتقادا بأن المعالجة النفسية المتواصلة تؤدي إلى اختفاء كلي لأعراض المرض.

كذلك فإن الصلاة والدعاء وقراءة القرآن والذكر عموما، عوامل تساعد في التغلب على المشاكل النفسية عموما، وتحقيق التناغم الداخلي من الأهمية بمكان، يقول الله -عز وجل-: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، صدق الله العظيم.

ومن بين الأدوية المحسنة للمزاج العام، والمضادة لحالات التوتر والاكتئاب دواء prozac 20 mg، ويمكنك تناول كبسولة واحدة يوميا في الشهور الستة القادمة، مع ضرورة تناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية، جرعة 50000 وحدة دولية لمدة 2 إلى 4 شهور، والتعود على شرب الحليب ومنتجات الألبان، ويفضل أخذ حقنة فيتامين (د) 600000 وحدة دولية في العضل، وعدد 6 حقن neurobion يوم بعد يوم، والمغذية للأعصاب والمفاصل، لتعويض نقص فيتامين (ب) المركب الذي يصاحب حموضة المعدة المزمنة.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات