أشعر بالخجل من مقابلة الناس وأتجنب مواجهتهم، ما الحل؟

0 169

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي مشكلة متعبة، وأرغب في حلها.

مشكلتي هي: أني أشعر أحيانا بالخجل من مقابلة الناس، وأحيانا ألاحظ إذا احتجت شراء شيء من مطعم، أو حتى سوبر ماركت -في حال وجود زحمة أشخاص أو عدد منهم- أني لا أستطيع الدخول، والسبب الرئيسي أني أشعر بعدم الرغبة، أو الخجل، ويكون عذري أنه السبب؛ لأن المكان مزدحم، وأيضا أحيانا أرغب في ممارسة رياضة المشي، ولكن لا أستطيع ممارستها في مكان عام، وتكون ممارستي لها في أماكن لا يوجد فيها أشخاص.

ولاحظت أنه يؤثر على حياتي بشكل عام، وأيضا على علاقاتي مع الناس؛ حيث إني لا أستطيع تكوين علاقات، وتكون سطحية، وأيضا في كثير من الأحيان لا أستطيع النظر في عيون الناس، وأشعر بالخجل بعض الأحيان عند خروجي من المنزل، ويصادف أن يكون أحد في الخارج؛ فإني أنتظر حتى يذهب، ثم أخرج، أريد حلا للقضاء على هذا الخجل المزعج.

طبعا مع كل هذه الحالات والأشياء إلا أني في حال كنت أتحدث مع شخص أعرفه؛ أستطيع الحديث بحرية وبطلاقة، وأيضا في الحياة الدراسية أستطيع الوقوف أمام الطلاب، والشرح بكل بساطة، ودون خوف أو قلق، ولكن ألاحظ على نفسي بعض التردد من مقابلة الناس، وتفضيل العزلة أحيانا.

هذا، وأتمنى لكم التوفيق والنجاح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال، شارحا تفاصيل الأمر.

يتعدد شكل الرهاب الاجتماعي بين الناس، ويأخذ أشكالا تختلف من شخص لآخر، فيظنونه شيئا مختلفا، وليس كذلك.

والرهاب الاجتماعي من أكثر أنواع الرهاب بين الراشدين والشباب، وما وصفت في سؤالك هو هذه الحالة النفسية من الرهاب الاجتماعي، وهي حالة قد تبدأ فجأة، وأحيانا من دون مقدمات أو مؤشرات، حيث يشعر الشخص بالحرج والارتباك في بعض الأوساط الاجتماعية، وخاصة أمام الجمع من الناس وفي بعض المناسبات، كالحديث معهم، وخاصة الغرباء الذين لا يعرفهم، بينما هو أكثر راحة مع من يعرف وكما يحدث معك.

وقد يشعر الشاب باحمرار الوجه، وتسرع ضربات القلب، بينما نجد هذا الشخص نفسه -وكما ذكرت- يتكلم بشكل طبيعي ومريح عندما يكون في صحبة شخصين أو ثلاثة فقط، أو يتحدث مع المعلم على انفراد، أو أصدقائه.

وقد يترافق هذا الخوف أو الارتباك ببعض الارتباك في الأسواق والأماكن المزدحمة؛ حيث يشعر بالتعرق والإحساس وكأنه سيغمى عليه، أو أن الناس ينظرون إليه، وقد يحاول الشخص بالإسراع للخروج من المكان الذي هو فيه، أو عدم الدخول أصلا، من أجل أن يتنفس بشكل مريح؛ لأنه قد يشعر بضيق التنفس وكأنه سيختنق، ونسمي أحيانا مجموعة هذه الأعراض نوبة الذعر أو الهلع، وقد يوجد الرهاب الاجتماعي مع أو من دون نوبات الهلع.

وفي معظم الحالات، ينمو الشخص ويتجاوز هذه الحالة، وخاصة عندما يتفهم طبيعة هذه الحالة، وبحيث لا يعود في حيرة من أمره، وهو لا يدري ما يجري معه، فهذا الفهم والإدراك لما يجري، وأنه حالة من الرهاب الاجتماعي، ربما هي الخطوة الأولى في العلاج والشفاء، وكما يقال: إذا عرف السبب؛ بطل العجب.

وقد يفيدك التفكير الإيجابي بالصفات والإمكانات الحسنة الموجودة عندك، كذلك أن تحاول أن لا تتجنب الأماكن الخاصة التي تشعر فيها بهذا الارتباك كالحديث مع الغرباء؛ لأن هذا التجنب -لا شك- يزيد الأعراض ولا ينقصها، والنصيحة الأفضل أن تقتحم مثل هذه التجمعات والأسواق، ورويدا رويدا ستلاحظ أنك بدأت بالتأقلم والتكيف مع هذه الظروف الاجتماعية.

وإذا استمرت الحالة أكثر ولم تستطع السيطرة عليها؛ فيمكنك مراجعة الطبيب النفسي الذي يمكن بالإضافة للعلاج المعرفي السلوكي، والذي يقوم على ما سبق ذكره، يمكن أن يصف لك أحد الأدوية التي يمكن أن تخفف وتعين أو تخفي أعراض القلق والارتباك، وإن كان العلاج الأساسي يقوم على العلاج السلوكي المعرفي.

وإن كنت أشعر بأنك ستقوم بتجاوز هذا من نفسك، وخاصة أنك استطعت السيطرة على هذه المشكلة في بعض جوانب حياتك الأخرى.

وللفائدة راجع العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637).

وفقك الله، ويسر لك الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات